في الوقت الذي اكتفى فيه أردوغان بوضع قواته على الحدود، والتحذير من أن مدينة عين العرب (كوباني) على وشك السقوط بيد مقاتلي "داعش"، انتقدت تقارير غربية تردد الرئيس التركي في الانضمام عمليًا إلى التحالف الدولي ضد التنظيم المتشدد.


نصر المجالي: تناولت غالبية الصحف البريطانية الصادرة يوم الأربعاء الدور التركي في الأحداث الجارية في مدينة عين العرب (كوباني)، وما وصفه البعض بتردد أردوغان في الانضمام إلى القتال مع قوات التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية، فضلًا عن أهمية وجود قوات قتالية على الأرض لمؤازرة الضربات الجوية لتحقيق الهدف الذي يسعى إليه الرئيس الأميركي باراك أوباما في "القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية".

وكان الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، اكتفى يوم الثلاثاء، بالتحذير من أن مدينة عين العرب "كوباني، على وشك السقوط بيد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ"داعش".

ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية على لسان إردوغان قوله: "طالبنا بضرورة إعلان منطقة حظر طيران، وإعلان منطقة آمنة موازية لتلك المنطقة، وبضرورة تدريب وتجهيز المعارضة المعتدلة في سوريا والعراق".

على هذا الصعيد، قالت افتتاحية لصحيفة (التايمز) اللندنية إن الرئيس التركي ربما يكره الأكراد والرئيس السوري بشار الأسد معًا، إلا أنه يجب أن ينظر إلى الوضع القائم بصورة أشمل، وأن يتخذ قرار الانضمام إلى قوات التحالف، والقتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

انتصار لداعش
أضافت الصحيفة أن المدينة السورية عين العرب (كوباني بالكردية) المحاصرة من ثلاث جهات من قبل عناصر تنظيم الدولة الإسلامية على وشك السقوط بأيدي هذا التنظيم، مشيرة إلى أنه في حال سقوطها بأيديهم فسيكون ذلك بمثابة "انتصار ساحق" لهم، ومدخلًا لقيامهم بارتكاب المزيد من الفظائع في المنطقة التي عانت كثيرًا منهم.

وتساءلت الصحيفة عن دور تركيا، التي تمتلك ثاني أكبر جيش في قوات الناتو، في الأحداث التي تشهدها عين العرب "كوباني"، والتي يمكن رؤية علم تنظيم الدولة الإسلامية يرفرف على مرتفعاتها من داخل الحدود التركية، مشيرة إلى أن تقاعس تركيا يعكس معضلة عميقة.

وقالت الصحيفة إن على أردوغان التنبه إلى خطر شن تنظيم الدولة الإسلامية اعتداءات داخل تركيا، إذ إنه في بداية الصراع السوري سمحت أنقرة لجميع أطياف المعارضة السورية باللجوء إلى تركيا، والعمل على أراضيها، ومن بينهم جهاديون أيضًا ممن بمقدورهم شن هجمات داخل تركيا، في حال قرر الرئيس التركي التدخل في "كوباني".

ورأت افتتاحية (التايمز) أن سقوط البلدة سيكون ضربة قاضية بالنسبة إلى الأكراد وإلى هدفهم المتمثل في إعلان استقلالهم والحصول على دولة كردية طالما حلموا بإقامتها وضحّوا بالكثير من أجلها.

وختمت الصحيفة بالقول إن الحملة التي أطلقها الرئيس الأميركي باراك أوباما ضد تنظيم الدولة الإسلامية متعهدًا بالقضاء على التنظيم، ستنجح في تحقيق مرادها خلال فترة زمنية أقل، لو أن تركيا قررت تغيير رأيها، والمشاركة في القتال ضد هذا التنظيم.

ذريعة أردوغان
وكانت ذريعة أردوغان في عدم التدخل هي قوله: "إن الغارات الجوية وحدها لا يمكنها أن تحل المشاكل، فقد ظهر تنظيم داعش الإرهابي، وتعاظمت قوته في سوريا، فهؤلاء يقولون "الله أكبر" ويقتلون من يقول "الله أكبر" باسم الإسلام، فهل يمكن للمسلم أن يقتل أخاه المسلم بهذا الشكل.. لا يمكنكم القضاء على تنظيم داعش الإرهابي عن طريق القصف الجوي فقط، لا يمكن إنهاء هذا العمل بعمليات جوية من دون التعاون مع من يقوم بعمليات برية على الأرض".

وتابع قائلاً: "أريد أن أخاطب العالم من جديد، ليست لتركيا أية مطامع في أراضي أحد، وتركيا مستعدة ومتيقظة لكل تهديد موجّه إليها، فالبرلمان التركي منح الجيش تفويضًا لمدة عام للقيام بما يلزم، وعلى وجه الخصوص الرد المباشر والحاسم، على كل تهديد يتعرّض له "ضريح سليمان شاه" في الأراضي التركية داخل سوريا".

وقال "مع الأسف، الغرب وقف متفرجًا، كما مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، فهم يتكلمون فقط، وعندما يأتي دور العمل، لا نراهم ينتجون شيئًا، كما إننا صرفنا حتى الآن على اللاجئين في أراضينا أكثر من أربعة مليارات دولار، فضلًا عن نصف مليار دولار من المساعدات أرسلناها إلى سوريا والعراق، وأوصلناها إلى إخوتنا هناك من دون التفريق في الدين أو العرق أو المذهب".

&

&