&
خرجت مارينا سيلفا من السباق الانتخابي في البرازيل لأنها خارجة عن المألوف، وفضّل البرازيليون الحفاظ على المنافسة التقليدية بين أكبر حزبين في البلاد.

ريو دي جانيرو: ان كان البرازيليون يرغبون في التغيير الا أن قلقهم على مستقبلهم دفعهم الى اختيار مبارزة تقليدية بين الرئيسة اليسارية ديلما روسيف والاجتماعي الديموقراطي آيسيو نيفيس في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 26 تشرين الاول/اكتوبر.
وفضل الناخبون في نهاية المطاف اخراج المرشحة الخارجة عن الانماط التقليدية المدافعة عن البيئة مارينا سيلفا التي اثارت المفاجأة بتصدرها التوقعات للدورة الاولى من الانتخابات، وقد وعدت بانتهاج "سياسة جديدة" توفق بين اليمين واليسار في قطيعة مع سياسات الحزبين الرئيسيين، الامر الذي اثار تساؤلات اكثر مما اعطى أجوبة.
&
ومن المفاجآت الكبرى التي نتجت عن الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية الاحد، الفارق الذي سجله السيناتور آيسيو نيفيس في تقدمه على سيلفا مرشحة التغيير الثانية بعدما ظلت لفترة طويلة متفوقة عليه في استطلاعات الرأي.
&
وفرضت مرشحة حزب العمال (يسار) الحاكم منذ 12 عامًا ديلما روسيف نفسها بنسبة مرتقبة قدرها 41,6% من الاصوات متقدمة على نيفيس الذي حصد 33,6%، بعدما كانت آخر استطلاعات الرأي السبت تترقب حصوله على 27% بالكاد، وعلى مارينا سيلفا التي لم تتخطَ نتيجتها 21,3%.
وقال المحلل السياسي اندري سيزار من مكتب بروسبيكتيفا للاستشارات إن "آيسيو نيفيس ينطلق من جديد ويصل الى الدورة الثانية بكثير من القوة. اعتقد أن روسيف ونيفيس لديهما فرص متكافئة في الفوز، ستكون الحملة قصيرة جدًا ومكثفة جدًا".
ورأى ديفيد فلايشر من جامعة برازيليا أن "الناخب البرازيلي اراد أن يصوت لما يعرفه. الحزبان التقليديان فرضا نفسيهما".
&
وشهدت جميع الانتخابات الرئاسية البرازيلية خلال السنوات العشرين الاخيرة مواجهات بين حزب العمال بزعامة الرئيس السابق لولا (2003-2010) والحزب الاجتماعي الديموقراطي البرازيلي بزعامة الرئيس السابق فرناندو كاردوسو.
ومن المفارقة برأي بارسيلوس فارغاس المحلل في معهد جيتوليو فارغاس&&أن تتقرر نتيجة الدورة الثانية من هذه الانتخابات على ضوء "الانتقال الحاسم لأصوات" ناخبي مارينا سيلفا الى كل من مرشحي الحزبين الكبيرين قطبي "السياسة القديمة"، التي كانت تسعى تحديدًا لطي صفحتها.
&واضاف المحلل "اذا صوت (الناخبون) بغالبيتهم لآيسيو نيفيس عندها سيكون بوسعه الفوز في الدورة الثانية".
وصوت الناخبون بـ55% بصورة اجمالية لمرشحي التغيير سيلفا ونيفيس.
&
وتشير استطلاعات الرأي التي جرت حتى الان الى أن 60% من ناخبي مارينا سيلفا سيصوتون لنيفيس في حين أنها كانت ناشطة في حزب العمال على مدى ثلاثين عامًا ووزيرة للبيئة في عهد لولا.
وتظهر نتائج الدورة الاولى أن قسماً كبيرًا من الحملة سيتركز في جنوب شرق البلاد حيث المناطق الصناعية والاكثر اكتظاظًا في البلاد مع مدن كبرى مثل ساو باولو وريو دي جانيرو وبيلو اوريزونتي.
&
وسجلت مارينا سيلفا في هذه المناطق نتائج تفوق في غالب الاحيان معدلها الوطني. وفي هذه المناطق، نزل شبان الطبقات المتوسطة بأعداد غفيرة الى الشارع للاحتجاج على النظام والمطالبة بتحسين الخدمات العامة في سياق موجة التظاهرات في حزيران/يونيو 2013.
وقال جواو اوغوستو دي كاسترو نيفيس من مجموعة اوراسيا: "هناك رغبة في التغيير، اشخاص مستاؤون من تدهور الاقتصاد، وخصوصًا في الطبقات الاكثر فقرًا، لكن الدفاع عن مكتسبات حزب العمال قوي ايضاً بين الناخبين" مرجحاً فوز روسيف.
واضاف أن "ما يدعم موقع الرئيسة هو هيكليات حزب العمال القوية والادارة العامة وتحالف واسع من الاحزاب. لكن ما قلل من فرصها اقتصاد في تراجع بدون افاق تحسن".
&
وتابع أن "نيفيس من جهته ينطلق بكثير من القوة، مع حزب متين الهيكلية وناشطين متشجعين على ضوء النتائج، لكنه يتحتم عليه ايضًا الفوز بأصوات المترددين وبدعم مارينا سيلفا الثابت والتصدي لمخاوف البرازيليين من تغيير قد يجعلهم يخسرون المنافع الاجتماعية".
وقال دانيال بارسيلوس فارغاس المحلل في معهد جيتوليو فارغاس إن "حزب العمال والحزب الاجتماعي الديموقراطي سيتنازعان كل صوت".