ترى الفنانة التشكيلية السعودية غدير المنديل أن وعي المجتمع السعودي ازداد في الآونة الأخيرة في ما يتعلق بالفنون بشكل عام، والفن التشكيلي على وجه الخصوص، وبدا واضحاً وجود حالة من الحب والشغف تجاه هذا النوع من الفن، سواء كانوا متذوقين للفن أم نقاداً أو حتى الفنانين أنفسهم.
جدة: غدير منديل الفهيد فنانة تشكيلية حاصلة على شهادة بكالوريوس في الفن التشكيلي، وماجستير في الإدارة والتخطيط، وباحثة ومدربة في التنمية البشرية والإدارية وخبيرة تربوية بوزارة التربية والتعليم، كانت لها مشاركات عديدة في المعارض والمناسبات، كانت بداياتها منذ الطفولة في ممارسة الرسم ومازالت حتى الآن تقدم أعمالها التي كان آخرها حروفية تعرض الآن في معرض الفنون البصرية برعاية مهرجان الجنادرية لهذا العام.

وتعد غدير نفسها في حديث مع quot;إيلافquot; هاوية للفن مما جعلها تتخصص بدراسة الفنون في دراستها الجامعية، وتؤكد أنها كانت مستمتعة جداً أثناء ممارستها الفن بحب في مجال دراستها، و بالرغم من كونها هاوية إلا أن اطلاعها وممارستها للفنون لم تتوقف بالتخرج ومزاولة المهنة فقط ، استمرت بالتجريب والاطلاع والممارسة ألا أنها لا لا تنكر دور الدراسة في تأسيس القواعد الفنية لديها .
كما تضيف أن الممارسة والمتابعة دون انقطاع والتفرغ لها دور كبير في تحسين مستوى أي فنان ، وهو ما تتمنى أن تحصل عليه يوماً ما ، وقد ضربت أمثله لعدد كبير من الفنانين والذين تمكنوا من تحقيق غاياتهم والوصول بفنهم للعالمية من خلال التفرغ التام لممارسة الفن .
مؤكدة أن عدم تفرغها وارتباطها بالمشاريع الدراسية والمهام الوظيفية يشكل عائق أمام ممارستها الدائمة ، ألا أنها لا تبتعد كثيراً ، وتبقى على ارتباط وثيق بالرسم من خلال الممارسة الخفيفة لبعض الاسكتشات التي لا تتطلب جهد مما يمنحها الاستمتاع ويحقق لها ذاتيها التي تسعدها . أما المشاريع الكبيرة فتعمل عليها من وقت لآخر حتى لو تطلب العمل عدد من السنوات لاكتماله .
وتشير إلى سعادتها بانفتاح نظرة المجتمع وحب الناس للفن بشكل غير متوقع في الآونة الأخيرة, حيث تعتبر أن معظم أفراد المجتمع من وجهة نظرها بصريون، يتذوقون الجمال أينما كان ، وهو مانلمسه من إقبال كبير في المعارض والأسواق والمهرجانات من مختلف الفئات والأعمار.

كما ذكرت quot;إن الفضل بعد الله في ذلك يعود إلى جهود القائمين في جمعيات الثقافة والفنون والتي ترتكز على جهود المتطوعينquot; ، منطلقة من حبهم العميق للفن ، و لا شك أن المعارض المنتشرة في الأماكن العامة كالأسواق والجامعات باتت تستقطب فئات كبيره من المجتمع ، مما يساعد في نشر هذا النوع من الفن وفسح المجال للجميع للتذوق والاستمتاع ، وعدم اقتصار زيارة المعارض للفئات النخبوية من الفنانين والنقاد .

وتشير إلى أن ما يميز المعارض من وجهة نظرها هو تواجد عدد كبير من الفنانين تحت سقف واحد مما يتيح لهم التعرف وتبادل وجهات النظر في تحليل اللوحات.

وتطالب غدير بتواجد إعلامي أكبر ليساهم في نشر ثقافة الفن والإبداع في المجتمع ، والذي يساهم بدوره في تعزيز الجوانب الإبداعية والثقافية للمملكة على المستوى المحلي والدولي .

غدير لا تعرض أعمالها للبيع، وإنما تهديها، وتخبرنا أنها عندما تتكدس أعمالها تعيد إخراجها وتغيّر اتجاهها وتطورها بشكل يختلف عن شكلها السابق ولكن يبقى جوهر العمل ثابتاً وهذا لا يأخذ منها مجهوداً كبيراً كما أنها ابتدأت من البداية.

وتضيف أنها أرغمت في أحد المرات على بيع أحد لوحاتها نتيجة الإصرار لاقتنائها على الرغم بساطها ، وأن مادعاها للرضوخ لذلك أنه أحد الأعمال الذي استنفذ فرص عرضه ، حيث ظل يعرض لمدة اربع سنوات .

وتبيّن أن الفن له مردود عليها غير عادي، حيث أن لديها أعمالاً عديدة لامست الناس، وكان لها قبول واستحسان من متذوقي الفن وأثرت عليهم تأثيراً كبيراً، خاصة تلك الاعمال التي انطلقت من ذاتيتها بشكل خالص . وهو مايؤكد دور الفن في حياتها والذي ساهم في معرفة الناس لها، فمن يعرفونها بغدير الفنانة هم أكثر ممن يعرفونها بغدير الأستاذة، وأن ماتشعر به من احتفاء وحب من الناس كان بفضل منه تعالى ومن ثم أعمالها ولوحاتها التي عرضتها، كما تقول.
وتكمل غدير حديثها بالقول: بعض الأعمال لها علاقة بحالة الفنان النفسية، والتي تبرز بشكل واضح من خلال لوحته، وتمكن الآخرين من قراءة العمل وربط أجزاءه بفكرة عامة ، ألا أن ثمة فكرة خفية بين الفنان ولوحته لا تبرز دائما للجميع ، ولا يتمكن من الإقرار بها بشكل قطعي ، كما أن النقد والتذوق تعتبرهما فناً آخر، له مدارس خاصة.
وتفضل غدير التنوع في الأعمال والتحدي والتجربة في كل مجال فقد قامت بتجربة أغلب أنواع الفن التشكيلي والخامات ، وكان لكل منها جانب جميل في صقل مهاره أوالتعبير عن فكره , ابتداء من الرسم والتصوير والتشكيل بالحروف والخامات ، بالإضافة الى تجريبها عدة وسائط والوان مثل الأكريلك والزيت والأويل باستيل وانتهاء بالرصاص والفحم والألوان الخشبية ، وتقول في هذا الصدد: ليس هنالك ما يميز أعمالي أو ما يجعل أسلوباً أو عملاً ما أشتهر به ، إلا أن صورتها الرمزية والتي كانت من عملها جعلتها معروفة بها في جميع برامج التواصل الاجتماعي, وتجعل الناس تتعرف عليها من خلال هذه الصورة, ولم تحدد غدير أفضل أعمالها بوجهة نظرها فهي ترى في كل لوحة شيئاً يميزها عن غيرها.