تمكنت قوات اللواء الليبي خليفة حفتر من بسط السيطرة على ثمانين بالمائة من مدينة بنغازي، واستبشر الأهالي بإعادة فتح مراكز الشرطة والسجون ومقرات الأمن للمرة الأولى منذ أكثر من عام، بعد أن سيطر المتشددون على هذه المدينة المهمة.


طرابلس: عادت قوات الأمن الليبية الى شوارع مدينة بنغازي شرقي ليبيا، بعد استعادة الجيش الليبي السيطرة على معظم اجزاء المدينة، عقب مواجهات مستمرة منذ شهرين مع المسلحين الاسلاميين.

وقال المتحدث الرسمي باسم مديرية أمن بنغازي طارق الخراز لوكالة الأنباء الكويتية (كونا)، إن "قوات الشرطة بجميع وحداتها وأقسامها عادت الى شوارع مدينة بنغازي بعد عملية عسكرية اشترك فيها الجيش والشرطة في 15 أكتوبر الماضي أفضت لسيطرة الأخيرة على أكثر من 80 بالمئة من المدينة".

وانطلق في مدينة بنغازي منتصف شهر أكتوبر حراك شعبي ما سمي بانتفاضة 15 أكتوبر المسلحة شارك فيه إلى جانب الجيش والشرطة، أهالي أحياء بنغازي ضد مجلس شورى ثوار بنغازي الإسلامي المتحالف مع تنظيم أنصار الشريعة "الجهادي".

بحسب الخراز فإن "ذلك الحراك اعاد المدينة التي سقطت في أغسطس الماضي في يد جماعات إسلامية مسلحة الى سيطرة قوات الأمن الرسمية"، مشيرًا الى أن جميع الأحياء مؤمنة حاليًا باستثناء حي الصابري والليثي القديم وبوعطني والقوارشة والهواري، وهي أحياء تمثل اقل من 20 بالمئة من المدينة، وتجري فيها اشتباكات مسلحة تهدف لبسط سيطرة الأمن عليها.

وبحسب ما قال المتحدث باسم المديرية، فإن "رجال المرور قد بدأوا منذ أسبوع بالنزول للشارع كما انه تمت إعادة افتتاح ثمانية مراكز شرطة في المدينة حتى يوم الخميس، وهي مراكز كانت قد أغلقت بعد سيطرة كتائب الثوار وتنظيم أنصار الشريعة على بنغازي في أغسطس الماضي، كما تم تدميرها من قبل تلك الجماعات".

وعن مديرية الأمن بالمدينة، والتي تم تفجيرها في وقت سابق بعد انسحاب رجال الشرطة منها، قال الخراز "إن مقر مديرية امن بنغازي قد نقل الى مبنى جديد في منطقة بودزيره شرقي بنغازي".

وأوضح الضابط الليبي أن جهاز الشرطة قام باستحداث وحدات جديدة تحت مسمي البحث والدوريات، كما انه تمت إعادة تشغيل سجون الدولة الليبية في المدينة".

كما كشف المتحدث الأمني أن "مديرية امن بنغازي تعاني من نقص الإمكانيات في ظل عدم صرف ميزانية لها، مما يعيق تطبيق خطة تأمين المدينة بعد السيطرة الكاملة عليها".

وأغلقت مراكز الشرطة لأكثر من عام بسبب الهجمات المتكررة بالقذائف الصاروخية وغيرها من الأسلحة.

وتوارى أفراد الشرطة والجيش عن الأنظار وكانوا نادرًا ما يذهبون للعمل بعد موجة من الاغتيالات.

وبدأ اللواء السابق حفتر حملته ضد الإسلاميين فى مايو أيار.

ويستخدم حفتر قطع مدفعية وطائرات من عتاد القوات الجوية الليبية العتيق، لكنّ معارضيه يقولون إنه مدعوم من الإمارات ومصر، اللتين تخشيان انتشار المتشددين.

وينفي حفتر هذا. وبعد ثلاثة أعوام من الحرب الأهلية التي أطاحت بمعمر القذافى انقلبت الفصائل المتناحرة على بعضها البعض وتتنافس حكومتان لكل منهما برلمان وجيش لنيل الشرعية فى ليبيا. وشكلت مجموعة فجر ليبيا، التي سيطرت على طرابلس في أغسطس، حكومتها الخاصة لتنافس حكومة رئيس الوزراء عبد الله الثني.

وكان الطرفان يعتزمان إيفاد مسؤولين في قطاع النفط إلى القمة التي عقدتها منظمة أوبك في فيينا الشهر الماضي، لكن وفد الثني هو الذي تلقى دعوة الحضور في نهاية الأمر.