دونيتسك: أصبحت القوات الأوكرانية على ابواب دونيتسك حيث اصاب قصف صباح الاحد مستشفى في وسط المدينة الواقعة شرق اوكرانيا التي وعد رئيسها بترو بوروشنكو في ذكرى استقلالها بتخصيص اكثر من 2,2 مليار يورو لاعادة تسليح الجيش في السنوات المقبلة.
وتشهد الأزمة تصاعدا بعد دخول قافلة للمساعدات الانسانية الروسية الى شرق البلاد بدون موافقة اوكرانيا التي اكدت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل السبت خلال زيارة لكييف على اهمية وحدة اراضيها.
وذكر صحافيون من وكالة فرانس برس ان دوي انفجارات قوية جدا سمع صباح اليوم الاحد في هذه المدينة الصناعية التي كانت تضم مليون نسمة قبل النزاع واصبحت من معاقل الانفصاليين الموالين لروسيا الذين تجمعوا فيها باعداد كبيرة ويختلطون بالسكان.
ولا يمكن التأكد من مصدر القصف اذ ان الجانبين يتبادلان اطلاق النار. لكنه يصيب في معظم الاحيان مناطق مدنية قريبة من قطاعات يتركز فيها مقاتلون موالون لروسيا. وقد ظهر هؤلاء باعداد كبيرة صباح الاحد بعيد الانفجارات في مجمع كالينينا الطبي.
وقال عدد من افراد الطاقم الطبي في هذا المجمع حيث ما زال حوالى ستين شخصا يعملون كما قال طالب في كلية الطب تطوع للعمل في المستشفى، ان القصف لم يؤد الى اصابات. وقال صحافيو فرانس برس ان القصف طال المستشفى موضحين انهم لم يلحظوا ضحايا. واوضحوا ان المشرحة واثنين من مباني المستشفى اصيبت في القصف.
وقد نقل عشرات المرضى الى قبو المبنى 14 المخصص للجراحة، بعضهم على نقالات. وبين الذين تم نقلهم رجل بترت ساقاه بينما بين المرضى عدد من الرجال في سن القتال لا شىء يدل على انهم مقاتلون في هذا الطرف او ذاك.
وقدم شاب لفت ذراعه وعينه على انه عسكري من القوات الاوكرانية واسير حرب بينما اصيب جاره اولكسندر في البطن خلال قصف في حي بتروفسكي غرب المدينة. وقال هذا الرجل الخمسيني "في الساعة 6,20 سمع دوي الانفجارات وكسر زجاج النوافذ وطلبوا منا مغادرة الغرف وساعدونا في النزول الى القبو".
وفي المجمع وبعد الانفجارات تماما شوهد عشرات المتمردين ببزاتهم بينهم مسلحون من مجموعة فوستوك التي تضم مقاتلين اوكرانيين وروسيا. وقال ممرض في المبنى 14 الذي يعالج فيها عدد كبير من المرضى، ان دوي انفجارات عنيفة سمع في الساعة 6,30 من اليوم السبت. وقال "اخرجنا المرضى من الغرف ونزلنا الى القبو".
وتقترب عمليات القصف يوما بعد يوم من وسط دونيتسك حيث قتل ثلاثة مدنيين على الاقل هم اب وام وابنتهما في قصف على شرق المدينة. من جهة اخرى، وخلال عرض عسكري في ذكرى استقلال اوكرانيا وعد الرئيس بترو بوروشنكو اليوم بتخصيص اكثر من 2,2 مليار يورو لاعادة تسليح الجيش الوطني الذي يخوض معارك ضد الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد، في السنوات المقبلة.
وقال بوروشنكو "من 2015 الى 2017 ننوي تخصيص اكثر من اربعين مليار هريفنيا (اكثر من 2,2 مليار يورو) لاعادة التسليح". وعشية هذه الذكرى وفي خطوة ترتدي طابعا رمزيا كبيرا، اكدت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل خلال زيارة الى كييف ان زيارتها هذه "تعني ان الحكومة الالمانية تعتبر وحدة وسلامة اراضي اوكرانيا امرا اساسيا".
من جهته، أكد بوروشنكو امس انه "حان وقت اقرار السلام (...) الحكومة الاوكرانية ستفعل كل ما يمكن مع حلفائنا الاوروبيين من اجل تحقيق ذلك ولكن ليس على حساب سيادة ووحدة وسلامة واستقلال اوكرانيا". من جانبه، أعلن رئيس مراقبي منظمة الامن والتعاون في اوروبا ان كل شاحنات قافلة المساعدات الروسية التي دخلت الى شرق اوكرانيا لتسليم المساعدات الى الانفصاليين الموالين لموسكو عادت السبت الى روسيا.
التعليقات