تبدو كيم يو جونغ، شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، بملابسها الأنيقة وأحذيتها ذات الكعب الأسود نقيض شقيقها البدين، لكن يبدو أنها سترث حكمه قريبًا.

إعداد عبد الاله مجيد: قالت وسائل إعلام رسمية الخميس إن كيم&يو جونغ (27 عاما) تولّت منصبًا رفيعًا في حزب العمال الشيوعي الحاكم، مؤكدة تكهنات راجت عن صعودها إلى مركز صنع القرار في دولة تحيط كل ما يجري فيها بكتمان شديد. وتولت الشقيقة كيم منصب نائب مدير الدعاية والتحريض المسؤول عن العمل الايديولوجي في الحزب، وعن إيصال وجهة نظر الحزب إلى الاعلام والأوساط الفنية والثقافية.

مسؤوليات قيادية

يؤكد منصب كيم يو جونغ الجديد تقارير سابقة من منشقين كوريين شماليين هاربين أنها أخذت على عاتقها مسؤوليات قيادية عندما اختفى شقيقها عن الأنظار أخيرًا فترة طالت أكثر من شهر، وأثار غيابه شكوكًا في قوة قبضته على السلطة.

لكن الاستخبارات الكورية الجنوبية قالت لاحقا إن كيم (31 عامًا) أُخضع لجراحة في كاحله الأيسر، وعاد إلى الظهور بعد ذلك بمشية عرجاء. ونقلت صحيفة جونغ انغ البو، الصادرة في سيول، عن مصدر استخباراتي قوله إن كيم يو جونغ كانت تقوم بدور رئيس الوزراء حتى قبل اصابة شقيقها، "واليوم، جميع الطرق تؤدي إلى الرفيقة يو جونغ".

موجودة دائمًا

أخذت كيم يو جونغ تظهر في الدعاية الرسمية منذ تولي شقيقها مقاليد السلطة، بعد وفاة والدهما كيم جونغ ايل اواخر العام 2011.

وفي العام 2012، عندما حضر كيم جونغ اون لافتتاح مدينة ملاه في بيونغيانغ، كانت شقيقته على رأس جوقة المستقبلين من مسؤولي الحزب وقادة الجيش، وكأنها مهندسة الفعالية التي كان هدفها تقديم الدكتاتور الجديد للكوريين والعالم.

ودأبت يو جونغ طيلة هذه الفترة على الظهور مع شقيقها، تقهقه في الحفلات الموسيقية أو تقدم الجوائز والأوسمة إلى الطيارين أو تمتطي حصانًا أبيض.

مسؤولون أمامها

نادرًا ما تتولى المرأة في مجتمع بطريركي كمجتمع كوريا الشمالية مناصب رفيعة في الدولة أو الجيش، لكن النساء عمومًا يتلقين تدريبًا عسكريًا، كما يقمن بدور بالغ الأهمية في اقتصاد البلاد المنهار. وإذ يعمل غالبية الرجال في معامل الدولة وجهازها الاداري، فإن المرأة في احيان كثيرة هي التي تلجأ إلى تجارة السوق السوداء لتحقيق الدخل الذي تحتاجه غالبية العائلات من أجل البقاء.

لكن اسم عائلة كيم يو جونغ وقربها من شقيقها يضعانها فوق أي أعراف اجتماعية أو تقاليد ثقافية. ونقلت صحيفة ديلي تلغراف عن الخبير بشؤون القيادة الكورية الشمالية مايكل مادن قوله: "الأشخاص الذين يعلونها مرتبة يكونون على الأرجح مسؤولين أمامها وينفذون قراراتها".

الشقيق الأكبر

وكانت كيم كيونغ هوي، شقيقة الزعيم الراحل كيم جونغ ايل، ايضًا شخصية قوية في عهده من خلال عملها مساعدة شخصية له وتوليها مناصب عليا في الجيش والحزب. لكنها اختفت منذ اعدام زوجها جانغ سونغ ثايك، الذي كان يعتبر الرجل الثاني في بيونغ يانغ، بعد ادانته في العام الماضي بتهمة الخيانة والتآمر لاسقاط نظام الحكم.

وكتب كينجي فوجيموتو، الذي عمل طباخ كيم جونغ ايل 13 عامًا، في مذكراته أن الزعيم الراحل أنجب من زوجته الرابعة ثلاثة اطفال، هم كيم جونغ اون الزعيم الحالي ويو جونغ وشقيقهما الأكبر كيم جونغ تشول.

ولا يُعرف الكثير عن كيم الأكبر سنًا، ولم يُصور إلا مرة واحدة في المدرسة السويسرية الداخلية التي يقال إن الأشقاء الثلاثة تعلموا فيها.

مذكّرات الطباخ

يقول فوجيموتو إن كيم جونغ ايل كان يُبقي نجله الأكبر كيم جونغ تشول بعيدًا، حتى على مائدة العشاء، مفضلا إجلاس وريثه كيم جونغ اون وشقيقته كيم يو جونغ بجانبه وبجانب والدتهم التي كان يسميها "مدام". ويكتب فوجيموتو في مذكراته: "أن كيم جونغ ايل يجلس في الوسط، وعلى يساره تجلس المدام، ويجلس الأمير جونغ اون على يسار المدام، فيما تجلس الأميرة كيم يو جونغ على يمين كيم جونغ ايل".