أثار تداول نشطاء مصريين لمقطع فيديو يظهر ما قيل إنه مراسم زفاف شابين مثليين، في مركب في نهر النيل في القاهرة، الكثير من الجدل، خاصة أن الدين&الإسلامي والقانون المصري يحرمان المثلية الجنسية ويعاقبان عليها.
القاهرة: يتداول نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي في مصر مقطع فيديو يظهر ما قالوا إنه مراسم زفاف شابين مثليين في مركب في نهر النيل. ويظهر في مقطع الفيديو شابان بملامح شرقية وهما يتبادلان التهاني وخاتمي الزفاف، بينما تتعالى أصوات الزغاريد على أنغام أغنية "يا دبلة الخطوبة عقبالنا كلنا".
وزعم مروّجو الفيديو أنه جرى تصويره في مركب في القاهرة، إلا أن&"إيلاف" لم تتمكن من التأكد من هوية الأشخاص، أو طبيعة الحدث، لاسيما في ظل حالة الإنغلاق الشديدة التي يعيشها المثليون في مصر، خشية التعرف عليهم، والتعرض للإيذاء، خاصة أن الإسلام والقانون المصري يحرمان المثلية الجنسية.
وأثار مقطع الفيديو استهجان رواد مواقع التواصل الإجتماعي، وعكست تعليقاتهم الكثير من الغضب والسخرية، ومنها: "مصر إلى الهوية"، و"العروسة سايبة دقنها ليه؟"، "طيب اللى حصل حصل ولنفترض دون علم السلطات.. والآن وبعد انتشاره عبر فايسبوك ويوتيوب أين رد فعل السلطات؟". "اعتقد أنهم& بيهزروا أو حفلة عيد ميلاد شخص وصديقه قام باحضار تورتة عليها صورته مع صديق عمره.. فلا أصدق مثل هذا يحدث في مصر، ولكن هناك من رفع الفيديو تحت الاسم الخبيث هذا.. والله اعلم"، "مش بعيد بكرا يطالبوا بكوتة في مجلس الشعب الجاي"، "الناس دي حقيقة ولا فوتوشوب؟!.
وغلب الهوى السياسي على بعض التعليقات، لاسيما في ظل حالة الإنقسام ما بين أنصار الإخوان ومؤيدي الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومن تلك التعليقات: "مصر في زمن الانقلاب.. دعارة وإباحية وهدم للدين والثوابت والقيم"،& "منك لله يا طيب"، في إشارة إلى مشاركة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، فيما يعتبره الإخوان إنقلاباً على الرئيس السابق محمد مرسي. "وبكرة تشوفوا مصر"، وهي عبارة مأثورة عن السيسي، يقصد بها أن مصر بعد حكم الإخوان سوف تكون في مكانة أفضل، إلا أن المقصد هنا هو السخرية من الوضع الحالي.
وتبارى مؤيدو السيسي في الرد على أنصار مرسي، ومن تلك التعليقات: "ما يمكن كان أيام مرسي، وﻻ يمكن هزار.. خلي السيسي حارقكوا"، "كتير بيتكلموا وبيقولوا إن الفيديو ده معمول من قبل الاخوان علشان يأججو الرأي العام ضد السيسي والحكومه ويقولوا للناس إن حكم السيسي غير اخلاقي وضد الاسلام أنا بصراحه حاسس إن دي لعبه وسخة من لعب الاخوان".
ولا يمكن إنكار وجود المثليين جنسياً في مصر، وتشهد القاهرة الكثير من أماكن تجمعاتهم.
شهادة
"م.ع"، أديب مثلي الجنس، تحدث لـ"إيلاف" قائلاً إن الأوضاع في مصر بالنسبة إلى المثليين لا تطاق، مشيرًا إلى أنه وأصحابه يضطرون للتخفي حتى يستطيعوا أن يمارسوا حياتهم بشكل طبيعي. وأضاف أن لديه رفيقاً اديباً&أيضاً، منوهاً بأن مجتمع الأدباء والمثقفين في مصر هم الأكثر تقبلاً للمثليين جنسياً، لا سيما أنه مجتمع متحرر فكرياً، ويؤمن بالحقوق والحريات.
وأوضح أن المثليين جنسياً في مصر يشكلون مجتمعات خاصة بهم، تبعاً للطبقة الإجتماعية التي ينتمون إليها، موضحاً أن المنتمين للطبقة المتوسطة يضطرون لاصطياد أقرانهم من محطات القطار أو الميادين المزدحمة.
ونبّه إلى أن المثليين ممن ينتمون إلى الطبقة المتوسطة، وهؤلاء ينتشرون في مقاهٍ، وسط القاهرة، لديهم تجمعات معروفة يحضرون إليها، ثم ينطلقون إلى أماكنهم.
ولفت إلى أن هناك مجتمع الطبقة الراقية، وهؤلاء يلتقون في الفنادق الفاخرة أو المراكب في نهر النيل. وأشار إلى أن الفئة الأخيرة يتخذون من يوم 11 آيار (مايو) يوماً سنوياً لهم، وهو التاريخ الذي شهد إعتقال 52 مثلياً في العام 2001، من مركب اسمها "كوين بوت".
متنفس افتراضي
ويتخذ المثليون من مواقع التواصل الإجتماعي متنفساً للتعبير عن أنفسهم، وتنتشر صفحات لهم، منها: "المثليين في مصر..gay in egypt"، وتعرف شعار "اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية الجنسية 17 مايو".
وتدافع الصفحة عن المثلية الجنسية بقوة، وتقدم أشعارًا عربية تشير الى أن تاريخ المثلية يمتد بجذوره في أعماق المنطقة العربية. وتحتفي الصفحة بما قالت إنه أول منظمة للدفاع عن المثليين في مصر والسودان، وتعرف باسم "بداية"، كما تحتفي بالمثليين في المنطقة، ولاسيما دول لبنان وتركيا، وهناك صفحات أخرى باسم "المثلية حياتي" "gay home".
وتلاحق السلطات المصرية المثليين جنسياً، بالتهمة نفسها، أو تهم الفسق والفجور، واعتقلت مؤخرًا شبكة عرفت إعلاميًا باسم "شبكة المخنثين جنسياً" في حي مدينة نصر الراقي في القاهرة.
التعليقات