تؤكد مؤشرات قوية لعمليات فرز أصوات الناخبين العراقيين والتي ستعلن نتيجتها خلال الساعات المقبلة، فوزًا كبيرًا لائتلاف المالكي حيث حصد مقاعد برلمانية تتفوق بحوالي الستين عن أقرب منافسيه... فيما اعتبر مرشح برلماني في حديث مع "إيلاف" ظهور التيار المدني الديمقراطي وحصوله على مقاعد برلمانية من ابرز ما افرزه الاقتراع.
لندن: أبلغ مصدر ينتمي إلى احدى الكتل السياسية العراقية ويتابع عمليات العد والفرز "إيلاف" أن نوري المالكي حاز على مقاعد في مجلس النواب الجديد يتراوح عددها بين 94 و96 مقعدًا من بين مجموع مقاعد المجلس البالغة 328 ثم حل بعده ائتلاف المواطن للمجلس الاعلى الاسلامي العراقي بزعامة عمار الحكيم بحصوله على 34 مقعداً ثم التيار الصدري ثالثاً بنيله 31 مقعدًا.. فيما جاء ائتلاف متحدون بزعامة رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي رابعًا بحصوله على 32 مقعدًا ثم القائمة الوطنية العراقية بزعامة رئيس الوزراء الاسبق أياد علاوي بنيلها 21 مقعدًا.
وأضاف أن ائتلاف العربية بزعامة نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات صالح المطلك حصل على 12 مقعدًا وحزب الفضيلة الاسلامية على 7 مقاعد وتيار الاصلاح بزعامة رئيس التحالف الشيعي ابراهيم الجعفري على 6 مقاعد، وبعده التحالف المدني الديمقراطي حيث نال 5 مقاعد. وأوضح أن ائتلافات صغيرة أخرى حصلت على 32 مقعدًا من بينها ائتلافات : العراق والدولة العادلة والبديل وقائمة الكفاءات والتحالف الكردستاني في بعض المحافظات.
أما بالنسبة للنتائج الانتخابية للقوى الكردية فقد أشار إلى حصول الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني على 21 مقعدًا وبعده حركة كوران بنيلها 17 مقعدًا ثم الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني بنيله 9 مقاعد، بينما حصل الحزب الاسلامي الكردستاني وقوائم كردية صغيرة أخرى على 8 مقاعد.
&ومن المنتظر أن تعلن المفوضية العليا للانتخابات العراقية النتائج الرسمية للانتخابات البرلمانية التي جرت في 30 من الشهر الماضي مساء اليوم الاحد او صباح غد الاثنين. واستعدادًا لذلك، فقد بدأت قوات أمنية مدعومة بفرق لمكافحة الشغب عملية انتشار واسعة في بغداد تحسباً لاحتجاجات شعبية على خسارة كتل أو احتفالات بفوز أخرى في الانتخابات.
مرشح: ظهور التيار المدني أبرز ما أفرزته الانتخابات
"إيلاف" سألت المرشح البرلماني عن التحالف المدني الديمقراطي عماد الخفاجي عمّا تعنيه هذه الارقام والمقاعد البرلمانية التي حصلت عليها الكتل والائتلافات العراقية فقال إنها تؤكد أن المالكي ما زال يمتلك القدرة بهذه المقاعد على التفاوض مع الآخرين لنيل ولاية ثالثة في رئاسة الحكومة، وحتى إن كان هناك بديل له فسيكون من ائتلافه دولة القانون الا اذا تقدمت فصائل من التحالف الشيعي مثل التيار الصدري والمجلس الاعلى بقيادة الحكيم لتشكيل تحالف واسع مع القوى السنية، وهو ما سيؤدي إلى أنّ تأخذ التشكيلة الوزارية الجديدة وقتًا طويلاً لاعلانها.
وأضاف الخفاجي أنه إضافة لهذا العدد الكبير من المقاعد التي حصل عليها المالكي، فإن هناك قوائم صغيرة شكلها هو ستتحالف معه.. ولكن التحالف المدني الديمقراطي ليس من بينها لأنه رفع شعار المعارضة وسيكون فيها خلال المرحلة المقبلة.
وأوضح أن من بين الكتل التي يمكن أن تنضم إلى تحالف المالكي ائتلاف العراق برغم أنه مشكل من تكنوقراط ورجال اعمال لكن مصالح هؤلاء الاقتصادية تحتم ابقاء علاقاتهم مع المالكي.. إضافة إلى قوى اخرى منها البديل الديمقراطي ودولة العدالة.
واستبعد اقدام الحكيم على الانشقاق عن التحالف الشيعي والائتلاف مع قوى سنية، لكنه أشار إلى أنّ التيار الصدري يمكن أن يفعلها خاصة وأن زعيمه مقتدى الصدر وجه انتقادات قاسية للمالكي ووصفه بالدكتاتور. وفيما اذا كان يعتقد أن ايران ستسمح لقوى شيعية بترك التحالف الشيعي والانضمام إلى قوى سنية، أشار الخفاجي إلى أنّها لن تقبل بذلك انسجامًا مع مصالحها في العراق لكنها يمكن أن تقبل بديلاً للمالكي شرط أن يكون من التحالف الشيعي.
وعمّا اذا كان يرى أي تغيير قد حققته الانتخابات البرلمانية الاخيرة قال الخفاجي إن هناك نوعًا من التغيير قد حصل ومنه ظهور التيار المدني الديمقراطي للمرة الاولى حيث أنه ليس بالامر الهين أن ينال هذا التحالف الذي أعلن توجهات مخالفة لما هو معمول به في العملية السياسية منذ 11 عاماً في معارضة الطائفية وهيمنة السلطة على المؤسسات المستقلة وحكم الفرد وتجييش المجتمع ثم يحصل على مقاعد يتراوح عددها بين 4 و5، فهو انجاز جديد يشكل نواة المعارضة او الشرخ الاول والمعول الاول في جدار المحاصصة.
وأكد أن هذا التيار يدرك أن المسيرة طويلة وهو ينشط ضمنها منذ اربع سنوات في ساحات التظاهر بالمدن العراقية مناديًا بالتغيير.
وفيما اذا كان يعتقد أن الاوضاع السياسية خلال الاربع سنوات المقبلة، وحتى الاستحقاق الانتخابي الجديد عام 2018 ستبقى على ماهو عليه، أشار الخفاجي إلى أنّه يبدو أن المالكي بدأ يدرك أنه لابد له أن يخرج من سلبيات المرحلة السابقة حيث أن خطاباته الاخيرة تؤشر رغبة في تغيير مواقفه من الخصوم والادراك بأنه وحده لن يستطيع تحقيق شيء للعراق وأنه حتى القوائم الصغيرة لايمكن الاستهانة بها، وعليه محاورتها واشراكها في القرارات المهمة المتعلقة بمصير البلاد.
التعليقات