كييف: سلم الانفصاليون الذين يسيطرون على المنطقة التي تحطمت فيها الطائرة الماليزية الصندوقين الاسودين للرحلة الى السلطات الماليزية ليل الاثنين الثلاثاء كما اعلنوا تهدئة في المكان للسماح بوصول الخبراء الدوليين الى المكان الواقع بشرق اوكرانيا.

ويستعد المحققون الهولنديون الذين يتراسون التحقيق الدولي في الكارثة لتسلم جثث الضحايا ال280 عند وصولها على متن قطار مبرد الى مدينة خاركيف الخاضعة لسيطرة السلطات المركزية في كييف.

ومن المفترض ان تنقل الجثث بعدها الى هولندا التي قتل 193 من رعاياها على متن الرحلة ام اتش 17 التي تحطمت الخميس الماضي في كارثة وسعت نطاق النزاع المستمر منذ ثلاثة اشهر في اوكرانيا ليشمل دولا بعيدة مثل ماليزيا واستراليا.

واكدت روسيا الثلاثاء استعدادها لتقديم مساعدة "كاملة" للتحقيق في سقوط الطائرة الماليزية بما في ذلك عبر ارسال خبراء، ورحبت بقرار الامم المتحدة الذي يطالب بالسماح بالوصول بحرية الى موقع تحطمها.

واضافت الوزارة "نعتقد ان مثل هذه الكارثة يجب ان تكشف ملابساتها بمشاركة المنظمة الدولية للطيران المدني". ورحبت موسكو بقرار مجلس الامن الدولي الذي اقر بموافقة الدول ال15 الاعضاء بما فيهم روسيا ويدين الهجوم على الطائرة مع المطالبة بتأمين الوصول الى مكان تحطمها.

ورضخ الانفصاليون الذين تتهمهم الاسرة الدولية باسقاط الطائرة مستخدمين صاروخا حصلوا عليه من موسكو على ما يبدو، للضغوط الدولية من اجل تسليم الجثث والصندوقين الاسودين. وياتي تجاوب الانفصاليين بينما من المقرر ان يعقد وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي اجتماعا في بروكسل للتباحث في فرض عقوبات جديدة على روسيا حول دورها المفترض في دعم الانفصاليين.

وسلم رئيس وزراء جمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة من جانب واحد الكسندر بوروداي الصندوقين اللذين يسجلان معطيات الرحلة والمحادثات في قمرة القيادة الى السلطات الماليزية بحضور عدد من الصحافيين.

كما اعلن بوروداي فرض وقف اطلاق النار ضمن شعاع عشرة كيلومترات حول مكان الحادث، وذلك بعد ساعات على اعلان السلطات في كييف انها ستوقف كل العمليات القتالية في المنطقة. وكان الانفصاليون سمحوا للمحققين الهولنديين الاثنين بمعاينة الجثث التي وضعت على متن قطار مبرد لحفظها من الحر.

كما سمح للمراقبين الدوليين اخيرا بمعاينة مكان الحادث الممتد على مساحة شاسعة والمليء بالمتاع والاغراض الشخصية. وعلى الرغم من التقدم الظاهر في بدء التحقيق، الا ان القادة الدوليين حذروا من ان الانفصاليين عبثوا بالادلة على نطاق واسع في مكان تحطم الطائرة.

وقال رئيس الوزراء الاسترالي توني ابوت الذي فقدت بلاده 28 من مواطنيها وتسعة يحملون الجنسية الاسترالية في الحادث "لا يزال امامنا طريق طويل جدا". واضاف "بعد الجريمة هناك طمس لمعالمها وما نراه هو تلاعب بالادلة على نطاق واسع. يجب ان يتوقف ذلك".

وقال محققون تابعون للخطوط الجوية الماليزية التي لا تزال تعاني من تبعات اختفاء الرحلة ام اتش 370 في المحيط الهندي قبل اربعة اشهر فقط ان الصندوقين الاسودين "سالمين مع اضرار طفيفة فقط". وقال احد اعضاء الفريق الماليزي "لم نعثر على الصندوقين الاسودين للرحلة ام اتش 370 ولذلك نحن متحمسون للعمل على هذين الصندوقين".

الا ان الخطوط الماليزية واجهت انتقادات في وقت متاخر الاثنين بعدما اكدت انها حولت مسار طائرة من المجال الجوي الاوكراني الى المجال الجوي السوري. وصرحت الشركة في بيان "المجال الجوي السوري لا يخضع لقيود".

وفي بروكسل، من& المقرر ان يعقد وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي اجتماع للتباحث في امكان فرض عقوبات جديدة على روسيا التي تتهمها الولايات المتحدة بتزويد الانفصاليين بالصاروخ الذي يشتبه في انه وراء اسقاط الطائرة.

وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما شدد على ان يثبت نظيره الروسي فلاديمير بوتين انه "يؤدي تحقيقا كاملا وعادلا " في الحادث. وردت موسكو ان البيانات المتوفرة لديها تظهر ان طائرة عسكرية اوكرانية كانت تحلق على بعد ثلاثة الى خمسة كيلومترات من طائرة البوينغ 777 قبل تحطمها.

وتساءل اللفتنانت جنرال الروسي اندري كارتوبولوف "ما هو مبرر تحليق طائرة عسكرية على مسار للملاحة المدنية في الوقت نفسه والعلو نفسه مع طائرة ركاب مدنية؟". واستبعد الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو اي ايحاء بان الجيش مسؤول عن الحادث معلنا ان مثل هذا التصريح "خاطئ وغير مسؤول".

وجاء الرد الروسي بعد ان نشرت كييف تسجيلات جديدة لما تقول انها اتصالات تم رصدها بين انفصاليين يتامرون من اجل اخفاء الصندوقين الاسودين للطائرة. واكدت السفارة الاميركية صحة تسجيلات سابقة نشرتها كييف لاتصال تم رصده بين زعيم انفصالي ومسؤول في الاستخبارات الروسية بعد ان تبين ان الطائرة التي اسقطها الانفصاليون هي طائرة مدنية.

واوردت صحيفة واشنطن بوست ان مسؤول مكافحة التجسس الاوكراني لديه صور وادلة اخرى تثبت انه تم نقل ثلاثة صواريخ من نوع بوك ام-1 المضادة للطائرات من المناطق الخاضعة لسيطرة الانفصاليين الى روسيا بعد اقل من 12 ساعة على تحطم الطائرة.