تضغط دول مشاركة في التحالف ضد داعش، على واشنطن من أجل التعامل بصرامة أكبر مع قطر التي تقوم بدور مزدوج بمحاربتها داعش علنًا، وتمويلها المتطرفين سرًا.


أشرف أبوجلالة من القاهرة: أشار مسؤولون أميركيون وعرب إلى أن تحالف إدارة أوباما مع قطر يشكل ضغطاً حقيقياً على التحالف الدولي القائم ضد تنظيم الدولة الإسلامية، موضحين أن علاقات قطر بالجماعات الإسلامية المتشددة الموجودة بمنطقة الشرق الأوسط تمثل مشكلة.

دور مزدوج

أشارت بهذا الخصوص صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية إلى أن دبلوماسيين من دول عربية حليفة للولايات المتحدة، منها السعودية، الإمارات والأردن، حذروا البيت الأبيض من أن قطر تقوم بدور مزدوج في المنطقة، حيث تدعم في العلن سياسات الولايات المتحدة، وفي نفس الوقت تقدم المساعدة لخصومها.

وأضافت الصحيفة أن تلك الدول تضغط على واشنطن لكي توبخ الدوحة بقوة أكبر بسبب تلك السياسة ذات المعايير المزدوجة التي تنتهجها في المنطقة بشكل مريب للغاية.

تحارب داعش؟

فيما رفض المسؤولون القطريون التعليق من جانبهم على تلك المزاعم. ومعروف أن قطر تلعب دوراً مهماً في آخر الحروب التي تخوضها الآن الولايات المتحدة في المنطقة، حيث تستضيف على أراضيها قاعدة العديد الجوية، التي يشن منها البنتاغون العديد من ضرباته الجوية التي تستهدف الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.

وتعتبر قطر واحدة من خمس دول عربية تشارك بصورة رسمية في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية. حيث يقدم سلاح الجو الخاص بها أعمال المراقبة والدعم اللوجيستي للهجمات التي تُشَن الآن على داعش.

تمويل الإرهاب

وتتخوف وزارة الخزانة الأميركية من التدفق المزعوم للأموال القطرية إلى تنظيمات الشرق الأوسط المسلحة، بما في ذلك الدولة الإسلامية، جبهة النصرة والقاعدة.

وتأتي المخاوف المتعلقة بالدعم الذي يخرج من قطر للمتطرفين على رأس الانقسام العميق القائم بين كبار حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط بخصوص الدور الذي يلعبه الإسلام السياسي في المنطقة، سواء كان ذلك في ليبيا، سوريا أو الأراضي الفلسطينية.

وبينما لم توجه إدارة أوباما أي اتهامات علنية لحكومة قطر بشأن تقديمها لتلك الأموال، إلا أنها أكدت أنها متراخية في الإجراءات الخاصة بتنظيم أموال المنظمات الإسلامية والجمعيات الخيرية والمواطنين القطريين.

ورغم رفض المسؤولين القطريين التعليق على أي من تلك الأقاويل المثارة الآن، إلا أن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ووزير الخارجية القطري سبق لهما أن نفيا مراراً وتكراراً أن تكون لبلادهما أية علاقات مالية بتنظيم الدولة الإسلامية أو بأي من التنظيمات الإرهابية الأخرى.