قبيل ساعات من انطلاق الإنتخابات النيابية العامة في العراق صباح غد، دعا رئيس الوزراء مواطنيه إلى مشاركة واسعة فيها للرد على ماوصفهم بالإرهابيين والطائفيين والقوى الخارجية، فيما يتم عزل العراق عن العالم وإغلاق منافذ بغداد الليلة تمهيدًا لتوجه 21 مليون عراقي إلى صناديق الاقتراع بحماية 750 الف عسكري.

لندن:قال المالكي في كلمة متلفزة إلى العراقيين اليوم قبيل ساعات من بدء الاقتراع العام لاختيار قيادة عراقية جديدة قائلاً quot;أخاطبكم في هذا الوقت الحساس، من تاريخ عراقنا العزيز. إنكم الآن على وشك أن تكتبوا بأياديكم الكريمة، وطبقًا لاختياركم الواعي صفحة جديدة تضاف إلى تاريخ هذا البلد العظيم. إنها دون شك ستكون صفحة مشرقة مفعمة بالشجاعة والتحدي مرصعة بأمجاد هذا الشعب العظيمquot;.
واشار إلى انه بعد ساعات قليلة quot;نحن على موعد مع استحقاق وطني كبير، ألا وهو الإنتخابات التشريعية العامة، وأتوجه بهذه المناسبة إلى جميع المواطنين الكرام بالحضور المكثف عند صناديق الإنتخابات، ان حضوركم الفاعل وإصراركم على ممارسة حقكم الشرعي والوطني والتاريخي يمثل الرد الحقيقي على الارهابيين والطائفيين ومن يقف خلفهم من قوى خارجية لا تريد لشعبنا وبلدنا الخير والاستقرارquot;.
وقال إن ممارسة هذا الحق يعد انعكاسًا حقيقيًا لشعور المواطن بالمسؤولية ودوره في الإصلاح والمراقبة والنقد والتسديد، مضيفًا بالقول quot;أتوجه إلى الأجهزة الأمنية وقواتنا الباسلة بضرورة المحافظة على أمن الناخبين وتمكينهم من الوصول إلى صناديق الاقتراع بأمن وسلامquot;. ودعا المفوضية العليا للانتخابات إلى بذل قصارى جهدها لتذليل جميع الصعوبات، وما يمكن ان يعترض طريقهم للإدلاء بأصواتهم بملء إرادتهم ودون عناء وإجراء انتخابات سلسة شفافة نفتخر بها جميعاً.. وطالب جميع الأجهزة الحكومية للتعاون مع المفوضية لتسهيل مهمتها وأداء واجبها. وقال في الختام quot;إنني على ثقة أكيدة بأن حضوركم المكثف يوم غد سيسجل ملحمة جديدة يقف العالم إجلالاً لها، وانها ستكون الجواب الطبيعي لكل المشككين والمثبطين ويلقمهم حجراquot;.
وقد حشدت القوات المسلحة العراقية 750 الف عسكري لحماية الناخبين ومحطات الاقتراع في عموم البلاد البالغ عددها 48 الفًا و852 محطة .
وتأتي كلمة المالكي قبيل ساعات من فرض حظر للتجوال سيبدأ اعتباراً من الساعة العاشرة من مساء اليوم ولغاية انتهاء عملية الاقتراع ونقل الصناديق إلى مراكز العد والفرز يوم الخميس المقبل .
كما سيتم إغلاق العاصمة بغداد ومنع دخول وخروج المواطنين، فضلاً عن نشر مئات الآلاف من قوات الأمن والجيش حول المراكز الانتخابية والمناطق السكنية والأسواق المختلفة وعلى الطرق الرئيسة في البلاد يبلغ عددها 750 الف عسكري . واضافة إلى ذلك، فإن المطارات الدولية والمحلية ستغلق اعتباراً من منتصف هذه الليلة ويمنع هبوط أو اقلاع الطائرات من وإلى العراق فضلاً عن المنافذ البرية للبلاد مع دول الجوار الست.
