دعا المجمع الفقهي لكبار العلماء السنة في العراق إلى المشاركة في الانتخابات البرلمانية المنتظرة الاربعاء المقبل بهدف وقف عمليات القتل والتهجير وquot;تقليل مفسدة الحاكمquot; ومنع المالكي من ولاية ثالثة... فيما انطلقت دعوات لقصف سد الفلوجة وإقالة وزير الدفاع بسبب عدم القدرة على السيطرة على مياه الفيضانات التي تهدد العاصمة بغداد.


لندن: شدد المجمع الفقهي الذي يتخذ من جامع ابي حنيفة النعمان في منطقة الاعظمية السنية في بغداد الخميس على ضرورة المشاركة الفاعلة في الانتخابات والتصويت لاصحاب الغيرة الامناء على مصلحة العراق.

وقال كبير علماء المجمع الفقهي الشيخ احمد حسن الطه في بيان صحافي حصلت quot;أيلافquot; على نصه ان الشعوب الكريمة التي تنشد العيش بحرية وكرامة لا يمكن ان ترضى بالبقاء على هامش التأثير ولا ان يستولي عليها اليأس في وقت المحن.

وقال إن quot;ما وصل اليه العراق من فساد تحدث به الخاص والعام سببه الاحتلال والسلطة التي خلفته وهو من اخطر انواع المنكر الذي يجب تغييره وتطهير المجتمع منه فهو واجب تحتّمه كل الشرائع والقوانينquot;. وأشار إلى أنّه من الوسائل المتاحة الان هي الانتخابات التي يحرص على استغلالها المفسد ويحاول البقاء بالترشح ثانية وثالثة كما يحرص غيره على الترشيح بنية الاصلاح والتغيير.

وقال إنه لا يخفى على أحد ان العملية السياسية يشوبها الكثير من الخلل والمفاسد وعليها الكثير من الملاحظات الا انه لا ينبغي تركها إلى لمن لا أخلاق له ولا امانة. وأضاف ان العزوف عن اختيار الافضل من المخلصين لقضيتهم هو إقرار ببقاء الظلم والفساد... فالانبار اليوم وديإلى وشمال بابل وحزام بغداد تعيش حالة حرب دفاعية نتيجة عناد السلطة واستكبارها وعدم اكتراثها للدماء التي تسفك وذلك نتيجة تسلط الكتلة الحاكمة المستبدة التي لا تسمع حتى من شركائها المقربين.

وخاطب المجمع الفقهي أبناء المكون السني قائلا quot;ان الانتخابات هي احدى الوسائل المتاحة للتغيير فاختاروا أصحاب الغيرة والامانة والمخلصين لبلادهم واياكم ممن همهم المناصب الذين اثروا بالسحت وركنوا إلى الظالمين ووقفوا ضد المظلومين ولا تثقوا بوعودهم فتكونوا شهداء زور واعوانا على فساد البلاد وشقاء العباد.

وأشار إلى أنّ جهات حكومية وجهات حزبية تستغل ضعف مشاركة السنة وأهل الجماعة في العملية الانتخابية ومن ثم تدعي ان نسبة أهل السنة في العراق هي مجموع ما أحرزوا من الاصوات والمقاعد البرلمانية. واوضح انه لذلك تحاول هذه الاطراف زعزعة الامن في محافظاتنا المباركة وإثارة الفتن فيها بالتفجير والقتل والاعتقال والتهجير لكي يصدوا الناس عن المشاركة في هذه العملية.

وشدد المجمع الفقهي على أنّ الانتخابات هي إحدى الوسائل للتغيير ولا تتعارض مع وسائل اخرى يحافظ فيها المسلم على دينه وعرضه. وأشار إلى أنّه إذ يحث على المشاركة في الانتخابات الا انه لايعتقد انها ستغير الشر كله وتزيله وتأتي بالخير كله وتمكن له وانما هو تقليل المفسدة والحد منها وتركها قد يحدث ضررا اكبر وأعم والقاعدة الشرعية تقول الميسور لا يسقط بالمعسور.

وكان مجلس علماء العراق وهو أعلى هيئة شرعية لفقهاء السنة قد دعا مطلع الاسبوع الحالي ناخبي المكون إلى اختيار المرشح الذي ينطبق برنامجه الانتخابي quot;مع مشروع الاقليم لخلاص أهل السنة في العراق من الظلم والتهميش والتمييز الطائفيquot;... وحذر من انتخاب من وقف في صف الظالم واشتهر بالفسادquot;.

