يجتاح ألمانيا نمط جديد من العداء للمهاجرين عمومًا والمسلمين خاصة بنزول الآلاف إلى الشوارع تحت شعار "أوقفوا الاسلام" بدعوى أن ألمانيا تتعرض إلى "أسلمة" متزايدة.

إعداد عبدالاله مجيد: نمط جديد من العداء للمهاجرين يجتاج ألمانيا يتجلى في عدة تظاهرات في مدن مختلفة خرجت تحت شعار "أوقفوا الاسلام".

ولاحظ مراقبون أنّ التظاهرات الجديدة التي بدأت في مدينة درسدن في ألمانيا الشرقية سابقًا خلت من الشعارات النازية الجديدة وانها لا ترتبط باليمين المتطرف التقليد بل يقول المتظاهرون انهم يريدون الحفاظ على "الثقافة الالمانية اليهودية المسيحية الغربية".

تكلموا بالألمانية!

وتأتي هذه التظاهرات في وقت يحاول حزب الإتحاد الاجتماعي المسيحي الحاكم في ولاية بافاريا وحليف الحزب الديمقراطي المسيحي بزعامة المستشارة انغيلا ميركل، النأي بنفسه عن مقترح على مؤتمر الحزب يطالب المهاجرين بأن يتكلموا الالمانية في البيت ايضا وليس خلال تعاملاتهم اليومية في الحياة العامة فقط.

وتعتبر ألمانيا الآن وجهة المهاجرين الثانية في العالم بعد الولايات المتحدة وهي تستقبل أعدادا لا سابق لها من طالبي اللجوء. ويتركز النقاش الدائر في ألمانيا على المهاجرين اليها من خارج دول الاتحاد الاوروبي، وتحديدا على المسلمين.

ضد أسلمة أوروبا

وكان آلاف تظاهروا في مدينة درسدن يوم الاثنين في درجات حرارة تحت الصفر رافعين شعار "الاوروبيون الوطنيون ضد أسلمة أوروبا".

وبدأت الاحتجاجات بدعوة شخص يُدعى لوتس باخمان الذي لم يستجب لدعوته الأولى في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي إلا بضع مئات ولكن الحركة تنامت واكتسبت زخماً منذ ذلك الحين بمشاركة 7500 متظاهر في المدينة الاسبوع الماضي، كما افادت صحيفة الديلي تلغراف.

وانطلقت احتجاجات مماثلة في انحاء ألمانيا مستوحية حركة "الاوروبيون الوطنيون ضد أسلمة أوروبا". وشهدت مدن ألمانية من دسلدورف إلى ميونيخ تظاهرات ضد المسلمين وإن لم تكن بحجم تظاهرة درسدن.

تظاهرات مضادة

وتواجه الحركة الجديدة تظاهرات مضادة واتهامات بتسلل نازيين جدد إلى صفوفها.

واُضطر باخمان الذي يدعو إلى "صفر تسامح مع المهاجرين المجرمين" إلى الاعتراف بأنه هو نفسه من اصحاب السوابق الجنائية بعد ان كشفت صحيفة محلية ان له ملفا كبيرا في الشرطة، بما في ذلك ادانته بالسرقة وتجارة المخدرات.

وطالت حركة الاحتجاج ضد المهاجرين والمسلمين تحديدًا بدعوى الحفاظ على الثقافة الالمانية الغربية حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي الحاكم في ولاية بافاريا بمشروع مقترح لمؤتمر الحزب يطالب المهاجرين بأن يتكلموا الالمانية في البيت ايضا. وجاء في نص المشروع ان على كل من يعيش في ألمانيا بصورة دائمة التحدث بالالمانية في الحياة العامة وداخل العائلة.
&
وحاول السكرتير العام للحزب اندريس شورير ايجاد مخرج بعد موجة الاحتجاجات والسخرية التي لاقاها المقترح وخاصة سؤال اصحابه كيف يعتزمون تطبيقه في بيوت المهاجرين. وقال شورير ان القصد من المقترح هو "تشجيع" المهاجرين وليس فيه إلزام أو مراقبة.