كشفت السلطات العراقية عن أوامر أصدرها زعيم تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" بحرق جثث قتلى قوات البيشمركة الكردية لمواجهتهم مقاتلي التنظيم في مدينة عين العرب "كوباني" السورية حاليًا، وأشارت إلى أنه قتل حتى الآن 381 شخصًا من أبناء عشيرة البونمر في الأنبار، وقيامه بتحديد مهر نساء الموصل ومبالغ جبايات أخرى فرضها على بعض المهن.
أسامة مهدي: أعلنت وزارة حقوق الإنسان العراقية عن ارتفاع حصيلة الضحايا المغدورين من أبناء عشيرة البو نمر في محافظة الأنبار الغربية، والذين أعدمهم تنظيم "داعش" في قضاء هيت في المحافظة، إلى 322 شهيدًا، والعثور على أكثر من 50 جثة تم إلقاؤها في بئر للماء، من بينها لنساء وأطفال.
وأوضحت في بيان صحافي إطلعت "إيلاف" على نصه أن تنظيم "داعش" قام أيضًا باختطاف أكثر من 65 شخصًا من أبناء العشيرة البونمر، معتبرًا إياهم أسرى حرب، فضلًا عن نهب وسلب قطعان الماشية والأغنام العائدة إلى أفراد العشيرة، بدواعي أنها تعود إلى قادة في الصحوات (المتطوعين السنة الذين يقاتلون إلى جانب القوات الحكومية).
إعدام 200 من عشيرة البونمر
وكان عناصر تنظيم "داعش" قد قتلوا خلال الأيام الماضية أكثر من مئتي شخص من عشيرة البونمر السنية، التي حملت السلاح ضده في محافظة الأنبار في غرب العراق. وقال آمر فوج الطوارئ في ناحية البغدادي في الأنبار العقيد شعبان العبيدي إن "عدد الضحايا من عشيرة البونمر بلغ أكثر من مئتي شخص".
وأكد الشيخ نعيم الكعود أحد زعماء العشيرة عن "مقتل 381 فردًا بالرصاص، جميعهم من أبناء عشيرة البونمر، في هجمات متفرقة، وقعت خلال الفترة بين 24 من الشهر الماضي، وحتى اليوم الأحد".
ولم يتبن التنظيم المتطرف، الذي يسيطر على مساحات واسعة في العراق وسوريا، بشكل رسمي، عملية قتل أبناء عشيرة البونمر، إلا أنه سبق للتنظيم تنفيذ عمليات إعدام جماعية ضد أبناء العشائر السنية، الذين حملوا السلاح ضده في مناطق نفوذه، وخاصة في غرب العراق وشرق سوريا. وأضافت الوزارة إن زعيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي قد أصدر بيانًا أمر فيه أتباعه بحرق جثث عناصر قوات البيشمركة الكردية انتقامًا من مساندتهم للمقاتلين الأكراد في مدينة كوباني السورية.
وتشهد مدينة عين العرب "كوباني" السورية الحدودية مع تركيا اشتباكات عنيفة بين المقاتلين الأكراد وتنظيم الدولة الإسلامية، تزامنت مع دخول قوات البيشمركة إلى ثالث المدن الكردية في سوريا للدفاع عنها في وجه المسلحين المتطرفين. والمعركة المستمرة منذ نحو شهر ونصف شهر في كوباني الواقعة في محافظة حلب أصبحت رمزًا للمعركة الأشمل ضد تنظيم الدولة الإسلامية والمسلحين المتطرفين.
وأشارت الوزارة إلى أن "داعش" قد حدد مهر النساء في محافظة نينوى بمبلغ مليون ونصف مليون دينار (1200 دولار) متوعدًا المخالف بالجلد 30 جلدة، وصلب كل رجل دين يقوم بإبرام عقود الزواج خارج محكمة التنظيم في المحافظة. وقالت إن التنظيم قام كذلك بفرض غرامة تقدر بنحو 700 ألف دينار عراقي على بائعي السجائر أو الحبس لمدة 15 يومًا وجلد المخالفين 80 جلدة.. وقام أيضًا بتحديد مبالغ الإتاوات على المواطنين من أصحاب سائقي سيارات الحمل بمبلغ 500 دولار و300 دولار للمركبات الصغيرة.
