لم تمنع ميول الفرنسي من الأصل الجزائري محمد زاهد المثلية، من دراسة الدين الإسلامي والتعمق في تفاصيله، كما إنها لم تمنعه من تأسيس مسجد في باريس لنشر ما وصفه برسالة التسامح إلى القارة الأوروبية.


ربما كان لذلك الإمام الفرنسي من أصل جزائري لودوفيك محمد زاهد بعض الميول المثلية منذ نعومة أظفاره، لكنه لم يكن يعلم بها، إلا أن أباه سبق له أن فاجأه بها في مرة من المرات، حيث أخبره بأنه يتصرف كما لو كان "فتاة مخنثة".
&
لكن ذلك لم يمنع زاهد من مواصلة دراسته، خاصة المرتبطة بالإسلام، وبدأ يذهب إلى المسجد، وهو في سن الـ 12 عامًا. وأكد في مجمل تصريحات نقلتها عنه مجلة دير شبيغل الألمانية أنه كان يستمد الإجابات التي يريدها عمّا يجول في خاطره من تساؤلات من الدين الإسلامي، وعلم أن القرآن هو كتاب لا يمكن أن يقترن بأية شكوك. بالفعل قرأ زاهد القرآن، وأصبح عضوًا في جماعة الإخوان السلفيين. ومع مرور الوقت، رأى أنه يريد أن يصبح إمامًا وعالمًا إسلاميًا، وأنه يريد أن يدرس في مكة.
&
أحب سلفيًا
بدأ يشعر زاهد بحالة من الرضا والقناعة بعد التحاقه برفاقه من السلفيين، لدرجة إنه بدأ يشعر ببعض الميل تجاه أحدهم، ويدعى جبريل، حين كان يبلغ من العمر 17 عامًا، وقد كان يخبره بين الحين والآخر أنه "يحبه في الله"، لكن ما كان بداخله من مشاعر تجاه جبريل كان يختلف بعض الشيء عما كان بداخله تجاه باقي الزملاء.
&
بعدها بمدة قصيرة، انتقلت عائلة زاهد إلى مدينة مرسيليا. ودرس هناك من أجل التحضر للاختبارات الخاصة خلال مرحلة ما قبل الدراسة الجامعية، وحلق حينها لحيته، وتوقف عن الصلاة، وعاد بدلًا من ذلك إلى عالم الحفلات والمخدرات. وأقام علاقة مع رجل غير مؤمن، وأصيب نتيجة لذلك بمرض نقص المناعة البشرية.
&
ولفت زاهد إلى أنه يتذكر أنه استدعى والديه إلى غرفته في تلك الأثناء، وأخبرهما بحقيقة ميوله المثلية، ما أصاب والدته بحالة ذهول عقبتها نوبة شديدة من البكاء، وإن كان يتذكر موقف أبيه غير المفهوم، الذي أكد له وقتها أنه كان علم بذلك.
&
دروس للمثليين
بعد دراسته علم النفس والأنثروبولوجيا وبدء عمله في إحدى منظمات الإغاثة، ذهب في زيارة عمل وهو في سن الـ 30 إلى باكستان. وبعدها بفترة قصيرة، عاد مرة أخرى ليصلي ويتقرب من الله.
&
وبعد مرور بعض الوقت، بادر إلى تأسيس جمعية أسماها HM2F خاصة بحقوق مثليي الجنس من المسلمين في فرنسا. كما قام بتأسيس مسجد لمثليي الجنس في باريس، كي ينشر من خلاله ما وصفه برسالة التسامح إلى القارة الأوروبية. ويسافر زاهد، 37 عامًا، الآن، إلى دول عدة حول العالم لكي يعطي دروسًا عن المثلية الجنسية في الإسلام. وذهب أخيرًا إلى السويد ليجري مراسم زفاف امرأتين.
&