فيما توجه العراقيون صباح اليوم الاربعاء إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في انتخابات برلمانية، وسط آمال ضعيفة بأن تحقق لهم التغيير المطلوب لتحسين أوضاعهم السياسية والأمنية والخدمية، أكد المالكي أنه واثق من الفوز وتشكيل حكومة الاغلبية سريعاً بعد ظهور النتائج، وأشار إلى أنّ مشكلة الفلوجة ستحل سريعاً بمسارين عسكري وسياسي، وقال إنه واثق من الفوز في هذا الاقتراع الذي يجري للمرة الاولى من دون وجود أي جندي اميركي في العراق.
لندن: قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في تصريحات للصحافيين، تابعتها إيلاف، عقب ادلائه بصوته في الانتخابات النيابية بفندق الرشيد في المنطقة الخضراء ببغداد والمخصص لاقتراع كبار المسؤولين، مبكرًا صباح اليوم، إن التصويت هذا سيترتب عليه شكل مستقبل العراق وتحقيق ما يراد له عدم التحقق من قبل الارهاب ومعادي العملية السياسية الذين وضعوا عقبات وراهنوا على عدم اجراء الانتخابات لكنها تجري الآن ولا يوجد على ارض العراق أي جندي اميركي. وأشار إلى أنّ العراقيين يواجهون الارهاب ومصممون على الذهاب لمراكز الاقتراع للتصويت بكثافة لأن الانتخابات بالنسبة لهم حياة وأمل.
وأضاف أن الديمقراطية التوافقية في المفهوم المعمول به عند البعض اشد من المحاصصة، مشددًا على ضرورة اتجاه العراق الجديد نحو الاغلبية السياسية. وقال إنه عندما اتعبت الشراكة العملية السياسية والدولة ظهرت صيحات تتحدث عن الديمقراطية التوافقية.. مشيراً إلى أنّ quot;الديمقراطية التوافقية في المفهوم العمول به عند البعض هو أشد من خطر المحاصصةquot;.
وأضاف أنه quot;لابد من أن يتجه العراق الجديد باتجاه ابرز معالم الديمقراطية وهي الاغلبية السياسيةquot;، لافتاً إلى أن quot;الاغلبية السياسية ليست اغلبية قومية أو طائفية، وستنفتح على جميع المكونات التي اكدت استعدادها للاغلبيةquot;. وشدد المالكي على أنه quot;لا يمكن أن ننزلق بالاغلبية إلى استبعاد مكونquot;.
ودعا المالكي العراقيين إلى الاقتراع بكثافة لتوجيه صفعة إلى الارهاب، وإلى معوقي العملية السياسية، مشيرًا إلى أنّ القوات المسلحة شكلت ظاهرة مهمة من خلال تصويتها العالي الاثنين الذي وصل إلى نسبة 91 بالمئة، وبشكل لم يحدث سابقاً. وطالب المواطنين بحسن الاختيار من المرشحين الاكفاء القادرين على خدمتهم من اجل بناء الدولة القوية العصرية وترسيخ العملية السياسية.
وعبر المالكي عن الاسف لأن الحملة الانتخابية التي جرت على امتداد الشهر الحالي قد شهدت تدنيًا في مستواها من خلال عمليات التسقيط والاساءة والكذب، لكنه أشار إلى أنّه يجب أن يضع الجميع هذا وراء ظهورهم وبدء علاقات طيبة بين جميع القوائم والمرشحين.
وعن الحكومة المقبلة، أوضح المالكي أن شكلها سيتوقف على نتائج الانتخابات التي عبر عن الامل بأن تكون عاملاً في انقاذ العراق وبناء دولة متطورة والقيام بعملية تغيير.. وشدد على ضرورة أن تكون الحكومة الجديدة بعيدة عن المحاصصة وحكومة اغلبية سياسية.
