سبّب تقدّم داعش في العراق، وسيطرتها على مدن عديدة، حالة من الغضب لدى المحاربين الأميركيين القدامى، حيث اعتبروا أن جهودهم ذهبت سدى ولم تثمر عن دولة حرة ومستقرة.


واشنطن: يراقب المحاربون الأميركيون القدامى في العراق بمرارة تصاعد النزعة الجهادية في البلاد ويعربون عن غضبهم لأن جهودهم ذهبت هدراً بسبب طائفية القادة العراقيين وقرار باراك اوباما سحب القوات في نهاية 2011.

أخطاء من الحكومتين
وكان استيلاء مقاتلي تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" على الفلوجة، رمز الالتزام الاميركي في العراق، اول انتكاسة. واليوم بعد أن سيطر المتمردون السنة على مناطق واسعة في شمال وشرق العراق قال جون ناغل إنه يشعر بـ"الغضب والحزن والمرارة".
وتابع الضابط السابق المتخصص في عمليات مكافحة انشطة التمرد، "قتل عدد لا يستهان به من اصدقائي ومن العراقيين لتكون للعراق فرصة بأن يصبح دولة حرة ومستقرة متعددة الاثنيات".
واضاف أن "الحكومتين العراقية والاميركية ارتكبتا اخطاء فادحة كان يمكن تفاديها وافسدتا كل هذه التضحيات".
وهو رأي يؤيده بول هيوز الكولونيل السابق في العراق الذي اصبح يعمل في المعهد الاميركي للسلام. وقال: "لا يريد أي جندي أن ينظر الى الوراء ليتذكر التضحيات التي تم تقديمها، وأن يلاحظ بأنها لم تفض الى شيء".

خيبة أمل
وتبين في دراسة اجريت في نيسان (ابريل) لصحيفة واشنطن بوست أن 50 بالمئة من المحاربين القدامى يرون أن الحرب في العراق لم تكن تستحق شنها. لكن 87 بالمئة يقولون إنهم فخورون للمشاركة فيها.
ولاحظ المسؤولون في وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) يأس المحاربين القدامى في العراق حيال تصاعد النزعة الجهادية.
وقال الجنرال مارتن ديمبسي اكبر ضابط اميركي على حسابه على فيسبوك، "كالعديد منكم أصبت بخيبة أمل لسرعة تدهور الوضع في العراق وتفكك عدة وحدات عراقية". واضاف: "لكنني فخور بما انجزناه. قدمنا للشعب العراقي فرصة فريدة لمستقبل افضل. لا شيء سيؤثر على هذا الانجاز".
ويعتبر وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل الذي كان ينتقد السياسة الاميركية في العراق أن الولايات المتحدة "قامت بكل ما في وسعها لمساعدة العراقيين" بعد اطاحة صدام حسين.

قرار سيئ
لكن العديد يشككون في صحة قرار الرئيس باراك اوباما سحب القوات من البلاد في نهاية 2011 بعد رفض القادة العراقيين منحهم الحماية القانونية التي يطالبون بها.
والابقاء على بضعة آلاف من الرجال في العراق كان سيسمح بالتمتع بنفوذ اكبر على الحكومة الشيعية التي يتزعمها نوري المالكي كما قال ناغل.&
وقرار الرئيس باراك اوباما اليوم ارسال 300 مستشار عسكري ليس في رأيه سوى "الاعتراف الاوضح &بأننا كنّا على خطأ وبأن سياستنا فشلت".
&
السياسة الطائفية
واضاف أن السياسة الطائفية التي انتهجها نوري المالكي لعبت "دوراً كبيراً" في الوضع الحالي.
والمالكي الذي وصل الى السلطة في 2006 متهم باعتماد سياسة طائفية همشت الاقلية السنية وابعدت ايضًا شركاءَه الاكراد والشيعة ومهدت الطريق لهجوم الجهاديين.
ويرى بول هيوز ايضًا أن "حكومة المالكي مسؤولة عن هجوم تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام التي همشت وابعدت السنة".
ولا يرى الكولونيل هيوز كيف يمكن لواشنطن التصرف الآن. وقال: "الهدف السياسي لأي عمل عسكري ليس واضحًا".
وقال الميجور اندرو رور على فيسبوك إن الحرب في العراق "مشكلة عراقية ما كنا سنتمكن من تسويتها ولا في 100 سنة".
وترفض جمعية المحاربين القدامى في العراق ضد الحرب أي تورط اميركي جديد في هذا البلد. وقالت في بيان إن "البعض منا الذين ذهبوا الى العراق يعرف جيدًا أن الحلول العسكرية الاميركية في هذا البلد لا تصب في مصلحة العراقيين".
وقال جون ناغل الخبير في مكافحة التمرد إنه "لا يعرف ما إذا يمكن عكس الاوضاع لأن الامور اخذت منحى الى الأسوأ".
&