نصر المجالي: وزع تنظيم (داعش) في الموصل خطبة الجمعة التي تلزم ديوان المساجد التابع له، خطباء وجوامع المدينة بقراءتها، وقال التنظيم إنه "من الضروري إصدار عملة موحدة لسكان "الدولة الإسلامية" خالية من الرموز والرسوم المتعلقة بالغرب والصليبيين، وغير المسلمين".

وأضاف التنظيم "الإرهابي" في الخطبة الموحدة أن إصدار عملة موحدة "يعد أحد أهم سبل المواجهة والحرب مع أميركا وحلفائها وتحديها، ليعزز القوة الاقتصادية للدولة الإسلامية ووجودها المعنوي ويحرر الشعوب من تبعية الدول الغربية".

واستشهد التنظيم الذي وزع أيضاً صوراً للعملة الجديدة& بـ"وقائع من التاريخ الإسلامي حول أهمية سك عملة تحمل رموزاً وشعارات إسلامية ومنها آيات من القرآن".

وعلم أن العملة الجديدة سوف تتضمن سبع مسكوكات، اثنتان من الذهب، وثلاث من الفضة، واثنتان من النحاس، مكتوب عليها "إن هذه أمتكم أمة واحدة"، وهذه العملية "مكرسة لوجه الله تعالى" وسوف تساعد المسلمين على التحرر من "النظام المالي العالمي المستند إلى الربا الشيطاني"، بحسب "داعش".

وقالت تقارير إن تنظيم (الدولة الإسلامية) اعتمد نموذجاً يعود لعهد الخليفة عثمان أي النصف الأول من القرن السابع، وقد أطلق على العملة النقدية الذهبية الدينار الإسلامي وكانت تزن حوالي 4.5 غرامات، في حين أن العملة النقدية الفضية - الدرهم الإسلامي- بوزن 3 غرامات.

رسائل للخارج

ويشير المراقبون إلى أن تنظيم (داعش) يهدف إلى بعث رسائل مفادها بأنهم دولة بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى. إذ أن العملة الخاصة هي جزء لا يتجزأ من سمات الدولة.

ويقول جيمي غورول مساعد وزير الخزانة الأميركي السابق لـ CNN، بأن داعش "على عكس تنظيم القاعدة، الذي كان يتلقى تمويلاً من الخارج، فإن داعش بالذات لديه تمويل ذاتي& في الأساس." ويقول بأن تمويله يأتي من النفط، ومبالغ الفدية، والضرائب، والتحف المسروقة.

وأضاف غورول: "إنه أغنى منظمة إرهابية عرفها العالم، وبهذا النوع من النقود من الصعب فهم إمكانياتها، وماذا يمكن أن يفعلوا بذلك". وقال إنه من الصعوبة بالطبع، في مثل هذا النوع من النقود، بأنه لا يمكنك مجرد وضع النقود في صندوق الأحذية أو تحت فراشك، بل عليها أن تدخل في النظام المالي في لحظة معينة، وأعتقد بأن على وزارة الخزانة التركيز على البنوك، البنوك في قطر على سبيل المثال، والكويت، التي يمكن أن تتلقى أموال داعش وتتعامل بها.

ويشار في الختام إلى أن تنظيم (داعش) كان أصدر في شباط (فبراير) الماضي عملة خاصة بإمارة الأنبار، في إشارة إلى محافظة الانبار بالعراق، التي يسيطر التنظيم على بعض مناطقها ومدنها، وخاصة الفلوجة (62 كم غرب بغداد)، وهي تحمل صورة لزعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن.