بدأت السلطات البريطانية التحقيق في معلومات تفيد بأن عددًا من المدارس في البلاد أصبح مخترقًا بعناصر أكاديمية ترّوج لأفكار تنظيم quot;القاعدةquot; المتشدد.


نصر المجالي: تكشفت القضية بعد تسريب معلومات خلال الشهر الماضي تفيد بوجود ما تسمّى مؤامرة (حصان طراودة) حول تسلل الأفكار الإسلامية المتشددة في عدد من المدارس في بيرمنغهام.

وقال تقرير لصحيفة quot;ديلي ميلquot; الشعبية إن اثنين من العاملين في أكاديمية quot;بارك فيوquot; في بيرمنغهام اتهماها بالترويج لأفكار أنور العولقي، القيادي المتشدد في تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، والذي كانت قتلته القوات الأميركية في غارة جوية في اليمن.

وخلال تقرير بثته إذاعة quot;بي بي سي 4quot; نفت أكاديمية quot;بارك فيوquot; الاتهامات التي وجّهها الموظفان، اللذان سبق وأكدا أن الأكاديمية تروّج - من خلال تلقين الطلاب - أفكارًا سياسية متعاطفة مع القاعدة.

وكشف التقرير أن أذان الصلاة يقام في الممرات الرئيسة للأكاديمية، التي توصف عادة بأنها quot;أكاديمية متعددة الأديانquot;، كما إن غالبية العاملين فيها تتحدر من أصول باكستانية.

وزارة التربية تؤكد
من جهتها، أكدت وزارة التربية والتعليم البريطانية أن العديد من المدارس في المنطقة، ويعتقد أن من بينها بارك فيو، هو قيد التحقيق حول إدعاءات تلقين المتشددين التلاميذ أفكار القاعدة.

وقال التقرير إن أعضاء غير مسلمين من الموظفين يجري عزلهم من الأكاديمية، كما يجري الفصل بين الذكور والإناث من التلاميذ في صفوف منعزلة، كما إن quot;المحسوبيةquot; واضحة جدًا في تعيين الموظفين الجدد.

وقالت الوزارة إن التحقيقات تشمل أكثر من 12 مدرسة في المنطقة يعتقد أن أنصار quot;القاعدةquot; المتشددين تمكنوا من اختراقها. وأشارت إلى أن التحقيقات تشمل الموظفين والمدرسين والسجلات المالية لهذه المدارس.

وأكد وزير التعليم البريطاني مايكل غوف في رده على الاتهامات الموجّهة إلى تلك المدارس أنه يولي المسألة اهتمامًا شخصيًا، وأن التحقيق سيشمل كلًا من المدارس الدينية والمؤسسات العلمانية.

وخلال حديثه لبرنامج راديو بي بي سي 4، نفى طاهر علام رئيس هيئة المديرين في أكاديمية quot;بارك فيوquot; كل المزاعم التي وردت في التقرير أو أن تكون الأكاديمية مخترقة من قبل الجماعات المتشددة.

كما نفى علام، الذي يتولى مهماته منذ 17 عامًا، وهو خريج الأكاديمية، نفى الاتهامات حول تعيين مدرّسين متعاطفين مع القاعدة في الأكاديمية. وقال: مثل هذه المزاعم والاتهامات التي تتردد منذ أسابيع ما هي إلا الإمعان في ترسيخ المشاعر المعادية للإسلام، وأضاف أن هناك جهات مناهضة للإسلام تقوم بالترويج لذلك.

كلام نائب عمّالي
إلى ذلك، فإنه حسب تصريحات للنائب العمّالي عن منطقة بيرمنغهام خالد محمود، وهو رئيس اللجنة البرلمانية لمناهضة الإرهاب في مجلس العموم، فإن غالبية أعضاء مجلس مديري الأكاديمية تنتمي إلى التيار السلفي الوهابي المتشدد.

وقال النائب، الذي يعرف عنه بأنه من أشد منتقدي أداء كلية (بارك فيو) quot;إن الغالبية العظمى من الأطفال هي من السنّة عامة المسلمين. وتجري لهم باستمرار عملية تلقين لأفكار متشددةquot;. وأكد محمود أن هذه المدارس حكومية، وليست إسلامية. quot;وأنا قلق جدًا من الطريقة التي يتم فيها التعامل مع الموظفين غير المسلمين، فضلًا عن التأثير على الأطفالquot;.

وختم البرلماني العمالي بالقول: كان المسؤولون عن التعليم نبّهوا إلى مثل هذه القضية، لكنهم أيضًا كانوا في موقف صعب من إثارتها علانية، خشية أن يتم تصوير العملية على أنها معادية للإسلام.