دعا أبو بكر البغدادي، الذي تم تنصيبه خليفة للمسلمين أجمعين، دعا أمة الإسلام إلى التحرر من قيود الضعف وإلى أن تقوم في وجه الطغيان "على الحكام الخونة عملاء الصليبيين والملحدين وحماة اليهود".
نصر المجالي: وجّه البغدادي في أول بيان له نشر على مواقع التواصل القريبة من (داعش) دعوة المسلمين إلى الهجرة إلى ما وصفها بـ"دولة الخلافة"، وقدمت هذه المواقع الكلمة قائلة: أول تسجيل صوتي لأمير المؤمنين حفظه الله.
تزامنًا، رفضت هيئات شرعية معارضة في سوريا "دولة الخلافة"، التي أعلنها تنظيم "الدولة الإسلامية"، قبل يومين، معتبرة أن ذلك الإعلان باطل "شرعًا وعقلًا".
وفي بيان مشترك أصدرته، أكدت الهيئات أن "شروط الخلافة لم تتحقق في وقتنا الحاضر، وخاصة بالنسبة إلى تنظيم الدولة"، مشيرة إلى أن إعلان التنظيم لدولة الخلافة هو "هروب إلى الأمام من جرائمه وإضفاء الصبغة الشرعية على ما يقوم به، خاصة في ما يتعلق بقتال مخالفيه والممتنعين عن تقديم البيعة له".
إلى ذلك، قال البغدادي في مسته بيانه: "يا أيها الناس إتقوا الله حق تقاته، إتقوا الله الذي تتساءلون به والأرحام.. نهنئ أمة الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها بحلول شهر رمضان المبارك، ونحمد الله أن بلغنا هذا الشهر الفضيل.. وليس من عمل في هذا الشهر الفضيل ولا في غيره أفضل من الجهاد في سبيل الله، فاغتنموا هذه الفرصة، وسيروا على نهج سلفكم الصالح، انصروا دين الله بالجهاد في سبيل الله، فهبّوا أيها المجاهدين في سبيل الله، أرهبوا أعداء الله، وابتغوا الموت مظانة.. فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون، والله معكم، ولن يتركم، إنما الحياة الدنيا لعب ولهو".
ابشروا وآمنوا
وأضاف: "أيها المسلمون في كل مكان أبشروا وأمنوا خيرًا، وارفعوا رؤوسكم عاليًا، فإن لكم اليوم بفضل الله دولة وخلافة تعيد كرامتكم وعزتكم، وتسترجع حقوقكم وسيادتكم، دولة تآخى فيها الأعجمي والعربي والأبيض والأسود والشرقي والغربي، خلافة جمعت القوقازي والهندي والصيني والشامي والعراقي واليمني والمصري والمغربي والأميركي والفرنسي والألماني والأسترالي، ألف الله بين قلوبهم، وأصبحوا بفضل الله إخوانًا متحابين فيه، واقفين في خندق واحد، يدافع بعضهم عن بعض، ويحمي بعضهم بعضًا".
واستطرد (الخليفة) الجديد قائلًا: "هلموا إلى دولتكم أيها المسلمون، نعم دولتكم، هلموا، فليست سوريا للسوريين، وليس العراق للعراقيين، إن الأرض لله يورثها من يشاء، والعاقبة للمتقين، الدولة دولة المسلمين، والأرض أرض المسلمين، كل المسلمين، فيا أيها المسلمون في كل مكان من استطاع الهجرة إلى الدولة الإسلامية فليهاجر، فإن الهجرة إلى دار الإسلام هي واجبة، ففروا أيها المسلمين بدينكم إلى الله مهاجرين، ومن يهاجر في سبيل الله يجد سعة كبيرة في أرض الله، ومن يخرج من بيته مهاجرًا إلى الله ورسوله، ثم يدركه الموت، فقد وقع أجره على الله، وكان الله غفورًا رحيمًا".
النفير واجب
وأضاف: "نخص بدعوتنا طلبة العلم والعلماء والفقهاء، وعلى رأسهم القضاة وأصحاب الكفاءات العسكرية والإدارية والخدمية والأطباء والمهندسين في كل التخصصات والمجالات، ونستنفرهم ونذكرهم بتقوى الله، فإن النفير واجب عليهم وجوبًا عينيًا لحاجة المسلمين الماسة إليهم، فإن الناس يجهلون دينهم، ومتعطشون لمن يعلمهم ويفقههم، فاتقوا الله يا عباد الله".
وأضاف البغدادي "إسمعي يا أمة الإسلام إسمعي وعي وقومي وانهضي، فقد آن لكي أن تتحرري من قيود الضعف، وتقومي في وجه الطغيان على الحكام الخونة عملاء الصليبيين والملحدين وحماة اليهود.. يا أمة الإسلام لقد بات العالم اليوم في فسطاطين اثنين وخندقين اثنين، ليس لهما ثالث، فسطاط إسلام وإيمان، وفسطاط كفر ونفاق، فسطاط المسلمين والمجاهدين في كل مكان، وفسطاط اليهود والصليبيين وحلفائهم، ومعهم باقي أمم الكفر وملله تقودهم أميركا وروسيا وتحركهم اليهود".
