&يصر حزب الله على القتال إلى جانب النظام السوري حتى الرمق الأخير. رغم أن هذا السيناريو جعله يعيش معركة شبيهة بحرب فيتنام. لكن البعض يرى أن التنظيم يعتبر المسألة وجودية.

بيروت: لطالما اعتبر النظام السوري بمثابة الجسر الذي يربط حزب الله بإيران. ولذلك يقاتل الحزب على الحدود من منطلق وجودي، لكن السؤال الكبير الذي ينضج هذه الأيام، ما هي حسابات الخسارة والربح بالنسبة لحرب القلمون او حرب الحدود كما يسميها البعض؟&

&حول هذا الموضوع، يؤكد النائب اللبناني السابق الدكتور فارس سعيد (14 آذار/مارس) لـ"إيلاف" أن حرب القلمون أدخلت حزب الله إلى ما يشبه حرب فيتنام، وهذا مستنقع عسكري وأمني ومذهبي كبير، وبصعوبة يستطيع حزب الله الخروج منه، لذلك هناك صعوبة للوضع الذي يعيشه حزب الله في القلمون.

&ويشير سعيد إلى أن حزب الله سيستمر في هذه الحرب إلى ما لا نهاية، لأنه ليس صاحب القرار في الموضوع، إنما من يقرر هو الجانب الإيراني.
&
ويعتبر سعيد أن هناك ارتدادات أمنية وسياسية كبيرة على لبنان جرّاء انغماس حزب الله في سوريا، وتحديدًا في القلمون، والمطلوب بحسب سعيد هو ضبط الحدود، وليس حرب الحدود، ويتم ذلك من خلال نشر الجيش اللبناني، على طول الحدود اللبنانية السورية ومؤازرة الجيش اللبناني بالقوات الدولية تماشيًا مع القرار 1701.

&ويلفت سعيد إلى أن ما يخوضه حزب الله في القلمون هي حرب، ولا أحد يمكن أن يتكهن ما هو مصيرها، والحرب يخسر فيها الجميع عادة، وموقف &14 آذار/مارس واضح في هذا الخصوص، ويدعو إلى انسحاب حزب الله من القتال الدائر في سوريا، ونشر الجيش اللبناني على طول الحدود اللبنانية السورية، وتطبيق القرار 1701.

&تهديد للبنان

&أما النائب مروان فارس ( 8 آذار/مارس) فيعتبر في حديثه لـ"إيلاف" أن منطقة القلمون هي جردية وواسعة جدًا، ومحاذية لمناطق لبنانية منها عرسال وغيرها، ومع تحرير يبرود وغيرها لجأ التكفيريون إلى منطقة قلمون، وهم هزموا سابقًا، وأصبحوا يهددون المناطق اللبنانية، والمهم أن المعركة التي يخوضها حزب الله هي للدفاع عن الشعب اللبناني، وعن أمن اللبنانيين، ووضع حد للتكفيريين والقتلة.

&ويعتبر فارس أن حزب الله سيستمر ولن ينتهي إلا بالقضاء على الإرهابيين، وإذا ما تمددوا إلى القرى اللبنانية فيشكلون خطرًا على المنطقة ككل، ومن مصلحة لبنان أن تستمر هذه الحرب في الحدود للقضاء على جميع الإرهابيين.
&
ويلفت فارس إلى أن الجيش اللبناني اليوم يساند حزب الله والجيش السوري للقضاء على الإرهاب، ووضع الجيش اللبناني قواته على حدود عرسال، وعلى حدود القاع، لصيانة الوضع ومجابهة كل هؤلاء.
&
ويشير فارس إلى أن لا مجال أن يخسر حزب الله تلك الحرب، وربما يواجه الحزب انتكاسات، لكن دور حزب الله والجيش اللبناني يكمن في الحفاظ على اللبنانيين وأمنهم.
&
حيوية الحدود
&
يقول الخبير الاستراتيجي غسان حوراني لـ"إيلاف" إن مدى أهمية معارك القلمون تكمن في حيوية الحدود بين لبنان وسوريا، وأهميتها تبقى إستراتيجية بالنسبة للمعارضة السورية التي استطاعت أن تحقق من المعركة الجديدة في القلمون بعض المكاسب الاستراتيجية الجديدة.
&
ويتابع حوراني: "وقد ظهر ذلك من خلال &وضع حزب الله في موقع الدفاع وهو أمر لا يمكن أن يحسد عليه حزب الله، وذلك من خلال منعه من إرسال قواته إلى مناطق أخرى للدفاع عن النظام السوري، وحملته تلك المعركة على الحدود أن يقوم بحرب طاحنة على حدوده الخاصة في القرى اللبنانية التي يسيطر عليها".
&
ويؤكد حوراني أن حزب الله سيستمر في المعركة حتى الرمق الأخير لذلك أرسل بقواته وكل عتيده إلى القلمون، لأن خسارة هذه الحرب بالنسبة لحزب الله ستفتح الأبواب للمعارضة السورية كي تلج عمق مناطق نفوذه وسيطرته.