&
بريشيفو:&لا يخفي الالبان في وادي بريشيفو حلمهم بقيام "البانيا كبرى" وينتظرون بفارغ الصبر الزيارة التي سيقوم بها الاسبوع المقبل الشخص الذي يعتبرونه "رئيس وزرائهم" إدي راما، اول رئيس حكومة ألبانية يزور صربيا منذ 68 عاما.
ويضم وادي بريشيفو في جنوب صربيا بلدات بريشيفو وبويانوفاتش وميدفيديا التي يشكل الالبان اكثرية سكانها ويرغبون في إلحاقهم بكوسوفو المجاورة، الاقليم الصربي السابق الذي اعلن استقلاله في 2008.
&
ومن المقرر وصول راما الاثنين الى بلغراد بعد تأجيل ثلاثة اسابيع على اثر حوادث خطرة تسببت في وقف مباراة لكرة القدم بين صربيا وألبانيا. واعرب عن رغبته في زيارة بريشيفو، لكن سلطات بلغراد لم توافق رسميا بعد على هذه الزيارة.
&
ويعيش حوالى 60 الف ألباني في بريسيفو. وغالبا ما كانت هذه المنطقة الغارقة في الفقر والبطالة، واهملتها عمدا سلطات بلغراد التي دائما ما تتهم الألبان بتطلعات انفصالية، مسرحا لتوتر حاد، وحتى لنزاع مسلح قصير لكنه عنيف في 2001.
وبويانوفاتش، اكبر مدينة في المنطقة ويسكنها اكثر من 40 الف نسمة، تشهد وحدها على الفقر والاهمال. فمعظم شوارعها بلا ارصفة وفي حالة مزرية، وعلى جانبيها بنايات ومنازل قديمة بهتت الوانها.
&
واعتبر رئيس بلدية بويانوفاتش يونوز موسليو، ان زيارة راما "مناسبة بالغة الاهمية" لطرح مسألة ألبان صربيا. وكان يونوز قائدا سابقا للمقاومة المحلية دخل المعترك السياسي وينادي صراحة بالحاق المنطقة بكوسوفو.
واكد هذا الرجل ذو النظرة الحازمة في مكتبه المزين بعلم ألبانيا وبخريطة "البانيا الكبرى"، ان سياسة بلغراد حيال الالبان "لم تسفر عن اي نتيحة حتى الان". ويهدف مشروع "البانيا الكبرى" القومي الى تجميع كل الألبان في دول البلقان في دولة واحدة.
&
وقال لوكالة فرانس برس "يجب السماح لألبان (صربيا) بأن يكونوا احرارا ويتحدوا مع كوسوفو".
ولم يتأخر رد بلغراد. واعلن رئيس الوزراء الكسندر فوتشيتش في حضور نظيره الفرنسي مانويل فالس "الى جميع الذين يدعون الى الانفصال ... اقول بصراحة لا لبس فيها ان صربيا حرة ولا تتجزأ".
&
وقرب بويانوفاتش، على مدخل قرية فيليكي ترنتوفاتش، يصلي نظمي فايكو امام المقبرة التي دفن فيها ابنه بسيم ورضوان كاظمي اللذان قتلا في 2001 خلال النزاع بين المقاومة الألبانية المحلية والقوات الصربية.
واعتبر هذا الستيني الودود والهادىء المقيم في هذه القرية التي يفوق عدد سكانها 10 الاف نسمة، ان "زيارة راما تلهب مشاعري ... وستؤدي الى دفع الامور قدما".
&
ويعتبر حسين كاظمي (78 عاما) والد الراحل رضوان ان راما سيساعد المجموعة الالبانية. &واضاف انه "يرغب في توحيدنا وسنتحد (في اطار دولة واحدة) ان شاء الله".
وقالت اغيم حاليتي (50 عاما) مديرة المدرسة المحلية ان "الزيارة ستعطينا الامل ... وستؤدي الى تحسين وضع الالبان في المنطقة".
&
لكن الاراء تختلف في بريشيفو التي تبعد عشرات الكيلومترات الى الجنوب.
ولم يغلق رضا حليمي الوجه القديم في الساحة السياسية الالبانية والنائب في البرلمان الصربي اربع مرات، الباب لاحتمال اندماج مجموعته في اطار الدولة الصربية.
&
لكنه يأخذ على بلغراد انها لم تبذل جهودا من اجل هذا الاندماج. وقال ان "كل المشاكل العالقة تعطي ذرائع للذين يأملون في الانفصال عن صربيا". واضاف "نحن الى حد ما رهائن العلاقات المتوترة بين بلغراد وتيرانا وبلغراد وبريشتينا".
وخلص حليمي الى القول ان "زيارة راما هي مناسبة للانطلاق في عملية الاندماج الاوروبي. ولن يكون اللقاء تاريخيا إلا اذا نجح رئيسا الوزراء في هذه المهمة الصعبة".
&
&