في إيران، يبث التلفزيون الموسيقى ولا يُظهر الموسيقيين، لكن تم انتهاك هذا العرف لأول مرة منذ قيام الثورة الاسلامية.


هذا الأسبوع، وللمرة الأولى منذ 30 عامًا، عرضت القناة الأولى في التلفزيون الرسمي الإيراني مجموعة من المغنين الإيرانيين يعزفون على آلات موسيقية.

موسيقى بلا آلات

حصل ذلك بعد عقود من منع الموسيقيين وآلاتهم الموسيقية من الظهور على شاشات التلفزيون الرسمي الإيراني، بسبب السياسة الدينية المتشددة التي تنتهجها السلطات الإيرانية. وظهر العازفون على شاشة التلفزيون الرسمي وهم يعزفون على آلات موسيقية تقليدية، ويعزفون قطعة موسيقية تراثية احتفاء بذكرى المولد النبوي.

ويقول العلماء الشيعة، ولهم الكلمة العليا في إيران، إن الموسيقى تناقض الدين، إلا أن التلفزيون الرسمي الإيراني درج على بث الموسيقى من دون إظهار موسيقيين أو آلات موسيقية على شاشته، بل كان يستعيض منهم بصور لأزهار ولمناظر طبيعية. والغريب فعلًا هو أن المحطة الفضائية الإيرانية، الموجهة إلى الإيرانيين في الخارج، تظهر الموسيقيين وآلاتهم، من دون حرج.

رسالة أم خطأ؟

من المراقبين من يقول إن خرق القناة الأولى في التلفزيون الإيراني للقانون في هذا المجال مقصود، وكأنها رسالة إضافية يوجهها الرئيس الاصلاحي حسن روحاني للداخل الإيراني، بينما يقول آخرونإن الأمر لا يتعدى كونه خطأ لا أكثر.

وتلقف ليبراليو الداخل الإيراني خطوة القناة الأولى، أو خطأها، فقالت صحيفة quot;شرقquot; الليبرالية في تقرير نشرته على صفحتها الأولى: quot;لقد انكسر أخيرًا سحر منع عرض الآلات الموسيقية على شاشات الاعلام الوطنيquot;.

من جانبه، وبحسب موقع هيئة الاذاعة البريطانية الالكتروني، يصر غلام رضا بختياري، منتج البرنامج الذي عرض الآلات الموسيقية، أن الأمر لا يعدو كونه خطأ غير مقصود. ونقلت عنه وكالة أنباء فارس، لسان حال المتشددين في إيران، قوله: quot;هذا خطأ، ونحن على استعداد تام لتحمل المسؤوليةquot;.