إيلاف من سان فرانسيسكو: كلنا نعرف التنبيهات التي تصدرها هواتفنا: صوت، اهتزاز، ووميض. لكن تخيّل لو أن الإشعار القادم من واتساب لا يصدر صوتًا… بل عطر ياسمين ناعم؟!
قد تبدو الفكرة ضربًا من الخيال، لكنها اليوم تقترب من أن تصبح واقعًا رقميًا جديدًا يُدعى "التقنية العطرية" أو Digital Scent Technology.

شركات ناشئة في الولايات المتحدة واليابان بدأت فعليًا بتطوير أجهزة رقمية صغيرة يمكن تثبيتها على الهواتف، تقوم بإطلاق عطر مبرمج يتفاعل مع محتوى الإشعار أو التطبيق.
- تطبيق تأمل؟ عطر لافندر.
- بريد مزعج؟ نفحة قهوة تركية لتخفيف التوتر.
- فيلم رومانسي؟ عطر ورد يتسلل من الشاشة إليك.

كل ذلك يتم عبر وحدات عطرية صغيرة تحتوي على زيوت مركّبة، يتم التحكم بها عبر أنظمة ذكية تتابع نوع الإشعار وتحدّد التوقيت المناسب لإطلاق العطر… تمامًا كما نتحكم بالصوت أو الضوء.

التجارب الأولى لهذه التقنية ظهرت عبر شركات مثل OVR Technology وFeelReal، اللتين تعملان على دمج العطر في تجارب الواقع الافتراضي والألعاب، فيما بدأ باحثون في طوكيو تجارب لإرسال "رسائل معطّرة" عبر تطبيقات المحادثة!

ورغم أن هذه التكنولوجيا لا تزال في مراحلها المبكرة، إلا أن ما يجعلها مثيرة للاهتمام هو علاقتها المباشرة بالعاطفة والذاكرة. فبينما قد تتجاهل إشعارًا عاديًا، من الصعب أن تنسى إشعارًا بعطر فانيلا مثلًا!

فهل تصبح لنا قريبًا قائمة إعدادات نختار فيها "عطر تنبيهات العمل" و"عطر المكالمات المفضلة"؟
وهل سنرى منافسة بين الهواتف ليس فقط على الكاميرا، بل على "عدد العطور المدعومة"؟

الزمن كفيل بالإجابة، لكن المؤكد أن التقنية لم تعد تستهدف عيوننا وآذاننا فقط… بل أنوفنا أيضًا.