العثور على مخ بشري محفوظ داخل جمجمة في أنجلترا، يثير جدلاً بين العلماء الألمان عن كيفية حفظ المخ داخل جمجمة مدفونة قبل ألفي عام!

صلاح سليمان: استطاع المصريون القدماء تحنيط الجثث والاحتفاظ بالأجزاء الرخوة من الجسم كالقلب والمخ في أوانٍ خاصة. وليس هناك ما يشير إلى أنهم استطاعوا تحنيط تلك الأجزاء من الجسم، غير أن المدهش هو اكتشاف علماء بريطانيين في منطقة هيزلنجيتون القريبة من مدينة يورك مخًا بشريًا محفوظًا داخل جمجمة بشرية عثر عليها في حفائر هناك.

ومن المرجح أن يفتح هذا الاكتشاف أفاقًا علمية جديدة، وفق التقرير العلمي الذي نشرته مجلة دير شبيجل الألمانية.

عمرها ألفا عام

عمر الجمجمة يرجع إلى 2000 عام مضت، وفق ما صرح به العلماء بعد إجراء الأبحاث الأولية. وتقول عالمة الآثار المتخصصة في الأنسجة الدقيقة سونيا اوكنور، من جامعة برادفورد البريطانية: "تم اكتشاف الجمجمة في منطقة رطبة من التربة الأرضية أثناء الحفر لعمل أساس لمشروع بناء في الحدود الشرقية لمدينة يورك، ولاحظنا أن بداخلها شيئاً ما وعلى الفور قمنا بحفظها في بيئة مناسبة حتى تخضع للدراسات والأبحاث التي أظهرت في ما بعد إلى وجود بقايا مخ محفوظ فيها".

ويأمل العلماء أن تمكنهم بقايا هذا المخ المحفوظ بشكل جيد من إتمام عمل دراسات وأبحاث للوصول إلى نتائج تتعلق بعمر الجمجمة وكيفية معيشتها في تلك المنطقة.

واجرى العلماء مسحًا بالأشعة المقطعية وآخر بطريقة التوموجرافين بالكومبيوتر في مستشفى يورك الرئيسي. ويقول أستاذ جراحة المخ والأعصاب في المستشفى الدكتور فيليب دووفي إن المادة الداكنة اللون التي ظهرت في صور المسح هي لأجزاء من المخ تبدو متماسكة ومرتبطة ببعضها لكنها بفعل عوامل الزمن تبدو منكمشة وأصغر من اصلها الطبيعي.

لم يتحلل

يدرس العلماء أجزاء من المخ المزعوم تم استخرجها بواسطة منظار خاص من المادة الرمادية الموجودة داخل الجمجمة، بالإضافة إلى عينة من الأنسجة الموجودة حولها.

وهذه الحالة النادرة تضاف لحالات نادرة أخرى وجدت بها انسجة محفوظة وكانت نادرة جدًا مثل تلك التي وجدت في بركة مائية في ولاية فلوريدا أو تلك التي عثر عليها في دير في هولندا، بالإضافة أيضًا إلى اثنتين من الحالات المماثلة وجدت في انجلترا وكلها لم تكن محفوظة بشكل جيد، ما سبب مشاكل لأبحاث العلماء.

ومن المعروف أن حفظ المخ البشري بعد الموت قد يبدو أمراً مستحيلًا، خصوصًا أن الأنسجة الدهنية في المخ تتحلل بسرعة فائقة، لذلك فإن العلماء يعتقدون في حالة هذه الجمجمة انه قد تم دفنها بسرعة كبيرة في ارض رطبة، وربما يكون هذا هو سر الحفاظ على المخ بهذه الحالة الجيدة

الموت بسبب طقوس دينية

لا يعتقد العلماء أن تكون عمليات خاصة قد أجريت لحفظ الجمجمة بطرق خاصة غير معروفة، كالتي استخدمت لحفظ المومياءات الفرعونية، لكن يزيد من غموض الاكتشاف كون الجمجمة وجدت معزولة عن أي جماجم أخرى، وهو الأمر الذي يعزز من فرضية أنه قد تكون تمت التضحية بصاحبها في طقوس دينية في الأزمنة الغابرة وفق ما يعتقده علماء الآثار الذين يشاركون في دراسة الجمجمة أيضًا.

تشير قراءات العلماء الأولى إلى أن عمر الجمجمة يرجع إلى 2000 عام مضت، غير أن تحليل المواد العضوية بداخلها يشير إلى أن عمرها اكبر من 2000 عام، ويحاول علماء الآثار جمع دلائل وشواهد من المنطقة للوصول إلى العمر الحقيقي للجمجمة ودراسة الظروف المحيطة بها في ذلك الزمان.

وقد تم العثور على بعض الفخاريات في نفس المنطقة. واكتشف العلماء الإنجليز قبل&أشهر كشفًا آخر مذهلًا عندما توصلوا إلى اكتشاف اقدم مريض مات بمرض السل في بريطانيا يرجع إلى العهد الروماني القديم.