كييف: تستأنف اليوم الاربعاء في مينسك مفاوضات السلام بين كييف والمتمردين الانفصاليين الموالين لروسيا غداة تخلي اوكرانيا عن وضع الدولة غير المنحازة في قرار يسمح لها بطلب الانضمام الى حلف شمال الاطلسي.

وانتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قرار كييف معتبرا انه لن يؤدي سوى الى "تأجيج اجواء المواجهة". وكان الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو اعلن الاثنين عن استئناف مفاوضات السلام اليوم الاربعاء والجمعة في مينسك بعد اكثر من اسبوعين من التشكيك بموعدها.

واكدت منظمة الامن والتعاون في اوروبا والمتمردون وسلطات بيلاروس امس الثلاثاء انعقاد اللقاء بين ممثلي اوكرانيا والانفصاليين وروسيا والمنظمة. وتهدف المحادثات الجديدة الى احياء عملية السلام التي بدأت مطلع ايلول/سبتمبر الماضي وادت الى اتفاقات تهدف خصوصا الى رسم حدود فاصلة بين المعسكرين. كما ادت الى اتفاق اول لوقف اطلاق النار في اوكرانيا صمد قليلا لكنه انهار بعد ذلك.

وكان بوروشنكو اكد مطلع كانون الاول/ديسمبر ان اتفاقات مينسك التي وقعت في الخامس من كانون الاول/ديسمبر ستشكل "اساس تسوية سلمية" للنزاع. وقالت ممثلة منظمة الامن والتعاون في اوروبا هايدي تيليافيني في تصريحات نقلتها وكالة الانباء انترفاكس-اوكرانيا ان اربعة ملفات ستناقش في مينسك هي وقف كامل لاطلاق النار وسحب الاسلحة الثقيلة وتبادل كل الاسرى وتسليم مساعدات انسانية الى المنطقة الخاضعة لسيطرة المتمردين.

ونقلت الوكالة عن ممثل المتمردين الانفصاليين دينيس بوشيلين ان المتمردين يأملون في بحث مسألة "رفع الحصار الاقتصادي" عن هذه الاراضي التي قطعت كييف تمويلها منذ منتصف تشرين الثاني/نوفمبر، وتطبيق قوانين اوكرانية تنص على مزيد من الاستقلال للمنطقة والعفو عن بعض المقاتلين المتمردين.

ورفضت كييف بشكل قاطع حتى الآن تجديد تمويل المناطق المتمردة وتطالب من جهتها باالغاء التصويت الانفصالي الذي جرى الشهر الماضي في "الجمهوريتين" الانفصاليتين المعلنتين من جانب واحد. وقال ايغور بلونيتسكي احد قادة المتمردين في تصريحاتها نقلها مكتبه الاعلامي انه اذا تم التوصل الى اتفاق بين الاطراف، فستوقع الوثائق الرسمية في الاجتماع المقبل الجمعة.

وتأتي هذه الدورة الجديدة من محادثات السلام بالتزامن مع توتر جديد بين موسكو وكييف.& فقد تبنى البرلمان الاوكراني الذي يهيمن عليه الموالون للغرب باغلبية كبيرة مشروع قرار ينص على تخلي اوكرانيا عن وضع الدولة غير المنحازة، الذي كان يبعدها على غرار سويسرا عن الانضمام الى التحالفات العسكرية وبالتالي لا تلعب اي دور في الحروب.

واصبحت اوكرانيا دولة غير منحازة في عهد الرئيس فكتور يانوكوفيتش في 2010. ورحب بوروشنكو الذي يفترض ان يوقع النص، بالتصويت. وقال في تغريدة على موقع تويتر "اخيرا صححنا هذا الخطأ". واضاف ان "التكامل الاوروبي والاورو-اطلسي طريق لا بديل له لاوكرانيا".

وكان بوروشنكو اكد ضرورة تبني هذا النص بسبب "العدوان" العسكري الروسي على اوكرانيا. وقالت ملاحظة كتبت على مشروع القانون انه في مواجه "الضم غير الشرعي" من قبل موسكو لشبه جزيرة القرم الاوكرانية و"التدخل العسكري" الروسي في شرق اوكرانيا، على الدولة "البحث عن ضمانات اكثر فاعلية (...) لامن وسلامة وسيادة اراضي" البلاد.

وتعليقا على هذا القرار، قال وزير الخارجية الروسي في تصريحات بثها التلفزيون الحكومي الروسي ان القانون "سيؤتي نتائج عكسية (...) ويوحي بانه سيسمح بتسوية الازمة الداخلية العميقة التي تمر بها اوكرانيا".

واكد لافروف انه "يجب وقف تأجيج اجواء المواجهة"، مؤكدا انه "سيكون من الاجدى لاوكرانيا ان تبدأ اخيرا حوارا مع قسم من شعبها تم تجاهله بالكامل" في الشرق الموالي لروسيا. من جهته قال رئيس الوزراء ديمتري مدفيديف ان "التقدم بطلب لعضوية الحلف الاطلسي سيحول اوكرانيا الى خصم عسكري محتمل لروسيا".

وحذر من ان تخلي اوكرانيا عن الحياد والقرار الذي وقعه الرئيس الاميركي باراك اوباما الجمعة بفرض عقوبات جديدة على روسيا "سيكون لهما انعكاسات سلبية للغاية". وكتب على صفحته على فيسبوك "سيتعين على بلادنا الرد على ذلك".