وجه المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي عبارات المديح لنائب الرئيس العراقي نوري المالكي وخاطبه مثمنًا ما قال إنه دوره في الحفاظ على استقرار واستقلال وتطور بلاده ودعاه إلى دعم حكومة العبادي الجديدة.. فيما وصف نائب الرئيس الإيراني جهانغيري التحالف الدولي ضد داعش بأنه استعراضي.


لندن: أشاد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي خلال لقائه نائب الرئيس العراقي نوري المالكي في طهران اليوم "بشجاعة واقتدار وادارة السید المالكي خلال تولیة رئاسة الحکومة العراقیة ودوره في الحفاظ علی استقرار واستقلال وتطور العراق".

وخاطب خامنئي المالكي قائلا "انك ومن اجل عدم انسیاق العراق الی الاضطراب والفوضی قمت بعمل کبیر اثناء انتقال السلطة وهذا الموقف سوف لن ینسی ابدا من الذاکرة العراقیة" في إشارة إلى تنحيه من رئاسة الحكومة لصالح مرشح التحالف الشيعي حيدر العبادي الذي شكل الحكومة الحالية في ايلول (سبتمبر) الماضي.

وأشار المرشد الإيراني إلى أنّ المالكي يتمتع بإحاطة كاملة بقضایا ومشاکل العراق وقال "ان اهتمامکم بدعم حکومة السید حیدر العبادي وسعیکم لتعزیز الوحدة بین جمیع الفصائل العراقیة یعد خطوة جیدة ینبغي ان تتواصل" كما نقل عنه موقعه الالكتروني.

بدوره أعرب المالكي "عن ارتیاحه للقاء قائد الثورة الاسلامیة وقال ان الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة قدمت دعما کبیرا للعراق حكومة وشعبا لمحاربة الارهابیین والعناصر الاجنبیة".

وكان خامنئي من اكبر المؤيدين لولاية ثالثة للمالكي في رئاسة الحكومة لكن الرئيس الإيراني حسن روحاني والجنرال قاسم سليماني قائد الحرس الثوري المكلف بالملف العراقي نصحا بتنحيه وتولي شخصية شيعية اخرى رئاسة الحكومة الجديدة اثر الاعتراضات الكبيرة التي ابدتها القوى السنية والكردية للتجديد للمالكي إضافة إلى المعارضة لذلك داخل التحالف الشيعي يتقدمها التيار الصدري والمجلس الأعلى الاسلامي العراقي.

طهران تصف التحالف الدولي بالاستعراضي

وخلال اجتماع المالكي مع النائب الاول للرئيس الإيراني اسحق جهانغيري فقد أكد الجانبان ضرورة تعزيز التنسيق وتنمية التعاون بين طهران وبغداد لمواجهة الاعداء ومؤامراتهم في المنطقة.

واشاد جهانغيري بما أسماه الاداء "الايجابي والبناء للمالكي خلال فترة توليه رئاسة الحكومة على الصعد الثنائية والاقليمية والدولية.. واصفا نقل المالكي المسؤولية وتشكيل الحكومة العراقية الجديدة بانه "حكيم وايجابي". وأضاف ان "إيران تشعر بانها إلى جانب الشعب العراقي منذ بداية ازمة داعش وقد سعت جاهدة کي يكون لها اداء يحظى برضا الشعب العراقي".وقال ان توجهات إيران لجعل وجهات نظر مختلف التيارات السياسية في العراق متقاربة شكلت جهدا يصب في مصلحة الشعب العراقي.

واعرب المسؤول الإيراني عن الامل في ان تتم معالجة مشاکل العراق بالحكمة التي تتحلي بها الشخصيات العراقية مؤکدا ضرورة الحفاظ على وحدة اراضي العراق في ظل الوحدة الوطنية "لان هذه الوحدة تعتبر من القضايا الهامة التي يطمع بها الاعداء ويجب حمايتها بشكل جاد كما نقلت عنه وكالات محلية.

وشدد على ان القوات العسكرية والشعبية العراقية تمتلك القدرات الكافية لمواجهة الارهابيين.. وقال ان بلاده " تتابع قضايا العراق عن کثب وتعتبر استقرار العراق وأمنه من امنها وتعتبر انها تقف الى جانب العراق حكومة وشعبا في الظروف الصعبة الراهنة".

وأشار جهانغيري الى قرار الامم المتحدة للحيلولة دون تقديم المساعدات الى جماعة داعش معربا عن أسفه لانه لم يتخذ إجراء فعليا لحد الان من اجل الحيلولة دون تقديم المساعدات المالية الى هذه الجماعة. ووصف التحالف الدولي ضد داعش بانه "اشبه بعمل استعراضي وانه يمكن ان تكون هناك امور اخرى وراء الكواليس لذا يجب ان نكون حذرين کي لا يحقق الاعداء مآربهم".

واکد نائب الرئيس الإيراني انه لا يمكن مكافحة الارهاب بالطرق العسكرية فقط "بل اننا بحاجة الى اعتماد اساليب شاملة لمواجهة الارهاب وإن الصدقية والشفافية تعتبران من الامور الضرورية لمواجهة الارهاب".. وابدى استعداد إيران لوضع قدراتها في متناول الشعب العراقي في شتى المجالات.

ووصل المالكي إلى طهران الليلة الماضية على رأس وفد سياسي واقتصادي لإجراء مباحثات مع كبار المسؤولين الإيرانيين تتناول القضایا الثنائیة والاقلیمیة وظروف العراق وتطورات المنطقة خاصة مكافحة الارهاب والتطرف حيث استقبله في مطار العاصمة طهران محمد شريعتمداري نائب الرئيس الإيراني للشؤون التنفيذية. وقال أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني أن زيارة المالكي تأتي بهدف بحث العلاقات الثنائية والتطورات في العراق والمنطقة وملف مواجهة الإرهاب.

&وتعتبر هذه الزيارة الأولى للمالكي التي تأتي بصفته النائب الأول للرئيس العراقي بعد ان تولى رئاسة الحكومة العراقية لدورتین متتالیتین کل منهما اربع سنوات في عامي 2006 و2010 والتي استمرت حتى 2014. وكان المالكي أعلن تخليه عن رئاسة الحكومة إثر تعرضه لضغوط كبيرة داخلية وخارجية بعد أن تم تكليف التحالف الشيعي حيدر العبادي الذي ينتمي إلى ائتلاف دولة القانون الذي يقوده المالكي لرئاسة الوزراء.

وكانت طهران دعمت حيدر العبادي الذي زار العاصمة الإيرانية الشهر الماضي والتقى كلاً من خامنئي والرئيس الإيراني حسن روحاني حيث دعا العبادي طهران إلى توحيد الجهود لمواجهة داعش بينما أعلنت طهران أنها سوف تستمر في دعمها للعراق وقد أرسلت قائد الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني إلى العراق حيث يقود حاليًا قوات المتطوعين من "الحشد الشعبي" في قتالها لمسلحي التنظيم وطردهم من المدن والبلدات التي سيطروا عليها.