واليوم وفي سابقة هي الاولى من نوعها التي يتخذ فيها مرجع شيعي كبير موقفًا سياسيًا واضحًا من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، عشية انتخابات حاسمة تشهدها البلاد غدًا وبشكل سيكون لهذا الموقف تأثير كبير على حجم التصويت له، حيث حرم الشيخ بشير النجيفي انتخابه مقدمًا مبررات عدة لهذا الموقف ومعددًا أخطاءه، الأمر الذي أثار حفيظة القادة المقربين من رئيس الوزراء الذين انبروا لمهاجمته ممادفع مرجعية السيستاني إلى الوقوف إلى جانبه، رافضة مهاجمته.
توقف الحملة الدعائية
وقد توقفت الحملة الدعائية للانتخابات العراقية البرلمانية فجر اليوم، ودخلت البلاد حال الصمت الانتخابي بانتظار يوم الحسم غدًا بانطلاق عمليات الاقتراع العام، فيما تغلق مطارات البلاد الليلة ومعها يتم اغلاق مداخل العاصمة بغداد ومخارجها ويبدأ حظر تجوال على المركبات. فقد أوقفت الكيانات السياسية ومرشحوها حملاتهم الانتخابية الدعائية التي بدأت في الاول من الشهر الحالي، وشهدت جولات للمرشحين وتجمعات ومهرجانات للكتل المتنافسة عمت انحاء البلاد، حيث قدمت برامجها الانتخابية إلى المواطنين الذين دعتهم لمؤازرتها والتصويت لها. وقام الكثير من المرشحين بتقديم الهدايا النقدية والعينية إلى الناخبين لاغرائهم بالتصويت لهم وسط تبادل للاتهامات بين القوائم المتنافسة، وحيث اتخذت الحملة طابعًا طائفيًا واضحاً، كما شهدت اغتيال مرشحين وتفجير مراكز انتخابية.
وأمس انتهت انتخابات عراقيي الخارج في 20 دولة، والتي استمرت يومين، وكذلك الاقتراع الخاص لمنتسبي القوات المسلحة والمهجرين والمعتقلين ونزلاء المستشفيات.
وقال رئيس المفوضية العليا للانتخابات سربست مصطفى إن نسبة المشاركة في التصويت الخاص قد بلغت 91 بالمئة، فيما وصلت نسبة مشاركة عراقيي الخارج 20 بالمئة.
يذكر أن عدد المرشحين في الإنتخابات النيابية المقبلة المقررة غداً الأربعاء، والذين سيتنافسون على مقاعد مجلس النواب البالغة 328 مقعدًا يبلغ 9 الاف و 32 مرشحاً هم : 2607نساء و 6425 رجلاً مع وجود كيان نسائي يضم 14 امرأة تم ترشيحهن عن محافظتي بغداد والبصرة . اما مجموع الناخبين المسجلين في التصويت العام فقد بلغ 20 مليونًا و437 الفًا و 712 ناخباً، بينما يبلغ مجموع الناخبين المسجلين في التصويت الخاص لعناصر القوات الامنية مليوناً و23 الف ناخب، بالاضافة إلى 26 الفًا و350 ناخباً من النازحين والمهجرين في مختلف محافظات البلاد .
وقد بلغ عدد مراكز الاقتراع العام 8 آلاف و75 مركز اقتراع وعدد محطات الاقتراع 48 الفاً و852 محطة، فيما بلغ عدد مراكز الاقتراع الخاص 532 مركزاً بواقع 2662 محطة اقتراع . كما وصلعدد وكلاء الكيانات السياسية المسجلين إلى اكثر من 100 الف وكيل كيان سياسي، بالاضافة إلى 1249 مراقبًا دوليًا سجلوا، فيما بلغ عدد المراقبين المحليين 37 الفاً و509 مراقبين .. وعدد الاعلاميين الاجانب المسجلين 278 اعلاميًا بالاضافة إلى 1915 اعلاميًا محليًا.