حذرت منظمة الصحة العالمية من أن يواصل وباء ايبولا انتشاره، ويتوقع تسجيل آلاف الاصابات الجديدة في ليبيريا الاكثر تضررًا، وقد يكون الاتي أعظم.


متابعة إيلاف: توقعت منظمة الصحة العالمية في جنيف تسجيل آلاف الاصابات الجديدة بمرض ايبولا في الاسابيع الثلاثة المقبلة في ليبيريا، غير أن الحكومة الليبيرية أعلنت الاثنين عن رفع العزل المفروض على بلدة دولو تاون شرقي العاصمة مونروفيا، وتقليص حظر التجول المفروض ليلًا في جميع انحاء البلاد ساعتين.

وقالت منظمة الصحة العالمية انها تتوقع انتشارا هائلًا في البلاد حيث الفيروس مستشر. ويسهم نقص الأسرّة المتوافرة لعلاج الاصابات في تسريع انتشار العدوى بحسبها.

واعلنت المنظمة حصيلة اخيرة في 5 ايلول (سبتمبر) اصابة حوالى 4000 شخص من بينهم 2097 توفوا في الدول الثلاث الاكثر تضررًا. كما سجلت وفيات بالمرض في نيجيريا، اكبر قوة اقتصادية في القارة، فيما تأكدت اصابة واحدة في السنغال.

خارج عن السيطرة

وفي مؤشر على القلق العالمي، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما الاحد، بعد يومين على تخصيص الاتحاد الاوروبي 140 مليون يورو لمكافحة الوباء، أن بلاده ستحشد مواردها العسكرية لصد وباء خارج عن السيطرة.

وسيرسل الجيش الأميركي سريعًا مستشفى ميدانيًا يتسع لـ25 سريرا إلى ليبيريا، يخصص لمعالجة العاملين في القطاع الصحي، على ما اعلن البنتاغون الاثنين. أما بريطانيا، فاعلنت عن بناء مركز طبي مجهز بـ62 سريرًا قرب عاصمة سيراليون فريتاون. واصيب طبيب يعمل لصالح منظمة الصحة العالمية بالعدوى في هذا البلد، وسيتم اجلاؤه قريبًا بحسبها.

وحاول الاتحاد الافريقي الاثنين المساهمة بدوره في مكافحة المرض، فعقد اجتماعًا في اديس ابابا لوضع استراتيجية افريقية لهذا الهدف. وقالت رئيسة مفوضية الاتحاد الاوروبي نكوسازانا دلاميني-زوما إن الدول الاعضاء الافريقية قررت مطالبة كل الدول الاعضاء برفع كل القيود على السفر لكي يتمكن الناس من التنقل بين الدول ومواصلة اعمالهم التجارية ومن أجل تشجيع الانشطة الاقتصادية.

وتابعت: "ينبغي فعل هذا بشكل طارئ في ختام الاجتماع الذي استغرق يوما". واضافت: "لقد تم التأكيد ايضًا انه مع رفع القيود على السفر يجب فرض آليات مراقبة مناسبة عند نقاط انطلاق المواطنين ونقاط وصولهم سواء في المطارات أو المعابر البرية أو المرافئ البحرية".

دعوات لرفع الحظر

واغلق عدد من الدول المتاخمة للبلدان الاكثر تضررًا من ايبولا حدودها، فيما منعت دول أخرى دخول المسافرين الوافدين منها إلى اراضيها، وعلق عدد من شركات الطيران الرحلات إلى المناطق التي ينتشر فيها المرض.

لكن اجراءات الوقاية ادت إلى خنق هذه البلدان الضعيفة اصلًا وتعقيد كبير للعمل الانساني. كما دعت الاثنين 11 مجموعة دولية ناشطة في غرب افريقيا، بينها عملاقة الفولاذ ارسيلور ميتال، إلى رفع "أي حظر على السفر".

على المستوى المالي اعلنت دلاميني-زوما أن عددًا من الدول وافق على توفير المال او العمال لكنها لم تحدد ارقامًا. وتقدر الامم المتحدة الحاجة إلى 600 مليون دولار على الفور لمواجهة الوباء الذي تأخر المجتمع الدولي في التعاطي معه بجدية.

خطة بقيمة 100 مليون دولار

في اواخر آب (اغسطس)، اعلنت منظمة الصحة العالمية خطة بقيمة 100 مليون دولار. واعلن مفوض الاتحاد الافريقي للشؤون الاجتماعية مصطفى كالوكو عن انشاء بعثة افريقية لمكافحة الوباء في غرب افريقيا، تتألف من "100 عامل في القطاع الطبي".

وينتقل فيروس ايبولا فقط بالاتصال المباشر مع افرازات اي شخص مصاب او اغراض ملوثة مثل الحقن، ويؤدي إلى ارتفاع في الحرارة وتقيؤ واسهال واحيانا إلى نزيف داخلي، ويؤدي في نصف الحالات إلى وفاة المصاب.

ولا يوجد اي لقاح للمرض، إلا أن منظمة الصحة العالمية قررت الجمعة البدء فورًا باستخدام علاجات لا تزال قيد الاختبار، على امل التوصل إلى لقاح بحلول تشرين الثاني (نوفمبر)، خصوصا للعاملين في المجال الصحي.
&