وطالب المجلس الذي يترأسه الشيخ عبدالعزيز العاني عقب اجتماع لأمانته العامة وفروعه في المحافظات العراقية أهل السنة إلى النفير العام quot;لنصرة المظلومين واحداث التغيير من خلال المشاركة الفعالة في الانتخابات لإثبات هويتهم ووجودهم وتحصيل حقوقهم.

دعوة لقصف سد الفلوجة وإقالة وزير الدفاع

هذا ودعت الحكومة المحلية للعاصمة العراقية إلى قصف البوابات المغلقة في سد الفلوجة بواسطة المروحيات لانقاذ بغداد من الغرق وتوقعت وصول هذه المياه إلى منطقة الشعلة شمال غرب بغداد.

وقال عضو مجلس الحكومة محمد الربيعي إن quot;مجلس محافظة بغداد اقترح أحد الحلول للتخلص من غرق بغدادquot;، مبينا أن هذا الحل quot;يتضمن قصف البوابات المغلقة في سد الفلوجة بواسطة المروحيات لفتحه من جديدquot;، مشيرا إلى أنّ quot;الحكومة ما زالت عاجزة عن ايجاد حلول لهذه المشكلةquot;.

وأضاف الربيعي ان quot;المياه وصلت إلى اغلب مناطق ابو غريب من مناطق النصر والسلام والزيدان والرضوانية وقرية الذهبquot;، مبينا ان quot;هذه المناطق هي مناطق انتخابية ، فضلا عن كونها مناطق زراعية تضررت بفعل هذه الفيضاناتquot;.

وأشار الربيعي في تصريح نقلته وكالة quot;السومرية نيوزquot; الخميس إلى أنّ quot;مجلس المحافظة على استعداد لدعم الجهات المختصة بالميزانية كطوارئquot; متوقعا quot;وصول هذه المياه إلى منطقة الشعلة في بغداد ومن ثم ستكون منطقة الكاظمية ايضا في خطر الفيضان في حال عدم تدارك هذه المشكلة بأسرع وقت ممكنquot;.

ومن جهته طالب نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الخدمات صالح المطلك بإقالة وزير الدفاع وكالة سعدون الدليمي ومحافظ الانبار احمد خلف الدليمي بسبب ازمة الفيضانات وعدم السيطرة على سد الفلوجة داعيا إلى عقد جلسة برلمان وحكومة طارئة لايقاف هذه المعاناة.

وتساءل المطلك خلال مؤتمر صحافي في بغداد اليوم في مقر حركة الجبهة العراقية للحوار الوطني التي يتزعمها quot;هل يعقل ان جيشاً تعداده مليون لا يستطيع السيطرة على سد؟ فضلا عن عدم امتلاكه جهدا هندسيا يستطيع السيطرة على مجرى مياهquot;.

وطالب بعقد جلسة برلمان وحكومة طارئة لايقاف هذه المعاناة واقالة وزير الدفاع وكالة سعدون الدليمي وعدد من الضباط الذين تسببوا بهذه الازمة فضلا عن اقالة محافظ الانبار احمد خلف الدليمي ومساعدة النازحين.

وأكد أنّ تشكيل لجنة لهذا الغرض اصبح امرا ضروريا لافتًا إلى أن quot;الحرب التي شنت على الانبار اصبحت لعبة مكشوفة والمتضرر الوحيد هو المواطن الذي هجر وخسر مكانهquot;. وأشار إلى أن quot;ما يحصل في الانبار والعاصمة ومناطق حزام بغداد يدل على عدم وجود دولة وان هذه العمليات مقصودةquot;.

وقد ادى إغلاق أجزاء من سد الفلوجة إلى غرق مناطق جنوب المدينة بالكامل ما تسبب بإلحاق أضرار كبيرة بممتلكات المواطنين فضلا عن نزوحهم من تلك المناطق.

ومن جهتها أعلنت بعثة الامم المتحدة في العراق أنها على اهبة الاستعداد للتصدي للاحتياجات العاجلة لآلاف الأسر المتضررة جراء إغراق الأراضي في ابو غريب والفلوجة من قبل مسلحي تنظيم quot;داعشquot; مؤكدة أنها تتخذ الاجراءات المطلوبة لمنع وصول المياه إلى العاصمة بغداد.