بالرغم من كل الحكايات التي نسجت حول المقاتلة الكردية ريحانا، إلا أن أبحاثًا صحافية تؤكد أنها حية ترزق، وأن الحكايات حولها ليست إلا من نسج الخيال.
مروان شلالا من بيروت: ذاع صيت ريحانا الكردية، التي قتلت أكثر من 100 داعشي في كوباني، إلى أن قبض عليها عناصر تنظيم "داعش" ونحروها. فقد نسجت القصص حول هذه المقاتلة الكردية حتى اختلط الواقع بالخيال.
ناحرة الدواعش
من الوقائع في قصة ريحانا وجودها في كوباني، حيث تعرف إليها الصحافي السويدي كارل دروت، والتقط لها صورتين، رفعهما على حسابيه في فايسبوك وتويتر. وفي تغريدة نشرها الثلاثاء الماضي، قال دروت: "طالبة الحقوق في حلب، اسمها مجهول، ويسمّونها ريحانا، تظهر وسط صورة التقطها سابقًا"، رادًا الجميع إلى صلة بتقرير لدروت في صحيفة هآرتس الإسرائيلية، منشور في 21 أيلول (سبتمبر) الماضي، عن قرب اجتياح داعش لكوباني، أي قبل نحو شهرين من شهرة ريحانا ناحرة الدواعش.
لا ذبحت ولا ذُبِحت
في 16 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، غرّد دروت بعد انتشار خبر بطولاتها الخرافية، ونحرها بيد عناصر داعش، فقال: "التقيت بها في آب (أغسطس) في كوباني، وهي ليست حتى من الـ YPJ، وليست أيضًا من تظهر في الصورة ورأسها مقطوعة"، أي لم تكن ريحانا هذه في صفوف وحدات حماية الشعب الكردية، ولم تكن أيضًا في عداد من قطعت رؤوسهم، ونشرت صورهم في 5 من الشهر عينه.
وفي 18 تشرين الأول (أكتوبر)، غرّد ثانية: "من المرجّح أن ريحانا لا ذُبحت، ولا قتلت 100 داعشي".
ما انتبه الصحافيون لهذه التغريدات، حتى نقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن دروت نفسه قوله إنه التقط لريحانا هذه الصورة حين كانت تشارك في مراسم الاحتفال بمتطوعين جدد مثلها مع "قوات حماية الشعب" الكردية في 22 آب (أغسطس) الماضي، مرتدية اللباس العسكري. وقال أيضًا إن ريحانا اسم لا يطلقه الكرد إجمالًا على بناتهم.
شائعات وخيال
على جبهة تويتر، وهي الجبهة القابلة للاشتعال سريعًا مع أي صورة أو تغريدة، نشرت صورة لمقاتلة تركية مقطوعة الرأس. فما كان من "الناشطين المتحمسين" إلا أن ربطوا الصورة بقصة ريحانا، وذلك في 10 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وعلى رأسهم مشغلو حساب باسم kurdistan_army الذين قالوا إن المذبوحة هي المقاتلة ريحانا، التي نحرها عناصر داعش انتقامًا من بطولاتها. فتوالدت الشائعات، محوّلة ريحانا إلى مقاتلة خيالية، بينما يصفها دروت بالمسكينة التي قتل عناصر داعش والدها.
حية ترزق!
يقول دروت إنه حادثها قبل الاحتفال بالمتطوعين الجدد في كوباني، "وكانت حينها مفروزة للحراسة، أو عنصرًا من الشرطة المحلية، اقتربت مني وأخبرتني أنها كانت تدرس الحقوق في حلب، لكن عناصر داعش قتلوا والدها، فقررت التطوع كمجندة. حاول دروت البحث عنها ليتحدث إليها لاحقًا، لكنه لم يعثر عليها.
وكان الصحافي المصري فراج إسماعيل غرّد في تويتر يوم 29 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، قائلًا إن مراسلًا صحافيًا أجرى لقاء مع ريحانا، وهي ما زالت حية ترزق، وأن الرأس المقطوعة هي لمقاتلة كردية أخرى. وهذا ما أكده الصحافي الكردي باوان دوراني.
&
التعليقات