انقرة: تلقت طموحات تركيا للانضمام الى الاتحاد الاوروبي ضربة قاسية على خلفية الانتقادات بعد حملة اعتقالات في اوساط الاعلام المعارض لكن المحللين يرون انه لا يزال لانقرة بصيص امل لاعطاء دفع لترشيحها.
وكانت حملة الاعتقالات التي نفذتها الشرطة مؤخرا في اوساط الصحافة المعارضة المؤيدة للداعية الاسلامي المقيم في المنفى في الولايات المتحدة فتح الله غولن، العدو اللدود للرئيس التركي رجب طيب اردوغان، اثارت تبادلا لانتقادات شديدة اللهجة مع بروكسل التي اكدت ان التوقيفات تنتهك حرية الصحافة.
&
ووجه اردوغان كلاما قاسيا الى الاتحاد الاوروبي داعيا اياه الى "ان يهتم بشؤونه" و"الا يعطي دروسا في الديموقراطية لتركيا".
كما قال الوزير المكلف الشؤون الاوروبية فولكان بوزكير انه لا يكترث ان انضمت بلاده ام لا الى الاتحاد الاوروبي.
&
واثار هذا الموقف دهشة وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني التي زارت تركيا الشهر الحالي مع مسؤولين اوروبيين بعد توليها منصبها الجديد، تأكيدا على دعم الفريق الجديد لترشيح انقرة.
وصرح فيليكس شميت من معهد "ذي فريدريخ ابرت فاوندايشن" الالماني لوكالة فرانس برس "ان العلاقات التركية-الاوروبية لم تصل الى نقطة اللاعودة لكنها تمر حاليا باوقات صعبة".
&
وصرح دبلوماسي غربي لوكالة فرانس برس انه رغم تبادل تصريحات قاسية فان "العلاقات بين تركيا والاتحاد الاوروبي يشوبها توتر من حين لاخر".
واضاف الدبلوماسي "اذا ما نظرنا الى اللهجة فانها شديدة الان لكنها قد تتبدد بعد حين".
&
وجهود تركيا للانضمام الى الاتحاد الاوروبي تعثرت مرارا في السنوات الماضية بما في ذلك بخصوص حقوق الانسان ورفض بعض الدول الاعضاء ضم بلد كبير غالبية سكانه من المسلمين.
&
وفي 1987 سعت تركيا لان تصبح عضوا في الاتحاد الاوروبي لكنها لم تطلق مفاوضات رسمية للانضمام حتى 2005 في الوقت نفسه مع كرواتيا التي اصبحت عضوا في ايار/مايو 2013.
&
ومنذ 2010 فتح فصل جديد واحد في المفاوضات التركية-الاوروبية ما يرفع عدد الفصول حتى الان الى 14 من اصل ال35 اللازمة لاتمام العملية.
&
وعند توليه السلطة في 2002 سعى حزب العدالة والتنمية الذي اسسه اردوغان الى تطبيق اصلاحات طموحة تمهيدا للانضمام الى الاتحاد الاوروبي.
&
لكن هناك مخاوف من ان تركيا تبتعد عن نموذج الديموقراطية الغربية الذي تقوم عليه الجمهورية الحديثة مع اتهام اردوغان بالتسلط بعد وصوله الى سدة الرئاسة في اب/اغسطس.
وقال معهد كارنيغي الاوروبي ومقره بروكسل في تقرير هذا الشهر ان "الواقع السياسي اليوم يفيد بان انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي يطرح الان مشكلة اكبر من اي وقت مضى منذ اطلاق المفاوضات في تشرين الاول/اكتوبر 2005".
&
واضاف ان "تركيا اليوم تستجيب لعدد اقل من المعايير الرئيسية اللازمة لدولة مرشحة للانضمام".
ويرى محللون ان الاجواء المشحونة بالتوتر حاليا بين تركيا والاتحاد الاوروبي تعود بالفائدة على الجانبين وان ترشيح انقرة للانضمام الى الاتحاد غير واقعي آنيا.
&
وموقف اردوغان الحازم قد يساعده في الانتخابات التشريعية في حزيران/يونيو نظرا الى تراجع رغبة الرأي العام التركي في انضمام البلاد الى الاتحاد الاوروبي في حين ان الشكوك تزداد في اوروبا حول ضم هذا البلد المسلم.
وقال "لسنا حاجبا لدى الاتحاد الاوروبي. اذا قبلوا بانضمامنا فهذا جيد وان لم يقبلوا فهذا جيد ايضا".
&
واظهر استطلاع اجرته منظمة يوروباروميتر الاوروبية في كانون الاول/ديسمبر ان دعم الاتراك للانضمام الى الاتحاد الاوروبي بلغ ادنى مستوياته هذا العام مع 28% في تراجع بالنسبة لعام 2013 مع 38% و36% في 2012.
لكن لا تركيا تريد ولا الاتحاد الاوروبي ان يكون الطرف الذي ينسحب من طاولة المفاوضات ويقول محللون ان الاتحاد الاوروبي لا يزال الخيار الافضل لتركيا رغم توسيع علاقاتها مع روسيا.
&
وقال شميت "ليس هناك اي خيار واقعي بالنسبة لتركيا. الخيار الاوروبي هو الافضل".
وقال السفير التركي لدى الاتحاد الاوروبي سليم اينل ان التوتر الحالي لن يثني انقرة عن ابقاء قنوات الحوار مفتوحة مع الاتحاد. واضاف ان زيارة رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو المقررة لبروكسل في كانون الثاني/يناير ستتم.
&
وصرح لوكالة فرانس برس "لم تؤجل. لكننا نعمل لايجاد موعد مناسب" مضيفا ان محادثات الانضمام مستمرة وعلى الطريق الصحيح.
&

&