أعلن العراق اليوم عن البدء بتنفيذ استراتيجية شاملة لإعادة تدريب جيشه البالغ عدد أفراده حوالي نصف مليون عسكري، وذلك بالتزامن مع السيطرة على مصفاة بيجي النفطية الشمالية... فيما تم الكشف عن تورط تجار عراقيين مزدوجي الجنسية بفضيحة الطائرة الروسية المحملة بالاسلحة الشيكية التي هبطت بمطار بغداد الدولي الاسبوع الماضي.


لندن: قال وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي في كلمة له باحتفال تخرج 3 آلاف عسكري جديد من الضباط في الكلية العسكرية في قاعدة الامام علي العسكرية بمدينة الناصرية عاصمة محافظة ذي قار (375 كم جنوب بغداد) اليوم الثلاثاء، إن وزارته وضعت خطة شاملة بوشر تنفيذها للارتقاء بالمستوى القتالي للجيش العراقي.

وأضاف أنّ هذه الخطة استراتيجية وضعت لتدريب جميع القطعات العسكرية وفق خطة شاملة بسقف زمني محدد.. محذرًا من خطورة التهاون في مجال التدريب خلال المرحلة المقبلة. وشدد العبيدي على اهمية التدريب والارتقاء بالأداء القتالي والقدرة على التعامل مع المواقف الصعبة ورفع المعنويات واستنهاض الهمم لمواجهة اعداء البلاد.

ويأتي تنفيذ خطة التدريب هذه اثر الانهيارات العسكرية التي تعرض لها الجيش العراقي خلال الاشهر الخمسة الأخيرة أمام تقدم تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" في عدد من محافظات البلاد، الامر الذي دفع القوات الاميركية إلى ارسال مئات من المستشارين إلى العراق لتدريب افراد جيشه وتقديم النصح لقادته في مواجهة التنظيم.

ويوجد في العراق حاليًا حوالي 1400 عسكري أميركي.. فيما يتيح التفويض الجديد للرئيس الاميركي بارك أوباما نشر ما يصل إلى 3100 عسكري في العراق بدأت طلائعهم بالوصول فعلاً الاسبوع الماضي. وأشار الوزير العراقي إلى أنّ قوات الجيش العراقي تحقق تقدمًا في كل يوم وتنجز انتصاراً في كل ساعة.. مؤكدًا أن العراق سيتخطى المرحلة الصعبة التي يمر بها بسواعد الجنود وهممهم.

وحذر قائلاً "إن من يراهن على كسر شوكة الجيش العراقي سيولي مذمومًا مدحورًا خاسئًا".. وأكد أنّ الجيش عازم على استعادة جميع المناطق التي تقع تحت سيطرة الإرهابيين. واوضح أن تخرج لواءين من العسكريين في محافظة ذي قار اليوم يتزامن مع تخرج لواءين آخرين في محافظة ديإلى (65 كم شمال شرق بغداد) ولواءين في محافظة واسط (170 كم جنوب بغداد).&&

يذكر أنّ منتسبي هذه الالوية العسكرية قد تدربوا على جميع الفنون القتالية، ومن المقرر أن يشاركوا مع القطعات العسكرية التي تقاتل تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" في المحافظات التي سيطر على مناطق فيها. واليوم الثلاثاء تمكنت القوات العراقية من فك حصار تنظيم داعش لمصفاة بيجي شمال مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين (175 كم شمال غرب بغداد).

وكانت قيادة عمليات صلاح الدين اعلنت الجمعة الماضي عن استعادة السيطرة على قضاء بيجي بالكامل من قبضة داعش الذي سبق وأن تمكن من السيطرة على القضاء وعلى موقع المصفاة بعد يوم من سقوط مدينة الموصل ثاني اكبر المدن العراقية تحت سيطرة التنظيم في العاشر من حزيران (يونيو) الماضي. وتبلغ الطاقة التكريرية للمصفاة 300 ألف برميل يوميًا، وهي تزود معظم محافظات العراق بالمنتجات النفطية وتعد مصدراً رئيسًا للكهرباء في بغداد.

تورط تجارعراقيين بفضيحة الطائرة الروسية المحملة بالاسلحة

وكشف وزير الدفاع خالد العبيدي عن تورط تجار يحملون جنسيات مزدوجة بقضية طائرة شحنة الاسلحة المجهولة التي حطت في مطار بغداد قبل ايام، لافتًا إلى أنّ القضية عبارة عن تهريب سلاح.

وقال العبيدي في حديث لعدد من وسائل الاعلام المحلية، ونقلته وكالة "السومرية نيوز" إن "اللجنة التحقيقية التي تم تشكيلها برئاستي للتحقيق بقضية شحنة الاسلحة التي وصلت إلى مطار بغداد على متن طائرة شحن روسية قد انهت تحقيقاتها يوم امس الاثنين".

وأشار إلى أن "اللجنة توصلت بتحقيقاتها إلى تورط تجار سلاح يحملون جنسيات مزدوجة هاربين خارج العراق" لافتًا إلى أنّ "القضية عبارة عن تهريب سلاح". ونفى العبيدي "الاخبار التي تحدثت عن علاقة وزارتي النقل والدفاع بهذه القضية".. وأكد أنّ "وزارة الدفاع تتعهد بقطع الطريق امام أي جهة تتاجر بدماء العراقيين".

وكانت تقارير كردية نقلت عن قيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي السابق جلال طالباني قوله إن الطائرة كانت محملة بشحنة من الأسلحة يبلغ وزنها 40 طنًا اشتراها الحزب من أمواله الخاصة وبعلم من الولايات المتحدة الأميركية إلا أنها ضلت طريقها وهبطت اضطراريًا في مطار بغداد.

وأضاف عطا سراوي قائلاً "كان من المقرر أن تهبط هذه الطائرة في مطار السليمانية، وكان هناك تنسيق بهذا الشأن، لكن كانت هناك مشكلة في كيفية الاتصال مع بغداد لذا توجهت في ما بعد إلى بغداد، والحكومة العراقية تحقق معها الآن ".

وأضاف أن "الطائرة كانت تحمل أسلحة خفيفة وحمولتها كانت تعود لإقليم كردستان. ومن جانبه، قال مدير مطار السليمانية طاهر عبد الله في مؤتمر صحافي عقده في السليمانية& إن "سبب عدم السماح لهذه الطائرة بالهبوط يعود إلى أنها لم تكن تملك رخصة مسبقة بالهبوط في المطار".&

وقد كلف القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي في الثالث عشر من الشهر الحالي وزير الدفاع خالد العبيدي بالتحقيق بشحنة الأسلحة المجهولة على متن الطائرة في مطار بغداد، فيما أمر بمصادرة الشحنة واستخدامها في المعارك الدائرة حاليًا ضد تنظيم "داعش".
&