دعت مرجعية المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني المرشحين إلى الانتخابات البرلمانية المقبلة، إلى التنحي عن ترشحهم، في حال عدم قدرتهم على إحداث التغيير المطلوب في البلاد، وحل الأزمات التي يعانيها المواطنون.


لندن: قال السيد أحمد الصافي معتمد السيستاني خلال خطبة الجمعة في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) وتابعتها quot;ايلافquot; عبر قنوات عراقية محلية ان المرشحين إلى الانتخابات البرلمانية العامة التي ستجري في 30 من الشهر المقبل، قد تقدموا بهذا الترشح إلى موقع خطير هو مجلس النواب الذي تقع عليه مسؤوليات في التشريع ورسم سياسات البلد وحل ازماته. وتساءل قائلا quot;هل ان المرشحين للانتخابات فعلا هم على مستوى تحمل هذه المسؤولية الكبيرة الجسيمة وهي عبارة عن نيابته عن جماعة من الناس ضمن تعاقد ضمني بتخويله الحفاظ على مصالح الناس والدفاع عنها والحفاظ على مصالح العراق وثرواته وسيادته وتقديم الخدمات إلى المواطنين؟quot;. واشار إلى ان بعض المرشحين اناس طيبون لكنهم لايستطيعون النهوض بالمسؤولية التي ستلقى على كاهلهم في حال فوزهم في الانتخابات لان عضوية البرلمان ليست نزهة فهو من أهم المؤسسات لبناء الدولة.
وقد تقدم لخوض السباق الانتخابي عشرة آلاف و250 مرشحا بينهم 3 الاف مرشحة يمثلون 107 قوائم انتخابية تتوزع بواقع 36 ائتلافًا سياسيًا و71 كيانًا سياسيًا، فيما يبلغ عدد الناخبين العراقيين 21 مليونًا و400 ألف ناخب يحق لهم التصويت من بين عدد سكان العراق البالغ 34 مليونًا و800 الف نسمة.
وخاطب معتمد السيستاني المرشح للانتخابات قائلا quot; هل تستطيع الخروج على اوامر 2 او 3 ممن يهيمنون على الكتلة السياسية التي تنتمي اليها وان تغير هذا الاسلوب في العمل في البرلمان هذه القوة التشريعية الرقابية المهمة ؟. وشدد على ضرورة ان يكون المرشح بمستوى الثقة وان لاتقوده كتلته لرفع يده مؤيدا لقانون او قرار ما من دون ان يعرف ماهية هذا القانون ومضامينه وتداعياته على الناس.
وأكد معتمد المرجعية الشيعية العليا ان مجلس النواب بحاجة إلى وجوه جديدة ووعي رقابي وفهم لما يريده المواطنون وان يكون اعضاؤه أمينين على مصالح الناس والدفاع عنها بجرأة وشجاعة.. وخاطب المرشح للانتخابات بالقول quot;اذا شعرت بضغط كتلك عليك او عدم قدرتك الايفاء بتعهداتك بالدفاع عن قضايا الناس عليك التنحي عن الترشح لان عضوية البرلمان أمانة خطيرة عليك ان تكون بمستوى ادائهاquot;.
واشار خطيب كربلاء إلى ان العراق يعاني ازمات كبيرة عدة، بشكل أدخلت المواطنين في إحباطات وتوترات وزجتهم في حالة من الاحتقان يزيد من تداعياتها الخطيرة التصريحات والاتهامات المتبادلة بين الكيانات السياسية وقادتها. وطالب المسؤولين بأن يكونوا رعاة للناس ويعملوا لاجلهم في معالجة مشاكلهم وتنفيذ تطلعاتهم.
وشدد على ان الانتخابات المقبلة يجب ان تحقق التغيير المنشود نحو الافضل في اوضاع العراق محذرا السياسيين من ان الناس لم يعودوا قادرين على تحمل المزيد من الأزمات وخاصة في مجالي الامن والخدمات .. ودعا المسؤولين إلى حل هذه الأزمات من اجل الانتقال بالبلد إلى ظروف واوضاع افضل مما هي عليه الان.
وكان معتمد السيستاني قد دعا الجمعة الماضي الناخبين العراقيين إلى اختيار المرشحين الأصلح في الانتخابات المقبلة من اجل انتقال سلمي للسلطة وتحقيق التغيير المطلوب في الآداء الحكومي . وشدد على اهمية الانتخابات البرلمانية المقبلة على مصير البلاد داعيا إلى المشاركة الواسعة فيها من اجل الحفاظ على مبدأ الانتقال والتداول السلمي للسلطة وترسيخ اسس مشاركة جميع المكونات العراقية في ادارة البلاد بهدف طمأنتها بتحقق العدالة وعدم تهميشها او اقصائها من اجل ان يعود الاستقرار السياسي والاجتماعي للعراق.
وقد حرم المرجع السيستاني في فتوى اصدرها في الثالث من الشهر الحالي بيع الناخب لبطاقته الانتخابية الالكترونية وكذلك تقديم المرشحين الهدايا للناخبين من اجل التصويت لهم. وعبر عن خشيته من تزوير الانتخابات البرلمانية المقبلة وعدم اجرائها في المناطق الساخنة مشددا على ضرورة اجرائها في موعدها المقرر وخاصة في محافظة الانبار الغربية التي تشهد عمليات مسلحة منذ شهرين.