طالب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الغرب بعدم الطلب من طهران تعليق تخصيب اليورانيوم، مؤكدًا الاستمرار في ذلك، وعدم إغلاق مفاعل أراك.


التقى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أعضاء لجنة الصداقة الإيرانية اليابانية البرلمانية في طوكيو الأربعاء، التي يزورها ليومين، ودعاهم إلى فتح صفحة التعاون النووي السلمي مع بلاده، لأن هذا التعاون فرصة مهمة لتعزيز العلاقات الإيرانية اليابانية، كما يأتي في إطار اتفاق جنيف النووي، ليشمل السلامة النووية، وإنتاج الطاقة، على حد قوله.

ليس صعبًا

وفي اجتماع ضمه إلى ماساهيكو كومورا، رئيس لجنة الصداقة الإيرانية اليابانية البرلمانية، نوّه ظريف بالعلاقات المميزة بين البلدين، التي تشكل أساسًا لأي تعاون نووي سلمي بينهما، مشيرًا إلى الموقف الإيراني حول المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة الدول الخمس زائد ألمانيا، والذي يسهل الوصول إلى حل نهائي بشأن البرنامج النووي. وقال: quot;التوصل إلى حل لن يكون صعبًا، فطهران لم تسعَ يومًا، ولن تسعى، إلى صنع السلاح النووي، ولن تستخدم الطاقة النووية لأغراض عسكريةquot;.

وخلال لقائه كومورا، سلط ظريف الضوء على تأثير العقوبات على رغبة طهران في مواصلة المفاوضات النووية، quot;فالولايات المتحدة تعتقد أن تشديد العقوبات ضد إيران إيجابي، لكن ينبغي استخلاص العبر مما فعلته العقوبات السابقة، وآمل ألا يطالب الغرب إيران بتعليق برنامجها النوويquot;.

وأكد ظريف: quot;خيار تعليق عملية تخصيب اليورانيوم وهم يجب عدم التعويل عليهquot;. أما كومورا، فرحب بالاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى العالمية في تشرين الثاني (نوفمبر)، وقال: quot;إيران ملتزمة بتعهداتها في إطار اتفاق جنيف النوويquot;.

لن نغلقه!

وكان ظريف أجرى محادثات مع نظيره الياباني فوميو كيشيدا، ورئيس الوزراء شينزو آبي. وقال في مؤتمر صحافي بعد اللقاء: quot;بنينا حساباتنا على نجاح المفاوضات مع الغرب، اعتقد أن نجاحها هو الخيار الأفضل للجميعquot;. واشار إلى أن مفاعل آراك مهم للأبحاث العلمية السلمية، quot;ولن نغلقهquot;.

وأشاد ظريف بخبرة اليابان في المجال النووي، وقال: quot;مزيد من الاستثمار في القطاع النووي الإيراني قد يخدم عملية بناء الثقة المتبادلة، وادعو اليابان لزيارة ميدانية للتثبت من أن البرنامج الإيراني سلمي محضquot;.

وقال كيشيدا إنه وعد بأن تساعد بلاده في التوسط بين طهران والدول الغربية. أضاف: quot;أبلغت وزير الخارجية أن اليابان والمجتمع الدولي سيعملان بنشاط للتوصل إلى اتفاق نهائي في مسألة الملف النووي، لأن التوصل لحل أمر مهم للغاية، ليس فقط لمنطقة الشرق الأوسط بل للسلام والاستقرار في العالمquot;.

البرنامج سلمي

ويشكل مفاعل أراك، الواقع على بعد 240 كلم جنوب غرب طهران، ويعمل بالماء الثقيل، إحدى نقاط الخلاف في المفاوضات النووية بين إيران والقوى الكبرى، لأنه قد يمكن طهران من الحصول على البلوتونيوم، الذي يمكن استخدامه في صنع قنبلة نووية.

وكانت الدول الغربية، المعنية بالملف النووي الإيراني، أكدت أملها في الخروج بحل سياسي لهذه الأزمة، بينما تتمسك طهران ببرنامجها النووي، مؤكدة أنه يستخدم لأغراض سلمية، كإنتاج الكهرباء. غير أن هذه التأكيدات لم تتمكن من إزالة الشكوك التي تساور الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي يصفها المسؤولون الإيرانيون بأنها من دون أساس، وغير مدعومة بأي وثائق وأدلة.

ونقلت التقارير عن مسؤول إيراني، آثر عدم الكشف عن إسمه، تأكيده أن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية قال في كلمة ألقاها في مجلس الحكام الأربعاء إن البرنامج النووي الإيراني سلمي ويخضع لإشراف الوكالة الذرية.