&ما إن انتهت الاجازة الطويلة في السعودية حتى باشر&اكثر من&8 ملايين موظف سعودي&الى ضبط ساعتهم البيولوجية التي تعرضت لفوضى الزمن نتيجة الاسترخاء والسهر، ودعوات للبدء بشكل تدريجي بالنوم والاستيقاظ&مبكرًا قبل العودة للعمل.


&

الرياض: بدأ اليوم الأحد غالبية موظفي القطاعين الحكومي والخاص في السعودية بإعادة ضبط ساعتهم البيولوجية، وتعديل نظام حياتهم الذي قُلب رأساً على عقب بعد أن انتهى شهر رمضان والعيد بعد إجازة دامت أكثر من 10 أيام، فمع انطلاق عجلة الدوام الرسمي بالسعودية، اليوم الأحد، أعاد الموظفون تهيئة أنفسهم للعودة للعمل وإعادة ضبط ساعتهم البيولوجية بعد إجازة طويلة نسبيًا، تعرضوا فيها لنمط معيشي طغى عليه السهر والفوضى، سواء في التغذية أو الحركة، حيث انشغلت مواقع التواصل الاجتماعي بالنقاش حول الطريقة المُثلى لإعادة ضبط الساعة البيولوجية وضمان العودة للعمل برغبة وحماس، والتغلب على حالة الضجر والملل التي تصيبهم في أسبوعهم الأول، الذي ربما يدفع بعضهم إلى التفكير في غيابه متذرعين بالكثير من الأسباب التي لا تبدو مقنعة لدى مدرائهم.

&

وتعرف الساعة البيولوجية أو الساعة الحيوية، بأنها المنطقة التي تنظم وقت النوم والأكل والتغييرات في مستوى الهرمونات ودرجة الحرارة، وتقوم بتنظيم عمليات الإيقاع اليومي والأنماط السلوكية الدورية التي تحدث عند فواصل زمنية منتظمة، تتفق غالبًا مع دورة الليل والنهار. فالسلوك الذي يحدث يوميًا يعرف بالإيقاع أو التواتر اليومي، حيث يختلف سلوك الإنسان في الصباح عنه في المساء، لاسيما وأن عمليات التنفس والنبض والنشاط الإنزيمي، وحرارة الجسم، وإفراز الهرمونات، وغيرها من العمليات الفسيولوجية، تختلف على مدار اليوم.

&

&ويرى الباحث الاجتماعي عادل بفلح أن اختلال الساعة البيولوجية لدى قطاع عريض من السعوديين، سببه الأول الفهم القاصر للإجازة، الذي ارتبط بمفاهيم الناس وتصوراتهم بأنها فرصة للسهر الطويل، التي تصل إلى ساعات متأخرة من الليل، مشيرًا في حديثه لـ "ايلاف" بأن هذا الأمر يحدث خللاً وتغييراً كبيرًا في عملية النوم والتغذية، ومن ثم في نظام الساعة البيولوجية، مما يخلق إشكالية كبيرة مع أول أيام العودة إلى العمل، حيث يصاب الإنسان بأعراض اختلال الساعة، وهي انعكاسات تحدث على الإنسان من ابرزها ارتباطات نفسية، وقلق وجداني، واكتئاب موسمي وحدوث أمراض غير نمطية، مناشدًا بأهمية الوعي بالتخطيط الصحيح للاستفادة من الإجازة وعدم إضاعتها في السهر والنوم.

&

من جانبه، أكد الدكتور حسين أمير منسعاي أنه لا توجد طريقة مثالية لتنظيم الساعة البيولوجية خلال يوم واحد، وان الأفضل هو البدء بشكل تدريجي بالنوم والاستيقاظ المبكر قبل أيام من العودة للعمل، وذلك تجنباً لمفاجأة الجسم بنمط معيشي قد يسبب اضطراباً، وحذر حسين في حديثه لـ "ايلاف" من اللجوء للأدوية والعقاقير نظراً للأعراض السلبية الكثيرة التي قد تنتج عنها ، كعدم القدرة على النوم في المستقبل بدونها، ناصحاً بفتح الستائر ليلاً لتسمح لأشعة الشمس بالدخول للغرفة صباحًا قبل الاستيقاظ، حتى يتعرض الجسم للضوء، وليتمكن من خفض مستوى هرمون النوم في الدم، مشددًا على ضرورة الحرص بضبط الساعة البيولوجية مبكرًا، انطلاقاً من أهميتها وارتباطها وتحكمها في تصرفات الإنسان واعتبارها مفتاح السر الذي يسيّر حياة الإنسان وتؤثر في مزاجه وسلوكه.

&

&يذكر أنه انتظم اليوم الأحد السابع من شوال، قرابة مليون و200 ألف موظف حكومي، إضافة إلى 7 ملايين موظف بالقطاع الخاص إلى أعمالهم، تحولت معهم شوارع المدن ومنذ الصباح الباكر إلى كتل من الحديد المتحرك، حيث شهدت كثافة عالية في الحركة المرورية، دفعت إدارة المرور إلى تكثيف الدوريات الراجلة والدرجات النارية في كافة الميادين، بعد أن هيمن عليها حال من الهدوء الملحوظ، خلال أيام الإجازة.