وضعت العلاقات داخل حكومة الائتلاف البريطانية برئاسة ديفيد كاميرون على "المحك"، إثر اختلاف وجهات نظر الحزبين الشريكين، حزب المحافظين وحزب الليبراليين الديموقراطيين، على سبل مواجهة الارهاب.

نصر المجالي: اتهم زعيم الحزب الليبرالي الديموقراطي الأسبق بادي أشداون وزراء حزب المحافظين من الردود المتعجلة حول الإرهاب، الأمر الذي "يذكي الخوف في أذهان الشعب البريطاني".

وكتب السياسي البريطاني المخضرم أشداون، وهو الممثل الأعلى السابق للبوسنة والهرسك، مقالًا في صحيفة (أوبزرفر) الأحد انتقد فيه سياسات رئيس الحكومة ديفيد كاميرون حول مواجهة الإرهاب، وقال إنها "سياسات تنفر المسلمين العاديين، وتعرقل المعركة لهزيمة الجهاديين".

ويأتي تدخل أشداون، في الوقت الذي يحاول فيه كاميرون ونائبه الليبرالي الديموقراطي نيك كليغ، التوصل الى حزمة من الاجراءات لمكافحة الارهاب في الوقت المناسب ليتم الإعلان عنها أمام مجلس العموم عندما يعود النواب من العطلة الصيفية يوم غد الاثنين.

ويقول أشداون في مقاله الذي حمل عنوان "دفاع بريطانيا ضد التشدد يجب أن يكون على الجبهة الخارجية وليس الداخلية"، إنه مع ارتفاع وتيرة تهديدات تنظيم "الدولة الاسلامية" المعروف إعلاميًا باسم "داعش" رفعت بريطانيا درجة الانذار في البلاد إلى مستوى "خطير" وارتفعت النبرات المطالبة بسحب جوازات السفر البريطانية من الجهاديين العائدين من سوريا والعراق وشكك اشداون في أن يحقق ذلك الأمان لبريطانيا.

حرب ليست جديدة

ويضيف الزعيم الأسبق للحزب الليبرالي الديموقراطي أن الحرب ضد التشدد ليست جديدة على العالم، ولا تحتاج كل هذا اللعب على مخاوف الناس في سبيل اكساب الحكومات سلطات تنفيذية جديدة من شأنها الاجهاز على الحريات.

وأشار المقال إلى أنه من السهل دائمًا اثارة مخاوف الناس لاقناعهم بالتخلي عن جزء من حرياتهم، لكن الصعب هو أن يسعى السياسيون المؤمنون بالحرية إلى مقاومة الممارسات التعسفية بكافة أشكالها دون الاستهانة بالأخطار التي تحدق ببلادهم.

وانتقد أشداون الخطاب المستخدم في الغرب الذي يسعى الى تحويل تهديد الدولة الاسلامية إلى حرب بين الشرق والغرب، أو حرب تهدف إلى "حماية القيم الغربية"، وهو الخطاب الذي من شأنه ارسال رسائل عدائية للمسلمين الوسطيين، على حد قوله.

ويرى الكاتب أن الحل الأكثر عقلانية لمواجهة تهديدات التنظيم المتشدد هو التعاون مع الاغلبية العظمى ممن يمثلون الإسلام المعتدل الذين يعتقد الكاتب أنهم سيسعون جاهدين لاستعادة دينهم من قوى الظلام والعصور الوسطي، محذرًا من أن الخطر الحقيقي يتمثل في توسيع نطاق الحرب لتشمل المجتمعات الاسلامية في الغرب.

وختم اشداون مقاله بالتأكيد على أن الانتصار في الحرب ضد التشدد سيتحقق اذا كان انتصارًا للقيم الانسانية بشكل عام وليس للقيم الغربية.