تمكن مقاتلو تنظيم "داعش" من السيطرة على "المربع الامني" لوحدات حماية الشعب الكردية في مدينة عين العرب، من جهة ثانية قتل 19 شخصًا على الاقل بينهم&خمسة اطفال اليوم الجمعة في قصف لقوات النظام السوري على بلدة الحارة في ريف درعا.

&
بيروت: سيطر عناصر تنظيم "الدولة الاسلامية" اليوم الجمعة على "المربع الامني" لوحدات حماية الشعب الكردي في مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) الحدودية مع تركيا في شمال سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. ويشعر المدافعون الاكراد عن المدينة بالإحباط في ظل تناقص ذخيرتهم، مطالبين بتكثيف الغارات التي تنفذها قوات الائتلاف الدولي على مواقع التنظيم المتطرف، بحسب ما قال ناشط اعلامي كردي لوكالة فرانس برس، مشددًا على الخطر الذي يواجهه كل الذين لا يزالون داخل كوباني من مقاتلين ومدنيين.
&
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع فرانس برس "سيطر مقاتلو تنظيم الدولة الاسلامية على المربع الامني في عين العرب" الواقع في شمال المدينة، ويضم مباني ومراكز تابعة للإدارة الذاتية الكردية في كوباني. واشار الى ان مقاتلي "الدولة الاسلامية"، الذين اقتحموا الاثنين عين العرب، ثالث المدن الكردية في سوريا، "باتوا يسيطرون على 40 بالمئة من مساحتها"، وذلك بعد استحواذهم على شرقها، وتقدمهم من جهتي الجنوب والغرب.
&
واوضح عبد الرحمن ان "السيطرة على المربع الامني تتيح لعناصر تنظيم +الدولة الاسلامية+ التقدم نحو المعبر الحدودي مع تركيا الى الشمال من المدينة"، مشيرا الى ان السيطرة على المعبر "تعني محاصرتهم للمقاتلين الاكراد في عين العرب" من الجهات الاربع. وتبدو المعركة بين الطرفين غير متكافئة، اذ يشن التنظيم هجومه مستعينا بآلاف المقاتلين المزودين بأسلحة ثقيلة، في حين يقوم مئات المقاتلين الاكراد بالدفاع عن مدينتهم بأسلحتهم الخفيفة وسط نقص في الإمدادات. ولم تفلح الغارات الجوية التي يشنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، في وقف تقدم المقاتلين الجهاديين.
&
وقال عبد الرحمن ان "التحالف دمر آليات ومواقع للدولة الاسلامية، الا انه لم يعق امداداتهم بالسلاح الآتية من معاقل لهم في الرقة وحلب (شمال)". وقال مدير اذاعة "آرتا اف.ام" الكردية مصطفى عبدي في اتصال هاتفي مع فرانس برس "لا يبدو ان الضربات الجوية رغم كثافتها أعطت الفاعلية المطلوبة، لان داعش يواصل تقدمه".
&
واوضح ان عناصر "الدولة الاسلامية" يستخدمون السيارات المدنية ويرفعون أعلامًا كردية عليها "للتمويه وتضليل طائرات الائتلاف" الذي تقوده الولايات المتحدة. واضاف "بعض المقاتلين يتصلون بي، وهم يبكون ويقولون لي: نحن لا ندافع عن كوباني فحسب، بل نكافح الارهاب"، مضيفا "انهم يطالبون التحالف بتكثيف ضرباته على داعش".
&
وتابع "كوباني هي رمز المقاومة ضد الدولة الاسلامية في سوريا، وهي تحارب منذ 25 يوما اكبر مجموعة ارهابية في العالم". ورأى ان خطر سقوط المدينة بشكل كامل بات كبيرا. وقال "كل مقاتل كردي بات مشروع شهيد"، مشيرا الى ان هناك العديد من القناصة من تنظيم "الدولة الاسلامية" منتشرون في المدينة.

وقال مدير اذاعة "آرتا اف.ام" الكردية مصطفى عبدي في اتصال هاتفي مع فرانس برس "لا يبدو ان الضربات الجوية رغم كثافتها أعطت الفاعلية المطلوبة، لان داعش يواصل تقدمه". واوضح ان عناصر "الدولة الاسلامية" يستخدمون السيارات المدنية، ويرفعون اعلاما كردية، عليها "للتمويه وتضليل طائرات الائتلاف" الذي تقوده الولايات المتحدة.
