انخرطت المراجع الشيعية الكبرى في العراق، بحمى التنافس الانتخابي للبرلمان الجديد للمرة الاولى، بين داعم ومحايد ورافض، الأمر الذي أشعل الشارع الشيعي في البلاد قبيل ساعات من انطلاق عملية الإقتراع العام في البلاد غدًا الأربعاء.



لندن: بعد ان اعلن المرجع الشيخ بشير النجيفي تحريمه انتخاب رئيس الوزراء نوري المالكي، ودعوته لاختيار مرشحي قائمة المواطن، الممثلة للمجلس الأعلى الاسلامي بزعامة عمار الحكيم، أكد المرجع الأعلى ألسيد علي السيستاني اليوم عدم دعمه للحكيم ووقوفه على مسافة واحدة من جميع المرشحين.
وقد أثارت فتوى المرجع الشيعي النجيفي بتحريم التصويت للمالكي، جدلًا واسعًا بين العراقيين دفع مقربين من المالكي إلى مهاجمته بعنف وصلت بالنائب خالد العطية القيادي في ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي إلى وصف النجفي بالمرجع الزائف . واضاف في تصريح صحافي ان quot;ادعياء المقامات الدينية الزائفة يبذلون محاولاتهم لتضليل الشعب العراقي .
واليوم نفى المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني توجيه بعض ممثليه بالترويج لكتلة المواطن بزعامة الحكيم وكتل اخرى باسم المرجعية quot;بحجة الوسطية والاعتدال السياسي وقضاء حوائج المؤمنينquot;، معربًا عن استنكاره لمن يدعي تمثيله ويروج لقائمة محددة.
وقال مكتب السيستاني في رد على سؤال من اتباعه بشأن بعض طلبة العلوم الدينية من المعممين الذين يدعون الرجوع إلى مقام المرجعية بالترويج لبعض الكتل السياسية مثل كتلة المواطن من خلال صلوات الجمعة والجماعة وفيما اذا كان هذا العمل يحظى برعاية وقبول المرجعية .. فقد اكد المكتب قائلا ان quot;هذا التصرف مدان ومستنكر جداquot;.
اما المرجع الشيعي الثالث الشيخ اسحاق الفياض فقد اكد وقوف المرجعية الدينية على مسافة واحدة من الجميع . وقال في بيان اليوم ان quot;المرجعية الدينية لاتدعم اي كتلة أو شخص من المرشحين وانها تقف على مسافة واحدة من الجميع ولا تدعم اي كتلة او مرشحquot; من دون ذكر اي اسم.
وشدد على أن تغيير الأوضاع quot;منوطة بحسن اختيار الشعبquot; ودعا إلى انتخاب quot;أمناء أكفاء مخلصين يؤثرون مصالح الشعب على المصالح الخاصة والفئوية والحزبية والعشائريةquot; مشددا على أن الإنتخابات quot;ضرورة وطنية لا ينبغي التفريط بهاquot;.
أما المرجع الرابع آية الله السيد محمد سعيد الحكيم فلم يعلن لحد الان عن اي رأي او موقف من المتنافسين في الإنتخابات لكنه يعرف عنه دعمه لعمار الحكيم حيث ينتمي الاثنان إلى آل الحكيم الذين عرفوا بتضحياتهم ضد النظام السابق.
وقد جاء انخراط المراجع الشيعية في العراق بقضية الإنتخابات ليزيد من حدة التنافس فيها ويدفع المواطنين إلى صناديق الاقتراع بشكل اوسع . وفي وقت سابق اليوم دعا المالكي العراقيين في كلمة متلفزة إلى مشاركة واسعة فيها للرد على ما قال انهم الارهابيين والطائفيين والقوى الخارجية. وطالب الأجهزة الأمنية بضرورة المحافظة على امن الناخبين وتمكينهم من الوصول إلى صناديق الاقتراع بأمن وسلامquot;. ودعا المفوضية العليا للانتخابات إلى بذل قصارى جهدها لتذليل جميع الصعوبات وما يمكن ان يعترض طريقهم للإدلاء بأصواتهم بملء إرادتهم ودون عناء وإجراء انتخابات سلسة شفافة.
يذكر ان المرجعية العليا للسيستاني دأبت على التأكيد خلال الاسابيع الاخيرة على حياديتها في الإنتخابات لكنها شددت على ضرورة التصويت للمرشح الصادق الامين الحريص على مصالح العراق بعيدا عن مصالحه السياسية والشخصية الضيقة. وفي خطبة الجمعة في 18 من الشهر الحالي حملت المرجعية الشيعية العليا الناخبين مسؤولية تحقيق التغيير في بلدهم واكدت انه ممكن من خلال اختيارهم الاصلح ليكون عضوا في الحكومة والبرلمان المقبلين وحذرت المرشحين من المتاجرة بالام 6 ملايين فقير ومحاولة شراء اصواتهم بأثمان بخسة.
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي معتمد المرجع الشيعي الاعلى السيستاني مخاطبا الناخبين العراقيين قائلا quot; ان التغيير مسؤوليتكم وهو بمتناول ايديكم وكيفما ستنتخبون ومن تختارون سيكون شكل الحكومة والبرلمان الجديدين وحيث ان مدى صلاحهما مبني على اختياركمquot;. واضاف quot;ان اختياركم للصالحين سيؤدي إلى اصلاح الاوضاع العراقية لكن اختياركم للطالحين سيبقي الاوضاع والازمات التي تعانون منها على حالهاquot;. وشدد بالقول quot;ان مستقبل البلاد والاجيال المقبلة هو بأيديكم والان وهذه المسؤولية يجب ان تتحملوها من خلال حسن اختياركم للمرشح الافضل الكفوء والمخلص والمستعد للتضحية من اجل بلده وابنائهquot;.
يذكر ان عدد المرشحين في الإنتخابات النيابية المقبلة المقررة غدا الاربعاء والذين سيتنافسون على مقاعد مجلس النواب البالغة 328 مقعدا يبلغ 9 الاف و 32 مرشحا هم : 2607 امرأة و 6425 رجلا مع وجود كيان نسائي يضم 14 امرأة تم ترشيحهن عن محافظتي بغداد والبصرة . اما مجموع الناخبين المسجلين في التصويت العام فقد بلغ 20 مليونا و437 الفا و 712 ناخبا بينما يبلغ مجموع الناخبين المسجلين في التصويت الخاص لعناصر القوات الامنية مليونا و23 الف ناخب بالاضافة إلى 26 الفا و350 ناخبا من النازحين والمهجرين في مختلف محافظات البلاد .
وقد بلغ عدد مراكز الاقتراع العام 8 الاف و75 مركزا اقتراع وعدد محطات القتراع 48 الفا و852 محطة فيما بلغ عدد مراكز الاقتراع الخاص 532 مركزا بواقع 2662 محطة اقتراع . كما وصل
عدد وكلاء الكيانات السياسية المسجلين إلى اكثر من 100 الف وكيل كيان سياسي بالاضافة إلى 1249 مراقبا دوليا سجلوا فيما بلغ عدد المراقبين المحليين 37 الفا و509 مراقبا، وعدد الاعلاميين الاجانب المسجلين 278 اعلاميا بالاضافة إلى 1915 اعلاميا محليا.