رحب النظام السوري بمبادرة ستيفان دي ميستورا تجميد المعارك في حلب، لكن المعارضين السوريين فقدوا الثقة بأي تهدئة، ووضع المجلس العسكري في المدينة شروطًا لقبولها.

اسطنبول: قال عمار قربي، أمين عام تيار التغيير الوطني المعارض، لـ"إيلاف" إن مبادرة المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، حول تجميد القتال في حلب، ليست جديدة أو مبتكرة، لكنها نافذة تضيء الظلام السوري، مع انسداد الافق أمام أي حل سياسي".

تحييد الأبرياء

كشف قربي أن تيار التغيير تقدم بمشروع متكامل للمبعوث السابق الاخضر الابراهيمي عن تحييد سوريا كلها وليس مدينة حلب فقط، وقال: "في الحقيقة ما نريد تحييده هم الابرياء المدنيون، الذين يقتلون من دون أن يعرفوا لماذا يقتلون".

وأضاف: "الأمور في سورية لم تعد كما كانت، والاوراق اختلطت فضاعت الحدود بين الخير والشر، والفوضى طالت كل شيء، وبقي الثابت الوحيد هو أن الشعب يدفع ثمن معارك عسكرية صارت بغالبيتها صراعًا على السلطة".

وقال القربي: "شعارات الثورة من حرية وعدالة لم تعد مطروحة، والشعب السوري كفر بالمعارضة والنظام، فكلاهما يعيش على دماء السوريين، اما الجيش الحر فتفتت لصالح ميليشيات ايديولوجية لها تطلعاتها السلطوية والمرتبطة بالاستخبارات من كل حدب وصوب".

لماذا يهربون؟

وأضاف: "امام هذا المشهد القاتم، لم يعد هناك من مخرج الا بقوننة الصراع، وتحييد المدنيين عنه، وإبعاد المعارك العسكرية عن المناطق المدنية، التي تدفع ثمن إجرام النظام وداعش، وفساد أمراء الحرب الجدد".

وتابع: "قلنا للابراهيمي انه لا يمكن للسوريين أن ينجزوا التغيير الذي طالبوا به بعد تضحيات اسطورية طالما لم يبق سوريون في سورية، فالأرقام الحقيقية تتحدث عن اكثر من 13 مليون نازح سوري خارج سوريا، اذًا لا توجد مناطق محررة، والا فلماذا يهرب السوريون؟ لماذا لاينزحون إلى المناطق المحررة؟ ببساطة لانها تحررت من النظام ورزحت تحت سيطرة قوى ليست بأفضل من النظام، سواء كانت متطرفة او معتدلة".

وأبدى القربي تشاؤمه بنجاح خطة دي ميستورا، "فالنظام غير أهل للثقة وفاقد أي مصداقية، يريد تطبيق الخطة على طريقة ما جرى في حمص، اي يريد استسلام حلب، بينما القوى المناهضة للنظام متفرقة متناحرة، تزايد علينا ببيانات التوحيد والعنتريات".

شروط المجلس العسكري

أعلن المجلس العسكري في حلب وريفها أن قبول مبادرة دي ميستورا الخاصة بـ "تجميد القتال" في حلب مرهون بشروط، بينها تنحي بشار الأسد عن السلطة، وتوقف القصف الجوي، والافراج عن المعتقلين في سجون النظام.

وأكد بيان صادر عن المجلس العسكري في حلب، نشرته صفحات مؤيدة للثورة السورية على مواقع التواصل الاجتماعي، رفض المجلس قبول مبادرة دي ميستورا بوقف القتال في حلب إلا بشروط أولها تنحي الأسد وتسليم المسؤولين عن استخدام الكيميائي.

وأضاف البيان: "الشرط الثاني لقبول المبادرة هو خروج الميليشيات الأجنبية من سوريا، والثالث إيقاف القصف الجوي لاسيما البراميل المتفجرة، والشرط الأخير هو الافراج عن المعتقلين في سجون النظام، وخصوصًا النساء".

مناطق مجمدة

اعتبر رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض هادي البحرة أن مبادرة دي ميستورا غير واضحة بانتظار تفاصيلها، ورأى في حديث سابق مع "ايلاف" أن أي حل يجب أن يكون شاملا، فالائتلاف يرفض الحلول الجزئية.

وكانت صحيفة الوطن، القريبة من النظام، نقلا عن مصدر رسمي قوله إن مبادرة تجميد القتال في حلب، التي طرحها دي ميستورا، محصورة بأحياء المدينة وليس بريفها. ولفت المصدر إلى أن المبادرة ستنتج في حال اعتمادها وضعًا مشابهًا لما حصل في حمص القديمة.

واقترح دي ميستورا، الذي زار دمشق بعد الدوحة واسطنبول، إقامة ما أسماه "مناطق مجمدة" لسهولة إيصال المساعدات، معتبرا انه إذا تم العمل بهذا النهج فإن حلب ستكون مرشحة مثالية، لأنها تمثل قيمة رمزية للمنطقة. واعتبر رئيس النظام السوري بشار الأسد أن المبادرة جديرة بالدراسة والعمل عليها، بهدف عودة الأمن إلى حلب.