فقدان 2398 عراقيًا في مواجهات مع داعش
وكشفت وزارة حقوق الإنسان أن أعداد مفقودي مجزرة سبايكر لطلبة القوة الجوية في مدينة تكريت عاصمة محافظة صلاح الدين (175 كم شمال غرب بغداد) وسجن بادوش قرب مدينة الموصل (375 كم شمال بغداد) قد وصلت إلى 1997 شخصًا، مؤكدًا أن العمل مستمر بشأن استقبال الاستمارات الخاصة بالمفقودين، بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على مدينة الموصل في العاشر من حزيران (يونيو) الماضي.
وأضافت إن عدد المفقودين في مجزرة معسكر سبايكر سابقًا وصل إلى 1566 شخصًا. أما مفقودو سجن بادوش فقد وصل إلى 431، في حين وصل عدد المفقودين في أحداث أخرى إلى 401 حتى هذا اليوم. وأوضحت أن هذه الأرقام هي الإحصائية الرسمية والمعتمدة، حيث إن وزارتي الدفاع والداخلية تقومان بإرسال أسماء المفقودين بين الحين والآخر لغرض مطابقتها مع الأسماء الموجودة لدى وزارة حقوق الإنسان، وفي حال وجود أسماء غير مسجلة لديها، تقوم بإدراجها في قاعدة البيانات الخاصة بالمفقودين.
وأشارت إلى أن ملاكات الوزارة يعملون على استقبال الاستمارات التي ترد إلى الوزارة عن طريق حضور ذوي المفقودين إلى مقرها أو مكاتبها في المحافظات عدا إقليم كردستان، إضافة إلى الاستمارات التي ترسل إليها عن طريق موقعها الالكتروني الرسمي. وقالت إن العمل بهذه الاستمارات قد بدأ منذ بداية شهر آب (أغسطس) الماضي وحتى هذا الوقت لإنشاء قاعدة بيانات وإحصائية رسمية لأعداد المفقودين بعد أحداث الموصل. وأوضحت أن الإحصائية النهائية لم تنتهِ بعد، وأنها مازالت تعمل على إدخال أسماء المفقودين، ولا يمكن تحديد وقت لإنهاء العمل بالاستمارة، لأن ذوي المفقودين مازالوا يبلغون عن فقدان أبنائهم.
وكانت وزارة حقوق الإنسان قد دعت في وقت سابق ذوي المفقودين بعد أحداث الموصل إلى مراجعة مقرها ومكاتبها في المحافظات لملء الاستمارة الخاصة بالمفقودين من أبنائهم أو الرجوع إلى موقع الوزارة الالكتروني، حيث إن الاستمارة تتضمن معلومات عن المفقود ومكان وتأريخ فقدانه ووثيقة تعريفية عنه إن وجدت اضافة الى وثيقة تعريفية لمقدم الطلب.
وكان تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" الذي استولى على تكريت بعد يوم من سيطرته على مدينة الموصل وبمساعدة مسلحين من اقارب بعض رموز النظام السابق قد تمكن من اسر 1700 جندي بعدما غادروا قاعدة سبايكر بلباس مدني بأمر من قادتهم. وعرض التنظيم فيلمًا يوثق عملية اعدامات جماعية لهؤلاء الشباب ورميهم في النهر واخرى عمليات اعدام جماعي في منطقة صحراوية.
من جهتها كشفت منظمة "هيومن رايتس ووتش" لمراقبة حقوق الانسان الجمعة الماضي إن مسلحي "داعش" نفذوا على نحو ممنهج عمليات إعدام حوالى 670 نزيلا في سجن بادوش في ضواحي مدينة الموصل الماضي استنادا الى روايات ناجين حيث كان معظم الضحايا من الشيعة.&
واشارت المنظمة الى انه بعد استيلاء "داعش"على سجن بادوش قرب الموصل (375 كم شمال بغداد) قام مسلحو التنظيم بفصل النزلاء السنة عن الشيعة، ثم أجبروا الرجال الشيعة على الركوع بطول حافة واد قريب، وأطلقوا عليهم النار من بنادق هجومية وأسلحة آلية، بحسب ما أكد 15 سجيناً شيعياً ممن نجوا من المذبحة موضحين إن المسلحين قاموا كذلك بقتل عدد من النزلاء الأكراد والإيزيديين.
&
التعليقات