بنغازي: تواصل مسلسل العنف الدامي في ليبيا الخميس على وقع هجمات مباغتة لميليشيات إسلامية على مدينة سرت وشرقها فيما يعرف بمنطقة "الهلال النفطي"، أودت بحياة 19 جنديا وتسببت في احتراق أحد خزانات النفط الخام في مرفأ السدرة النفطي.

واعلنت مصادر عسكرية متطابقة الخميس لفرانس برس "مقتل& 19 جنديا في سرت والسدرة إثر هجمات لميليشيات فجر ليبيا الإسلامية التي تسببت في احتراق أول خزانات النفط الخام في مرفأ السدرة أكبر المرافئ النفطية في ليبيا". وتحاول ميليشيات "فجر ليبيا" الإسلامية التي بدأت هجماتها على ما يعرف بمنطقة الهلال النفطي منذ نحو أسبوعين السيطرة على هذه المنطقة التي تعد أغنى مناطق البلاد بالنفط.

وقالت ميليشيات فجر ليبيا التي بدات هجومها في مطلع الأسبوع الماضي باتجاه "الهلال النفطي" إنها تفعل ذلك بتكليف من المؤتمر الوطني العام وهو "البرلمان المنتهية ولايته"، لكن قائد هذه العملية طارق شنينة المصراتي قتل وعشرات من مقاتليه إثر غارة جوية عقب الهجوم. وتضم منطقة الهلال النفطي مجموعة من المدن بين بنغازي وسرت (500 كلم شرق العاصمة وتتوسط المسافة بين بنغازي وطرابلس)، وتحوي المخزون الأكبر من النفط إضافة إلى مرافئ السدرة وراس لانوف والبريقة الأكبر في ليبيا.

وتسببت الهجمات التي شنتها ميليشيات فجر ليبيا منذ 13 كانون الأول/ديسمبر في تراجع الانتاج النفطي الليبي إلى نحو 350 ألف برميل يوميا مقابل 800 ألف برميل قبل الأزمة، وذلك في ظل تراجع اسعار الذهب الأسود في الأسواق العالمية ما تسبب في عجز للموازنة العامة للدولة بمليارات من الدولارات، بحسب مسؤولين اقتصاديين ليبيين.

وقال مصدر عسكري لفرانس برس إن "19 جنديا قتلوا خلال هجمات لميليشيات فجر ليبيا على سرت، وما يعرف بمنطقة الهلال النفطي شرق البلاد، فيما أصيب خزان نفطي في مرفأ السدرة النفطي بقذيفة صاروخية تسببت في اشتعال النيران به". وأضاف أن "هجوما مباغتا شنه مسلحون تابعون لميليشيات فجر ليبيا الإسلامية التي تضم مقاتلين في أنصار الشريعة الخميس على حراس محطة الكهرباء البخارية في غرب سرت والتابعين لكتيبة (الجالط) 136 مشاة التابعة للجيش وقتلوا 14 جنديا".

وأضاف المصدر العسكري الذي طلب عدم ذكر اسمه إن "أربعة جنود آخرين من هذه الكتيبة قتلوا بعد اشتباكات دارت مع ميليشيات فجر ليبيا بسبب هذا الهجوم المباغت".
واكد مصدر طبي في مستشفى ابن سيناء بسرت وصول جثث 18 قتيلا إلى المستشفى.

والكتيبة 136 مشاة (الجالط) هي إحدى الكتائب التابعة للجيش، لكنها مبنية في الاصل على أساس قبلي لكون معظم منتسبيها من قبيلة (الفرجان) وهم ابناء عمومة للواء خليفة حفتر الذي يقود منذ ايار/مايو عملية الكرامة العسكرية لـ"تطهير بلاده من الإرهاب" حسبما قال. وقال شهود عيان إن اشتباكات متواصلة في محيط محطة الخليج البخارية لتوليد الكهرباء، في منطقة القبيبة (30 كلم غرب سرت) وغربها بين كتيبة الجالط ومسلحون من قبيلة الفرجان من جهة، وميليشيات فجر ليبيا وأنصار الشريعة من جهة أخرى.

واستنكر مجلس الحكماء والشورى مقتل الجنود وطالب "كل أبناء قبائل سرت ضبط النفس، وعدم الانجرار وراء الشائعات، التي هدفها إثارة الفتن حتى تظهر نتائج التحقيق".
وأعلن "الحداد في المدينة ثلاثة أيام ترحما على أرواح هؤلاء الضحايا اعتبارا من الجمعة".

والثلاثاء قتل طبيب مصري قبطي وزوجته في& سرت بأيدي مسلحين مجهولين قاموا باختطاف ابنة القتيلين إلى مكان مجهول بعد تنفيذ الجريمة. في الأثناء، صدت وحدات الجيش المرابطة في "الهلال النفطي" هجوما عنيفا لميليشيات فجر ليبيا شنته على المنطقة من محاور عدة من بينها البحر والصحراء.

وقال علي الحاسي المتحدث باسم غرفة عمليات الجيش في الهلال النفطي إن "قوات الجيش صدت اليوم هجوما على المنطقة حاولت من خلاله ميليشيات فجر ليبيا السيطرة على مرفأ السدرة النفطي". وأوضح أن "قوات المشاة المتكون معظمها من حرس المنشئات النفطية، صدت الهجوم بالمدفعية الثقيلة والمتوسطة، فيما أجبر سلاح الجو من خلال غارات مكثفة القوات المهاجمة على الانسحاب غربا باتجاه سرت وأعطبت ثلاثة زوارق بحرية هاجمت بها المرفأ من المياه المقابلة له".

وفيما أعلن عن قتيل من حرس المنشئات النفطية، قال الحاسي إن "الزوارق البحرية أطلقت صواريخ عدة باتجاه مرفأي السدرة وراس لانوف وأصابت خزانا للنفط جنوب ميناء السدرة بقذيفة صاروخية، وتسببت في احتراقه".

وذكر شهود عيان أن ألسنة اللهب تتصاعد من المكان فيما شوهدت أعمدة الدخان في المنطقة. وقال هؤلاء الشهود إن "ميليشيات فجر ليبيا استهدفوا الليلة البارحة في منطقة بن جواد شرقي سرت خزانا نفطيا خاصا لتجميع النفط بميناء السدرة".

وكانت الحكومة المؤقتة برئاسة عبدالله الثني دعت الأسرة الدولية إلى تحمل مسؤولياتها في ما يتعلق بحماية المدنيين في ليبيا، محذرة من انتشار الإرهاب في دول الجوار إذا ما تمكن مقاتلو "فجر ليبيا" من احتلال الموانئ النفطية، فيما اعتبر البرلمان المعترف به من الاسرة الدولية الهدف من وراء السيطرة على المنطقة الغنية بالنفط لـ"تمويل الانشطة الارهابية" في ليبيا والعالم.
&