&
واضاف "بعض المقاتلين يتصلون بي، وهم يبكون ويقولون لي: نحن لا ندافع عن كوباني فحسب، بل نكافح الارهاب"، مضيفا "انهم يطالبون التحالف بتكثيف ضرباته على داعش". وتابع "كوباني هي رمز المقاومة ضد الدولة الاسلامية في سوريا، وهي تحارب منذ 25 يومًا اكبر مجموعة ارهابية في العالم". ورأى ان خطر سقوط المدينة بشكل كامل بات كبيرا. وقال "كل مقاتل كردي بات مشروع شهيد"، مشيرا الى ان هناك العديد من القناصة من تنظيم "الدولة الاسلامية" منتشرون في المدينة.
&
في المقابل، لجأ تنظيم "الدولة الاسلامية" مرة اخرى الى العمليات الانتحارية. فقد افاد المرصد السوري عن تفجير مقاتل من التنظيم نفسه في عربة مفخخة الجمعة قرب مركز للقوات الكردية، من دون ان تعرف حصيلة التفجير. وبدأ تنظيم "الدولة الاسلامية" هجومه في اتجاه عين العرب منذ 16 ايلول/سبتمبر، وسيطر على مساحة شاسعة من القرى والبلدات في محيطها، ونزح نتيجة هذا الهجوم اكثر من 300 الف شخص، وقتل اكثر من 500، معظمهم من مقاتلي الطرفين.
&
قصف للنظام على ريف درعا
قتل 19 شخصا على الاقل بينهم خمسة اطفال الجمعة في قصف لقوات النظام السوري على بلدة الحارة في ريف درعا (جنوب) التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة قبل أقل من أسبوع، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وكانت حصيلة سابقة اشارت الى مقتل 18 شخصا.
&
وقال المرصد في بريد الكتروني "ارتفع إلى 19 بينهم رجل وزوجته وخمسة أطفال على الأقل عدد الشهداء الذين قضوا جراء قصف جوي وبصواريخ يعتقد أنها من نوع أرض - أرض من قوات النظام على مناطق في بلدة الحارّة". وقال ناشطون انه تم القاء براميل متفجرة على البلدة. وسيطر مقاتلون معارضون بينهم عناصر من جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) الاحد على تل الحارة والبلدة، التي تبعد اقل من كيلومترين عنه، بعد معارك استمرت قرابة يومين مع قوات النظام. والتل عبارة عن هضبة استراتيجية مرتفعة تطل على مناطق عدة في ريف دمشق الجنوبي، ويبعد نحو 12 كيلومترا عن هضبة الجولان.
&
وبحسب المرصد، تتيح سيطرة المقاتلين المعارضين على التل "السيطرة ناريا على كل المنطقة المحيطة به على مدى نحو اربعين كيلومترا"، اضافة الى "انكشاف مناطق عدة لهم في ريف دمشق الجنوبي". وتسيطر القوات النظامية على مدينة درعا اجمالا، لكنها تخوض في ارياف المدينة معارك متنقلة مع مقاتلي المعارضة منذ اكثر من سنتين.
&
وتمكنت المعارضة المسلحة اخيرًا من تحقيق بعض التقدم في الريف الغربي للمحافظة وفي ريف محافظة القنيطرة المتاخم لدرعا في منطقة الجولان الذي تحتل القوات الاسرائيلية جزءا منه. في محافظة إدلب (شمال غرب)، قتل ثلاثة أطفال وأصيب خمسة آخرون بجروح في غارة نفذها الطيران الحربي على مناطق في بلدة تلمنس، بحسب المرصد.
&
وفي حماة (وسط)، شن الطيران الحربي والمروحي السوري اكثر من 18 غارة اليوم "على مناطق في بلدات مورك واللطامنة وكفرزيتا، ومناطق أخرى في الأراضي الزراعية المحيطة بقرية لطمين"، بحسب المرصد، وذلك تزامنا مع معارك عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، ومقاتلين معارضين بينهم عناصر من جبهة النصرة، من جهة اخرى، لا سيما على اطراف مورك التي يسيطر عليها المعارضون.