وعن التحالفات السياسية المقبلة، اوضح المالكي أنه ليس لديه خط احمر للتحالف مع أي كتلة شرط الايمان بوحدة العراق والغاء المحاصصة والمليشيات ورفض الاجندات الخارجية والايمان بسيادة العراق واقامة علاقات جيدة مع جميع دول العالم. وأضاف أن الحكومة الجديدة ستتشكل سريعًا بعد ظهور نتائج الانتخابات الحالية.
ورداً على سؤال حول مشكلة مدينة الفلوجة بمحافظة الانبار الغربية التي يسيطر عليها مسلحو دولة العراق والشام الاسلامية quot;داعشquot;، أشار المالكي إلى أنّها ستحل قريبًا وعلى محورين: سياسي بعد أن بدأ الكثير ممن وقفوا ضد القوات المسلحة يتخلون عن هذا الموقف، وبدأوا ينحازون إلى هذه القوات.. والثاني: هو المسار العسكري من خلال استخدام القوة ضد مسلحي داعش.
العراق معزول عن العالم.. وبغداد عن أنحاء البلاد
وقد أغلقت الشركة العامة لموانئ العراق الموانئ امام السفن وحركة الملاحة حتى انتهاء عمليات الاقتراع، واوضح انمار الصافي مدير الاعلام والعلاقات في شركة الموانئ العراقية، ان جميع الموانئ اغلقت في الحركة الملاحية لكن مازالت الحركة مستمرة في داخل الموانئ ولا توجد عمليات مغادرة للبواخر أو دخول بواخر قادمة للعراق.
كما أعلنت سلطة الطيران المدني العراقي اغلاق جميع المطارات حتى مساء اليوم، حيث يمتلك العراق ستة مطارات مدنية منها مطار بغداد الدولي الذي يعد من أكبر المطارات العراقية، وهناك مطارات دولية أخرى في الموصل والبصرة والنجف وأربيل والسليمانية.
وبالتزامن مع ذلك تم اغلاق مداخل ومخارج العاصمة بغداد بالترافق مع حظر شامل على سير المركبات واتخاذ احترازات امنية بمشاركة الطيران على حدود المناطق الغربية من البلاد المحاذية لمحافظات الفرات الاوسط. وقد خلت شوارع العاصمة من المركبات بكافة انواعها منذ الليلة الماضية، فيما شهدت اسواق العاصمة اقبالاً من قبل المواطنين على شراء المواد الغذائية استعداداً لحظر التجوال.
750 الف عسكري يحمون الانتخابات
وأعلن قائد عمليات بغداد الفريق الركن عبد الامير الشمري عن تأمين قواته للمراكز الانتخابية المنتشرة بالعاصمة بثلاثة اطواق امنية، فيما تم تخصيص 750 الف عسكري مدعومين بالطيران لحماية مراكز الاقتراع ومحطاتها المنتشرة في عموم البلاد، والبالغ عددها 48 الفاً و852 محطة.
ومن جهتها، حذرت المفوضية العليا للانتخابات بأنها سوف لن تتهاون مع أي شخص أو جهة تحاول عرقلة أو تعطيل عملية الاقتراع بشكل أو بآخر مؤكدة إنها ستتخذ اشد الاجراءات تجاه من يثبت قانوناً قيامه بتعطيل أي جهاز من أجهزة التحقق الالكتروني أو محاولة العبث بهِ من موظفي الاقتراع.
12% نسبة مشاركة عراقيي الخارج في التصويت
اما بالنسبة لانتخابات الخارج العراقي التي جرت في 20 دولة، فقد اعلنت مفوضية الانتخابات عن مشاركة 165 ألفاً و532 ناخباً من بين 875 الفًا يحق لهم الانتخاب، حيث شكلت نسبة المشاركة 12 بالمئة من مجموع الناخبين الذين يحق لهم التصويت.
