يسعى التيار الصدري القوة الشيعية السياسية الثالثة في العراق إلى لملمة صفوفه وتجاوز الهزة العنيفة التي أصابته، إثر إعلان زعيمه مقتدى الصدر اعتزال السياسة، حيث أعلن الامين العام لكتلة الاحرار الصدرية عن تشكيل مجلس أمناء يضم ستة اعضاء يتولى رسم سياسات الكتلة وتحديد مسارات عملها المقبل.
لندن: في محاولة من قيادة التيار الصدري الممثل في مجلس النواب والحكومة استيعاب الهزّة الارتجاجية التي اصابتها وجماهيرها في انحاء العراق، والتي يقدّر عديدها بمليوني نسمة، إثر الإعلان المفاجئ للصدر عن اعتزاله العمل السياسي وعدم تمثيل اي كتله له إلى اتخاذ اجراءات تستوعب المرحلة وتجاوزها بأقل قدر مناسب من الخسائر، خاصة مع اقتراب الانتخابات البرلمانية العامة التي سيشهدها العراق في 30 نيسان (أبريل) المقبل.
ولتحقيق هذا الهدف، أعلن الأمين العام لكتلة الأحرار الصدرية ضياء الأسدي الخميس عن تشكيل مجلس أمناء للكتلة يتولى quot;رسم سياساتها ومعالجة المشاكل المرحلية وتحديد مسارات العمل السياسي المقبلquot; كما قالت الكتلة في بيان صحافي حصلت على نصه quot;إيلافquot;. ويضم المجلس في عضويته كلًا من : عادل مهودر وزير البلديات، ومحمد الدراجي وزير الاعمار والاسكان، وعقيل عبد حسين النائب السابق، وعلي دواي محافظ ميسان، وعلي التميمي محافظ بغداد، بالإضافة إلى الأمين العام للكتلة .
يذكر ان الصدر كان أشاد لدى اعلان اعتزاله السياسة السبت الماضي بعمل دواي والتميمي داعيا جميع الاعضاء الذين وصفهم بالمخلصين، من دون تسميتهم إلى مواصلة عملهم لخدمة العراق. ويعتبر التيار الصدري واحدًا من ثلاث قوى شيعية سياسية رئيسية يتشكّل منها الائتلاف الوطني العراقي الشيعي الحاكم.
ويلاحظ ان لجنة الامناء هذه قد استبعدت من تشكيلتها شخصيات قيادية في التيار الصدري لعبت أدوارًا مهمة على الصعيد السياسي خلال المرحلة الماضية يتقدمهم رئيس كتلة الاحرار في مجلس النواب النائب بهاء الاعرجي الذي قال في بيان صحافي اليوم ان نواب الكتلة ووزراءها مستمرون بعملهم لان دعوة الصدر واضحة في الإستمرار بالعمل السياسي لكن بعيداً عن اسم آل الصدر، بدليل دعوته للإشتراك في الإنتخابات بقوة في سبيل إختيار الأفضل والأصلح من أجل التغيير. وقال quot;إذا كان الصدر لا يمارس السياسة بسبب المَفاسد سواء كانت حكومية أم برلمانية والتي آلت إلى ما آلت إليه من أضرار على الشَعب إلاّ أنه ينبغي الإشارة إلى ان الصدر يمثل مَرجعية كبيرة وعَظيمة وهي مَرجعية الشهيد الصدر (في اشارة إلى والده الذي اغتاله النظام السابق عام 1999) فهي أكبر من أن تختزل بعملية سياسية وشريحة معينة بل هي تمثل كل جَوانب الحياة ولكل العراقيينquot;.
وجاء تشكيل لجنة الأمناء هذه بعد يومين من تراجع نواب كتلة الاحرار عن قرار استقالاتهم من مجلس النواب، وقدموا اعتذارًا للصدر عن الاخطاء التي ارتكبوها خلال عملهم في الحكومة والمجلس منذ عام 2010 وذلك بعد ان كان 20 من بين 40 نائبا يمثلون التيار في البرلمان، قد قدموا استقالاتهم عقب اعلان الصدر اعتزاله السياسة وقالت مصادر في الكتلة ان نوابها الأربعين سيشاركون في جلسة مجلس النواب التي ستعقد الاحد المقبل لدى استئناف المجلس اجتماعاته كما يستمر وزراؤها الستة في المشاركة في اجتماعات مجلس الحكومة. كما الغى مرشحو التيار الصدري للانتخابات البرلمانية المقبلة قراراتهم التي اعلنوها بالانسحاب من الترشيح مؤكدين خوضهم لها لتحقيق عملية التغيير التي اشار اليها الصدر في خطابه إلى العراقيين الاثنين الماضي.
وفي وقت سابق اعلنت كتلة الاحرار النيابية انها ستخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة بأعداد مختلفة من القوائم ففي بغداد ستشارك بثلاث قوائم ومحافظات اخرى بقائمة واحدة. وقال القيادي في الكتلة امير الكناني في تصريح صحافي quot;سنخوض الانتخابات في اغلب المحافظات بقائمة واحدة اما في ذي قار فلدينا قائمتان وفي بغداد ثلاث قوائم احداها يرأسها رئيس الكتلة البرلمانية بهاء الاعرجي وهي في منطقة الكرخ والثانية وزير الاعمار والاسكان محمد الدراجي في مدينة الصدر واطرافها والثالثة النائب جواد الشهيلي بمناطق جنوب بغداد وشمالها. واشار إلى أن quot; أن القوائم الانتخابية للتيار الصدري تضم مرشحين من النواب القدامى وشخصيات مستقلة وبعض القوائم نصف مرشحيها من المستقلينquot;.
التعليقات