وتابع: "لقد انكسر المسلمون بعد انكسار خلافتهم، ثم زالت دولتهم، فاستطاعوا إذلالهم واستضعافهم والسيطرة عليهم في كل مكان ونهب خيراتهم وثرواتهم وسلبهم حقوقهم وذلك عن طريق غزوهم واحتلال دولهم وتنصيب حكام عملاء خونة يحكمون المسلمين بالنار والحديد رافعين شعارات براقة خداعة كالحضارة والسلام والتعايش والحرية والديمقراطية والعلمانية والبعثية والقومية والوطنية وغيرها من الشعارات الزائفة الكاذبة، ولا يزال هؤلاء الحكام يعملون لاستعباد المسلمين وسلخهم عن دينهم بتلك الشعارات، فإما أن ينسلخ المسلم عن دينه ويكفر بالله ويخضع لقوانين الشرق والغرب الوضعية الشركية بكل ذل وخنوع ويعيش تابعًا حقيرًا مهانًا مرغمًا أن يضطهد ويحارب ويشرد أو يقتل أو يسجن ويسام سوء العذاب بدعوى الإرهاب، فإن الإرهاب أن تكفر بتلك الشعارات وتؤمن بالله، إن الإرهاب أن تحتكم إلى شرع الله، إن الإرهاب أن تعبد الله كما أمر الله، إن الإرهاب أن ترفض وتحارب الخنوع والخضوع".
وعيد وتهديد
وتوعد البغدادي "عما قريب بإذن الله ليأتين يوم يمشي فيه المسلم في كل مكان سيدًا كريمًا مهابًا مرفوع الرأس محفوظ الكرامة لا تتجرأ عليه فئة إلا وتؤدب، ولا تمتد إليه يد سوء إلا وتقطع، ألا فليعلم العالم أننا اليوم في زمان جديد ألا من كان غافلًا فلينتبه ألا من كان نائمًا فليفق ألا فليعي من كان مصدومًا مذهولًا إن للمسلمين، اليوم كلمة عالية مدوية وأقدامًا ثقيلة كلمة تسمع العالم وتفهمه معنى الإرهاب أقدامًا تدوس وثن القومية وتحطم صنم الديمقراطية وتكشف زيفها".
وأشار إلى أنه "ليس من الإرهاب أن يقتل المسلمون وتحرق بيوتهم في بورما ويقطعون أشلاء في الفلبين وأندونيسيا وتبقر بطونهم ليس إرهابًا أن يقتوا ويشردوا في القوقاز، ليس إرهابًا أن تقام لهم المقابر الجماعية في البوسنة والهرسك، وتنصر أطفالهم، ليس إرهابًا أن تهدم بيوت المسلمين في فلسطين وتغتصب أرضهم وتنتهك أعراضهم وتدنس حرماتهم ليس إرهابا أن تحرق المساجد في مصر وتهدم بيون المسلمين وتغتصب العفيفات الشريفات ويقمع المجاهدون في سيناء.. كل هذا ليس إرهابا بل حرية وديمقراطية سلاما".
رسالة للمقاتلين
ووجه البغدادي رسالة إلى مقاتليه، حيث قال: "يا جنود الدولة الإسلامية لا تهولنكم كثرة أعدائكم، فإن الله معكم، وإني لا أخشى عليكم عدوا من غيركم، ولا أخشى عليكم حاجة أو فقرًا، فإن الله ضمن لنبيكم صلى الله عليه وسلم أن لا يهلككم بسنة أو يسلط عليكم عدوًا يستبيح بيضتكم، وجعل رزقكم تحت ظل رماحكم، وإنما أخشى عليكم منكم من ذنوبكم ومن أنفسكم.. أخرجوا من صفوفكم من يجاهر بمعصية وغياكم والعجب والغرور والكبر، ولا تغتروا ببعض انتصاراتكم انكسروا لله وتواضعوا ولا تتكبروا على عباد الله ولا تستهينوا بعدوكم مهما كثر عددكم، وازدادت قوتكم وأوصيكم بالمسلمين وعشائر أهل السنة خيرًا فاسهروا على أمنهم وراحتهم".
وقال "يا أيها المجاهدون في سبيل الله كونوا رهبان الليل فرسان النهار، أثلجوا صدور قوم مؤمنين وأروا الطواغيت منكم ما يحذرون.. أيها المجاهدون إنه دين الله وإنها سلعة الله وإنها نفس واحدة وأجل محدود لا يتقدم ولا يتأخر.. فأما دين الله فهو دين منصور وعد الله بنصره وأما سلعة الله فإنها غالية ثمينة.. وأما النفس فما أحقرها من نفس وما اتعسها من نفس إن لم تطلب ما عند الله وتنصر دين الله".
السلاح السلاح
وخلص البغدادي في بيانه إلى القول: "السلاح السلاح يا جنود الدولة والنزال النزال إياكم أن تغتروا أو تفتروا وأحذروا فقد جاءتكم الدنيا راغمة أركلوها بأرجلكم وطؤوها بأقدامكم ودعوها خلف ظهوركم فما عند الله خير وأبقى، فإن أمة الإسلام ترقب جهادكم بأعين الأمل، وإن لكم إخوانا في شتى ربوع الأرض يتعرّضون للعذاب أعراض تنتهك ودماء تراق وأسارى تئن وتستصرخ.. في الصين والهند وفلسطين والصومال في جزيرة العرب والقوقاز والشام ومصر والعراق في أندونيسيا وأفغانستان والفلبين في الأحواز وإيران في باكستان وتونس وليبيا والمغرب في الشرق والغرب، فالهمة الهمة يا جنود الدولة الإسلامية فإن إخوانكم في كل بقاع الأرض ينتظرون انقاذكم، ويرقبون طلائعكم، ويكفيكم ما وصلكم من مشاهد في أفريقيا الوسطى ومن قبلها في بورما وما خفي كان أعظم، فوالله لنثأرن والله لنثأرن ولو بعد حين ولنرد الصاع صاعات والمكيال مكاييل".
&
التعليقات