ذكرت تقارير صحافية الاثنين أنّ الافراج عن التونسيين المختطفين في ليبيا، قد تم بموجب صفقة مع الميليشيا التي خطفتهما. وذلك رغم نفي السلطات تلك المزاعم.


إسماعيل دبارة من تونس: أسال الافراج عن الدبلوماسيين التونسيين المختطفين في ليبيا اللذين وصلا الى الوطن فجر الاثنين سالميْن، الكثير من الحبر.

وتحدثت تقارير اخبارية عن "صفقة" سبقت اعلان الافراج، سلمت بموجبها تونس "ارهابيين" ليبيين كانا اعتقلا سابقا في تونس، أو وعدت بتسليمهما في وقت لاحق.

ارهابيان ليبيان

وقال موقع (حقائق اون لاين) الاخباري ان "الدبلوماسيين التونسيين المختطفين في ليبيا من قبل جماعات ارهابية ليبية قد اطلق سراحهما في اطار صفقة مع جماعة ارهابية".

وقال الموقع الالكتروني إن اطلاق سراح الدبلوماسيين التونسيين "تم في اطار صفقة تبادل تم بمقتضاها اطلاق سراح ارهابيين ليبيين تورطا في عمليات قتل في عملية الروحية الارهابية التي وقعت في اواسط سنة 2011".

وتم خطف الدبلوماسيين التونسيين في ليبيا وهما العروسي القنطاسي ومحمد بن الشيخ في 20 مارس/ آذار الماضي على أيدي مسلحين طالبوا بإطلاق سراح سجناء ليبيين مورطين في الارهاب، ويقبعون في السجون التونسية.

وتقول المصادر ذاتها التي تحدثت لـ(حقائق أون لاين) إن الليبيين الارهابيين اللذين سيقع اطلاق سراحهما هما كل من حافظ الضبع، المكنى بـ"أبي أيوب"، وعماد اللواج بدر، المكني بـ"أبي جعفر الليبي"، وهما يقضيان حكما بالسجن لمدة 20 سنة لكل منهما، بعد أن اعتقلتهما قوات الأمن التونسي خلال عملية إرهابية سابقة جرت في منطقة "الروحية".

وقد وجّهت للعنصرين الليبيين تهما تتعلق بـ"القتل مع سابق الإصرار، والتآمر على أمن الدولة، وتشكيل عصابة، والاحتجاز، واجتياز الحدود، وإدخال أسلحة بطريقة غير شرعية".

نفي رسمي للصفقة

وزير الخارجية التونسي، منجي حامدي نفى وجود تبادل للموقوفين في هذه العملية، ونفى كذلك علمه بوعود بالإفراج عن ليبيين موقوفين في تونس مقابل إطلاق سراح الدبلوماسيين التونسيين المختطفين.

وأضاف حامدي، خلال ندوة صحافية انعقدت في مقر وزارة الخارجية وحضرها رئيس الحكومة الموقتة، مهدي جمعة، والوزير المعتمد لدى وزير الداخلية المكلف بالأمن، رضا صفر، أن عملية تسليم المختطفين تمت "بسلاسة وبطريقة حضارية" مع الجهة الخاطفة، التي قال بشأنها "نحن لا نعرفها وليس لدينا معها أي اتصال بل اقتصر اتصالنا على الجهات الرسمية في ليبيا".

وبين أن تمشي الحكومة التونسية في هذه القضية كان في إطار الحفاظ على هيبة الدولة وسيادتها وعدم التفاوض تحت الضغط والابتزاز والمقايضة وكذلك في إطار الحرص على الحفاظ على سلامة المختطفين.

تعاون رسمي

وقال وزير الخارجية إن الفضل في إطلاق سراح القنطاسي وبالشيخ يعود بالأساس للمجهودات التي قامت بها السلطات التونسية بالتعاون مع نظيرتها الليبية، متوجها بالشكر لخلية الأزمة التي تشكلت صلب وزارة الخارجية لمتابعة هذه القضية، والتي شاركت فيها رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة ووزارات العدل والداخلية والدفاع والخارجية.

ووصل فجر الاثنين الى مطار العوينة في تونس الدبلوماسي والموظف في السفارة التونسية وحظيا بإستقبال رسمي حاشد.

وفي ظل ضعف الحكومة الليبية ووجود قواتها المسلحة في طور التشكيل استهدفت جماعات مسلحة الدبلوماسيين الأجانب في ليبيا بأعمال الخطف هذا العام بهدف الضغط من أجل الإفراج عن متشددين ليبيين محتجزين في سجون في الخارج.

وخطف الدبلوماسي التونسي الذي كان يعمل مستشارا في السفارة في طرابلس في إبريل نيسان. وخطف المسؤول الآخر في السفارة في حادث منفصل.

وفي مطار العوينة الرئاسي في تونس حطت طائرة عسكرية على متنها المفرج عنهما. وكان في استقبالهما الرئيس التونسي منصف المروزقي ورئيس الوزراء مهدي جمعة.

وقال المرزوقي في كلمة بعد وصول التونسيين "تونس لا تترك ابناءها ونحن نشكر الليبيين الذين ساعدونا في الافراج عن ابنائنا... قبل اشهر تقاسمنا الحزن واليوم نتقاسم الفرح بعودتهما"

وخطف الدبلوماسي التونسي بعد يومين فقط من قيام مسلحين بخطف السفير الأردني بعدما أطلقوا النار على سائقه فأصابوه في العاصمة الليبية.

وأطلق الخاطفون سراح السفير الأردني في مايو أيار بعد تسليم متشدد إسلامي ليبي كان يقضي في الأردن عقوبة بالسجن المؤبد لتخطيطه لتنفيذ تفجير هناك.

لكن عكس الاردن قالت تونس إنها لم تستجب لشروط الخاطفين.

وفي شهر ابريل نيسان الماضي طالب خاطفو الدبلوماسيين التونسيين باطلاق سراح متشددين معتقلين في تونس بسبب هجمات على قوات الامن وقعت قبل ثلاث سنوات مقابل الافراج عن الدبلوماسيين.