وقال رئيس مجلس المفوضين في مفوضية الانتخابات سربست مصطفى رشيد في بيان الليلة الماضية إن quot;اعداد الناخبين المصوتين في 20 دولة، اجرت فيها مفوضية الانتخابات انتخاب عراقيي الخارج لاختيار ممثليهم في مجلس النواب العراقي لعام 2014، بلغت 165،532 ناخباًquot;.
وأضاف أن quot;عدد استمارات الشكاوى بلغ 129 استمارة، فيما بلغ عدد وكلاء الكيانات السياسية 1432، وعدد المراقبين المعتمدين 374 ، وعدد الاعلاميين المعتمدين 394، وقد جرت انتخابات عراقيي الخارج يومي السبت والاحد الماضيين في 20 دولة هي: اميركا بريطانيا والمانيا والسويد وهولندا وكندا واستراليا والدنمارك وتركيا وايران والاردن والامارات ولبنان ومصر النمسا اسبانيا وفرنسا والنروج ونيوزلندا وفنلندا.
لا نتائج بعد للتصويت الخاص
وقد نفى رئيس الادارة الانتخابية في مفوضية الانتخابات مقداد الشريفي ما تناولته بعض وسائل الاعلام حول ظهور بعض النتائج الاولية لعملية التصويت الخاص لانتخابات مجلس النواب.
وقال الشريفي في تصريح صحافي إن أي نتائج تعرضها بعض وسائل الاعلام لم تصدر من المفوضية، وهي ليست دقيقة quot;، مضيفًا أن المفوضية لم تجرِ عملية الفرز والعد لأوراق اقتراع التصويت الخاص لانتخاب مجلس النواب العراقي التي جرت الاثنين الماضي. واوضح أن المفوضية ستجري عملية الفرز والعد بعد انتهاء عملية الاقتراع العام مساء اليوم.
وأضاف أن المفوضية ستجري عملية العد والفرز للتصويت الخاص لاحقاً مع عملية العد والفرز للتصويت العام، مشدداً على أن مجلس المفوضين هو المخول حصراً بإعلان النتائج استناداً إلى قانون المفوضية رقم11 لسنة 2007 المعدل. ودعت المفوضية جميع وكلاء الكيانات السياسية والمراقبين بضرورة التقيد بتعليمات وإجراءات المفوضية للحفاظ على نزاهة وشفافية العملية الانتخابية.
وشمل التصويت الخاص عناصر القوات الامنية والمهجرين ونزلاء المستشفيات والعاملين فيها، إضافة إلى المعتقلين.
يذكر أن عدد المرشحين في انتخابات اليوم والذين سيتنافسون على مقاعد مجلس النواب البالغة 328 مقعدًا يبلغ 9 الاف و 32 مرشحاً هم : 2607نساء و 6425 رجلاً، مع وجود كيان نسائي يضم 14 امرأة تم ترشيحهن عن محافظتي بغداد والبصرة.
أما مجموع الناخبين المسجلين في التصويت العام فقد بلغ 20 مليونًا و437 الفًا و 712 ناخبًا، بينما يبلغ مجموع الناخبين المسجلين في التصويت الخاص لعناصر القوات الامنية مليونًا و23 الف ناخب، بالإضافة إلى 26 الفًا و350 ناخبًا من النازحين والمهجرين في مختلف محافظات البلاد.
وقد بلغ عدد مراكز الاقتراع العام 8 آلاف و75 مركز اقتراع، وعدد محطات الاقتراع 48 الفًا و852 محطة، فيما بلغ عدد مراكز الاقتراع الخاص 532 مركزاً، بواقع 2662 محطة اقتراع.
كما وصل عدد وكلاء الكيانات السياسية المسجلين إلى اكثر من 100 الف وكيل كيان سياسي، بالإضافة إلى 1249 مراقبًا دوليًا سجلوا، فيما بلغ عدد المراقبين المحليين 37 الفاً و509 مراقبين.. وعدد الاعلاميين الاجانب المسجلين 278 اعلامياً، بالإضافة إلى 1915 اعلاميًا محليًا.
التعليقات