في مخيم quot;عربتquot; للاجئين في إقليم كردستان شمال العراق، يكافح السوريون من اجل العيش بعد 3 سنوات من الهجرة القسرية والظروف الحياتية الصعبة.


أربيل: أكملت الأزمة السورية عامها الثالث، مخلفة نحو 150 ألف قتيل وأضعافهم من الجرحى، وملايين اللاجئين داخل البلاد وخارجها، يعيش أغلبهم في مخيمات موقتة.

ويحاول هؤلاء اللاجئون أن يكملوا حياتهم بصورة طبيعية وأن يواجهوا الصعوبات التي فرضتها عليهم الغربة.

زواج في مخيم !

في مخيم quot;عربتquot; للاجئين في إقليم كردستان شمال العراق، لم يدر في خلد مينة محمد (20 عاماً) أن تلتقي بنصفها الثاني وتتزوج باللاجئ سارار سعدون (25 عامًا) بعدما تعرفا على بعضهما في المخيم.

مينة التي تعمل معلمة للتربية الفنية تذكر لـquot;أنباء موسكوquot; أنه من الضروري إدخال الفرحة في حياتها وأن تعيشها بصورة طبيعية، وأن تتجاوز الصعاب، على حد وصفها.

واشارت إلى عدم إقامة حفل الزواج بسبب وفاة والد العريس في سوريا، واقتصرت المراسم على حفلة صغيرة بالمناسبة وارتداء فستان العرس والتقاط الصور التذكارية، وسط فرحة سكان المخيم.

وأكدت عدم تلقيها أي مبالغ أو مساعدة من المنظمات والجهات المختصة باللاجئين، على الرغم من حاجتها لكل شيء.

وتقدر الأمم المتحدة عدد اللاجئين السوريين بثلاثة ملايين لاجئ، توزعوا على البلدان المجاورة لسوريا، مثل تركيا ولبنان والأردن والعراق، منذ بدء الأزمة السورية عام 2011.

متشبثون بالحياة

وهنا أيضا يقول خالد عبدالله رئيس مجلس اللاجئين في محافظة السليمانية، إن اللاجئين متشبثون بالحياة، رغم الغربة إذ لافتًا إلى أنه شهد شخصياً العديد من حالات الزواج والخطبة في صفوف اللاجئين.

ويؤكد عبد الله أن العوائل تمارس حياتها بصورة طبيعية في الإقليم حيث ترسل أبناءها إلى المدارس، فيما أغلب الشباب حصلوا على فرص عمل داخل مدن الإقليم.

وأشار إلى تأسيس مجلس للاجئين السوريين مهمته مساعدة وتقديم العون لكل لاجئ، وايجاد فرص عمل لهم.

أربعة مخيمات

وينتشر اللاجئون السوريون في العراق على أربعة مخيمات رئيسية، أكبرها مخيم quot;دوميزquot; في محافظة دهوك، وثانٍ قرب مدينة أربيل، وثالث في مدينة عربت التابعة لمحافظة السليمانية.

وجميع المخيمات الثلاثة تقع في حدود إقليم كردستان، بينما يقع المخيم الرابع قرب مدينة القائم التابعة لمحافظة الأنبار غرب العراق.

فيما أكد معاون مدير مدرسة في المخيم محمد يوسف لـquot;أنباء موسكوquot;، ان إقبال التلاميذ على الدراسة quot;جيد جدًاquot; رغم الظروف الصعبة التي يعيشها اللاجئون.

ويضيف أن الكادر التدريسي وتلاميذ المدرسة جميعهم من اللاجئين في المخيم، وهم يتلقون مساعدات من المنظمات الإنسانية العالمية والمحلية مثل الملابس والحقائب والبسكويت والعصائر.

تعليم ومدارس

وأفاد ان مدرسته التي تحمل اسم quot;عاموداquot; تشبهًا بإحدى المدن في شمال شرق سوريا، تتكون من خمس خيام، داخل إحدى الأبنية القديمة التي تم تحديثها من قبل منظمة اليونسكو، ولكنه اشتكى من جوها البارد الذي وصفه بـquot;غير مقبولquot;.

أما بالنسبة للمناهج، فقد أوضح يوسف أنها قد طبعت من قبل وزارة التربية في حكومة إقليم كوردستان وباللغة العربية، كون اللهجة الكردية التي يتحدث بها سكان كردستان العراق تختلف عن اللهجة الكردية للاجئين السوريين.

يشار إلى أنّ أغلب اللاجئين السوريين في إقليم كردستان العراق هم من القومية الكردية، الذين ينتشرون في مناطق شمال وشمال شرق سوريا.