بالتعاون مع المعهد الكوري الجنوبي للتقنية الإلكترونية، نجح معهدان ألمانيان معروفان بتطوير تقنية لعرض الصور التلفزيونية باستخدام شريحة إلكترونية منمنمة تعرض الصور بهيئة هولوغرام في الهواء أمام المشاهد.


يعرف فن الرسم بتقنية الهولوغراف منذ عقود، وأصبح بعض الفنانين متخصصين بهذا الفن، لكن عرض الأفلام في الهواء بهيئة هولوغرامات متحركة، وبثلاثة أبعاد، لم نعرفه ربما إلا في أفلام الخيال العلمي.

إذ أعلن العلماء من معهد فردناند براون، ومن معهد لايبنتز، عن إنتاج شريحة إلكترونية صغيرة تستخدم ضوء الليزر لإنتاج الصور المتحركة بثلاثة أبعاد وبتقنية الهولوغرام.

وقالت كاترين باشكة، من معهد فردناند براون، إن شريحة الليزر-الهولوغراف هي الأولى من نوعها في العالم، وهي عبارة عن شريحة إلكترونية صغيرة، لا تزيد مساحتها على بضعة ملليمترات مربعة، وتنتج الليزر بقوة استثنائية.

هذا لا يعني سوى أن المشاهد في المستقبل سيجلس في الغرفة بين هولوغرامات رعاة البقر وهم يتبادلون الهجمات مع quot;الهنود الحمرquot;. ويجري ذلك، بحسب باشكة، من دون الحاجة إلى نظارات خاصة، أو العرض على شاشة كبيرة، لأن الفيلم سيعرض في الهواء. كما إن عرض الأفلام بطريقة الهولوغرام لا يضرّ صحيًا بالعين، ويستخدم أطوال موجات ليزر غير محسوسة بالنسبة إلى البشر.

المهم أيضًا أن الصور ستكون مجسمة، أي بثلاثة أبعاد، كما إنها أكثر دقة من صور أحدث التلفزيونات المطروحة في السوق، ناهيكم عن حيويتها وأناقة ألوانها.

التقنية تستخدم الأحمر والأخضر والأزرق فقط
وضع المعهدان الألمانيان التقنية تحت تصرف شركة quot;إل.جيquot; الكورية الجنوبية التي تشتهر بإنتاج التلفزيونات المسطحة والمجسمة. واستخدم العلماء تقنية إدماج جديدة لتزويد شريحة صغيرة واحدة بالقدرة على إنتاج الضوء، بأبعاد وأطوال مختلفة، وبما يعادل قدرة ثلاثة مصادر لإنتاج الليزر.

تنتج الشريحة الضوء باستخدام تقنية RGB (أي الأحمر والأخضر والأزرق) فقط، وهذه أول شريحة من نوعها تنتج الأحمر الليزري بهذه الأطوال والدقة، لأن إنتاج الأحمر بالليزر لا يعتبر متكاملًا حتى الآن.

أنتجت الشريحة من طبقات عدة، وهناك طبقة مخصصة لإنتاج الليزر، وطبقة أخرى محددة وظيفتها تغيير أطوال الموجات حسب الحاجة. وتم تزويد الشريحة بشبكة قضبان منمنمة، وظيفتها التحكم بحجم الصورة، مع عازل منمنم يمنع اختلاط الموجات ببعضها، ويمنع حصول اختلاطات ضوئية.

عمومًا، فإن مجموع الشرائح الإلكترونية اللازمة لإنتاج الصور المتكاملة لن يزيد على حجم علبة ثقاب ستشكل القلب النابض لعمل التلفزيون. وقدرت كاترين باشكة الحاجة إلى بضع سنوات أخرى من العمل والتطوير كي تصبح تقنية الهولوغرام التلفزيونية جاهزة للطرح في سوق.

ويأتي إنتاج شريحة الهولوغرام التلفزيونية في إطار برانامج التعاون التقني بين ألمانيا وكوريا الجنوبية للفترة بين 2012-2015.