يشنّ النظام السوري هجومًا عنيفًا على رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا، بعد زيارة الأخير للسعودية وأبوظبي، وجولة خليجية لاحقة له يستكملها غدًا، وخصوصًا بعدما أبدى الجربا أخيرًا تمنياته لجعجع بأن يتمكن من الوصول إلى سدة رئاسة لبنان.


بهية مارديني: كثف النظام السوري هجومه على أحمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض بعد زيارته الناجحة إلى المملكة العربية السعودية، ولقائه بالأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد، والأمير مقرن بن عبد العزيز ولي ولي العهد، والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، وجولته الخليجية، التي من المتوقع أن يبدأها غدًا، بعد زيارته إلى أبوظبي أخيرًا، ولقائه بوزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، إضافة إلى إجرائه اتصال هاتفي مع سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية.

إذ نشرت جريدة quot;تشرينquot;، التابعة للنظام، وموقع تلفزيون النظام السوري الرسمي تقارير، تكثف فيها الهجوم على الجربا، وتعتبر اتصاله بجعجع يأتي في إطار ما أسمته quot;الارتباط الوثيق وتلاقي المخططات والمصالح بين (ائتلاف الدوحة) وأدوات المشروع الصهيوني الأميركي في المنطقةquot;.

يدعم جعجع للرئاسة
وكانت وسائل الإعلام اللبنانية قالت اليوم إن رئيس الائتلاف أحمد الجربا أجرى اتصالًا بسمير جعجع، الذي رشح نفسه للرئاسة في لبنان، وتمنى فيه لجعجع النجاح في الانتخابات الرئاسية. وقالت وسائل الإعلام اللبنانية إن الجربا أشار في اتصاله إلى أنه ومن يمثلهم quot;سيكونون مرتاحين ومسرورين بوصول جعجع إلى قصر بعبداquot;.

بدوره أكد جعجع للجربا وقوفه quot;قلبًا وقالبًا مع الشعب السوريquot; خلال نضاله من أجل قيام دولة مدنية ديمقراطية تعددية وحديثة في سوريا، ومتمنيًا للجربا quot;كل النجاح لتحقيق ما يصبّون إليه في أقرب وقت ممكنquot;.

ونشر موقع quot;المنارquot;، التابع لحزب الله اللبناني، الخبر، نقلًا عن بيان أصدره حزب القوات اللبنانية، واعتبر موقع تلفزيون النظام السوري أن quot;اتصال الجربا بجعجع يكشف حقيقة ما يجمعهما من عمالة للمشروع، الذي بات مفضوحًا في استهدافه للمنطقة، وكذلك حجم الدماء التي تلطخت أيديهما بها، سواء في لبنان أو سورياquot; على حد زعمه.

أسطوانة العمالة
عاد التقرير إلى أسطوانة quot;المشروع الصهيوأميركيquot;، إذ تحدث عما أسماه العجز، الذي قال إنه بات quot;واضحًا لدى أدوات المشروع الأميركي - الصهيوني، يدفع بها إلى الاقتصار على تقديم التمنيات بالنجاح في مخططاتها، حيث لا يستطيع الجربا أن يقدم إلى جعجع أكثر من ذلك، بفعل الهزائم المتلاحقة التي تتعرّض لها المجموعات الإرهابية المسلحة التي يرعاها في سوريا على يد الجيش العربي السوري، فيما لا يستطيع جعجع أن يقدم الكثير بفعل وقوف القوى الوطنية اللبنانية في وجه أحلامه في الوصول إلى سدة الرئاسة اللبنانيةquot;.

ويرى معارضون أن النظام السوري يكثف هجومه على الجربا، بعد زيارة قام بها رئيس الائتلاف إلى المملكة العربية السعودية، والتي اعتبرها مراقبون أكثر من ناجحة، وأنها شهدت اهتمامًا غير عادي بوفد الائتلاف وبشخص الجربا بشكل يعكس حرص المملكة على الملف السوري، ودعمها للشعب الذي يصمد منذ أكثر من ثلاث سنوات لينال حريته.

عطوان: تغيرت معطيات الميدان
وكان موقع quot;الرأي اليومquot;، الذي يرأس تحريره الكاتب عبد الباري عطوان، شنّ هجومًا مماثلًا أمس على رئيس الائتلاف الوطني وعلى الرياض quot;لمحاولة حشد هذه الدول خلف المعارضة السورية المسلحة ودعمها بأسلحة حديثة، خاصة تلك المتعلقة بالصواريخ المضادة للطيران، وحثها على تطبيق قرارات قمة الدوحة العربية بإعطاء مقعد سورياquot; الشاغر في الجامعة العربية إلى الائتلاف.

وتوقع أنه quot;من المؤكد أن السيد الجربا سيجد ترحيبًا من مضيفيه الخليجيين، خاصة في الرياض والدوحة، ولكن من غير المتوقع أن يجد استعدادًا لتلبية طلباته التسليحية والدبلوماسية (مقعد سوريا في الجامعة) في ظل المتغيرات العربية والدولية، والتي قال عنها إنها متسارعة هذه الأيام، لمصلحة النظام السوري، وخاصة في ميادين المواجهات الدامية على الأرض، وهو ما تثبت نقيضه التطورات الميدانية، خصوصًا في الجبهتين الجنوبية والشماليةquot;.