الحارس الشخصي في كوريا الشمالية لم يولد إلا لحماية القائد، وليتحمّل حكمه، سعيدًا كان أم غاضبًا. هكذا يتذكر لي يونغ غوك أيامًا خوالي حين كان حارسًا شخصيًا لكيم جونغ إيل.
متابعة - إيلاف: كان لي يونغ غوك حارسًا شخصيًا للزعيم الكوري الشمالي الراحل كيم جونغ إيل لعشر سنوات، إلى ما قبل سيطرته على الحكم في كوريا الشمالية، وهو يقول إنه خضع لتدريبات على استخدام التايكواندو وفنون القتال الأخرى، قبل أن يعتبر مؤهلًا لحماية القائد.
الولاء قبل الهواء
وقال غوك، في مقابلة أجرتها معه شبكة "سي إن إن" الأميركية: "إنه تدريب قاس، لكن لماذا نفعله؟، من أجل بناء الولاء، فالبندقية اليدوية لا تكسب في الحرب، والتايكواندو لا يفعل شيئًا، لكن الروح تصنع الولاء".
أضاف لي أن تدريباته تضمنت أساليب تقليدية إضافية، كتمرين الهدف وتمارين بدنية وتكتيكات ورفع أثقال وسباحة، واستخدام القارب، "لكن كل هذا كان جزءًا فقط من العملية، بينما الجزء الأكبر هو تدريب عقائدي وغسل للدماغ، لكي يعتقد الحارس الشخصي بأن كيم جونغ إيل إله، وأنه لم يولد إلا لحماية القائد".
سعيدًا أو غاضبًا
يتكلم غوك عن القائد كيم جونغ إيل، فيقول: "كان هناك وجهان للرجل، أحدهما يمكن أن يعطي الذهب عندما يكون سعيدًا، ويمكن أن يحكم بالإعدام حين يكون غاضبًا، وعندما كان يصل بسيارته، كان على مستشاريه، وهم بين الستين والسبعين من العمر، أن يركضوا ويلقوا بأنفسهم على العشب، لأنهم كانوا يريدون الاختفاء من أمامه، إذ كانوا يخافون حتى عندما يكون سعيدًا، بأن يصبح قاسيًا، فيجزّ رؤوسهم".
يضيف: "أذكر مسؤولًا كبيرًا استخدم المصعد الشخصي لكيم جونغ إيل ومنفضة سجائره. علم كيم بذلك، فأرسله إلى معسكر اعتقال ليموت هناك".
الخوف ركيزة
كان غوك يعلم بقسوة زعيم كوريا الشمالية حين كان يعمل في خدمته، ولكنه يقول: "فقط عندما هربت إلى كوريا الجنوبية، أدركت أن كيم كان ديكتاتورًا حقيقيًا، وكذلك كان والده كيم إيل سونغ، وكذلك هو ابنه الرئيس الحالي كيم جونغ أون".
لكن غوك يخشى بأن يكون كيم جونغ أون هو أسوأهم. يقول: "كيم جونغ أون قتل خاله، فمن الذي يمكن أن ينجو منه؟، فعندما تم تسليم السلطة إلى الجيل الثالث، أصبح أكثر قساوة، فكيم جونغ أون يصنع الولاء، لكنه ولاء زائف يرتكز على الخوف".
حياة جديدة
بحسب غوك، كان الطعام والنساء متوفرين بكثرة في حاشية كيم جونغ إيل، وبعدها ينظر في ضرورات الحياة الأخرى في كوريا الشمالية. وبعد القبض عليه خلال محاولته الهرب في العام 1994، تم إرسال غوك إلى معتقل يودوك السياسي المعروف بقسوته.
لكنه تمكن من الهرب، ليصبح واحدًا من 25 ألف منشقًا يعتبرون كوريا الجنوبية الآن موطنهم. وهو يعمل اليوم مزارعًا يربّي البط، وألَّف كتابًا عن حياته في كوريا الشمالية، وطوّر عمله كناقد إعلامي يتحدث عن خبرته في الجانب الآخر من الحدود.
&
التعليقات