كشف وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري أن نظيره السعودي سعود الفيصل قد أكد له قرب فتح سفارة بلاده في بغداد، وأشار إلى أنّه أبلغ ممثلي دول المنطقة أن الحكومة العراقية الجديدة عازمة على فتح صفحة تعاون جديدة معها تتجاوز الماضي.

لندن: قال وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري اثر مشاركته في مُؤتمَر جدّة لبحث سُبُل مكافحة الإرهاب تلبية لدعوة وزير الخارجيّة السعوديِّ الأمير سعود الفيصل إن المؤتمر كان على درجة عالية من الأهميّة.. "وكانت لنا فرصة أن ننقل حقيقة ما يجري في العراق، وأنَّ المسموعات والانعكاسات الإعلاميّة بأنَّ داعش هي حركة مُقاوَمة تـُعبِّر عن رأي السُنـّة فقد تمَّ إيضاح الحقائق لهم، وتزييف هذه الادّعاءات الإعلاميّة، وأنَّ داعش استهدف ثلاث محافظات أساسيّة في العراق، وهي محافظات سُنـّية (الموصل، والأنبار، وصلاح الدين)، علاوة على المُتضرِّرين النازحين سواء أكان نزوحهم من محافظة إلى أخرى، أم نزوحاً داخليّاً كما في ديإلى".

وأضاف الجعفري في تصريح صحافي اثر عودته إلى بغداد من جدة، بعث بنصه مكتبه الاعلامي إلى "ايلاف"، الجمعة، أنه جرى خلال المؤتمر الذي اختتم اعماله في جدة امس " توضيح هذه الحقائق بالأرقام، وكان المشاركون مُتفاعِلين وإيجابيّين وخرجنا بنتائج& حققت هدفاً أساسيّاً هو أن الدول أشادت بموقف العراق، وباركت للحكومة، وعزمت على فتح سفاراتها، وكان في مُقدِّمتها المملكة العربيّة السعوديّة، فقد أخبرني السيِّد وزير الخارجيّة الأمير سعود الفيصل في لقاء خاصّ بيني وبينه، ثم أعادها أمام كلِّ الوزراء بأنهم سيفتحون سفارتهم في بغداد، ولا يُوجَد لديهم أيُّ تردُّد في فتح السفارة، وكذلك بقيّة الدول العربيّة التي ليست لديها سفارات".

وأضاف أنّه وجه خلال المؤتمر رسالة صريحة ومُباشِرة، وقلنا لهم: جئناكم بقلب مفتوح، وعقل مفتوح، ونريد من هذا الاجتماع أن يفهم بأنَّ خطر داعش مُمتدّ، وليس في العراق فقط إنما يُهدِّد المنطقة برُمّتها، وسبق أن قـُلنا في عام 2004: الإرهاب لا دين له، ولا مذهب له، ولا وطن له.

وأشار الجعفري إلى أنّ التداعيات اليوم أثبتت صحة هذا بعد مرور عشر سنوات.. وقال إن المؤتمرين كانوا "مُتفاعِلين معنا، ونحن قلنا لهم بصراحة: أقدمنا على تشكيل حكومة راعت خصوصيّات الشعب العراقيِّ، وفيها كلُّ التنوُّعات، والديانات، والمذاهب، والقوميّات، والاتجاهات السياسيّة المُختلِفة، كما أخبرناهم بأننا جادّون بفتح صفحة جديدة مع كلِّ الأطراف، واستيعاب المشاكل الموجودة كافة بروح جديدة، وترك الماضي للماضي".

وبالنسبة إلى العلاقات العراقيّة الجديدة مع دول المنطقة خصوصاً الدول المعنيّة التي كانت في المُؤتمَر فقد "أبلغناهم بأننا جادّون في فتح صفحة جديدة من علاقات تسودها المصالح المُشترَكة، وتجتمع، وتـُدافِع في المخاطر المُشترَكة التي تـُواجـِهها". وأضاف أنّ الاجتمع خرج بموقف مُوحَّد من داعش، وأنه خطر ليس في العراق فقط، نعم.. هو أوغل في خطورته بالعراق، لكنه خطر على المنطقة كلها.

وأضاف "أبلغنا هذه الرسائل، وكان تجاوبهم مُمتازاً، ومُتميِّزاً، أشكر لهم هذا التجاوب، وكلُّ الأطراف التي كانت حاضرة العربية وغير العربية كان موقفها مُوحَّداً، وخرجت بورقة اتفق عليها الجميع".

يذكر أنّ العلاقات السعودية العراقية شهدت توترًا خلال فترة ترؤس رئيس الوزراء السابق نوري المالكي للحكومة العراقية، حيث دأب وقادة ائتلافه دولة القانون كيل الاتهامات إلى السعودية بدعم الارهاب في العراق وتسهيل دخول مسلحي التنظيمات الارهابية إلى اراضيه، وهو الامر الذي نفته الرياض بشدة مؤكدة انخراطها في الجهود الدولية لمكافحة الارهاب.

ولذلك فقد تأخر افتتاح السفارة السعودية في العراق وتعيين سفير مقيم فيها، حيث يقوم بمهامه السفير السعودي في الاردن مما اعاق تقدم وتطور العلاقات بين البلدين منذ سقوط النظام العراقي السابق عام 2003.

وامس أكدت كلٌّ من الولايات المتحدة ودول الخليج مع مصر ولبنان والأردن والعراق التزامها العمل معاً على محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، وذلك في ختام اجتماع جدة بحضور وزير الخارجية الأميركي جون كيري.

وأكدت الدول العشر مع الولايات المتحدة أنها "تتشارك الالتزام بالوقوف متحدة ضد الخطر الذي يمثله الإرهاب على المنطقة والعالم، بما في ذلك ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام". ولم تشارك تركيا في البيان بالرغم من مشاركتها في الاجتماع.

وشددت الدول الـ 11 في بيانها المشترك على أنها "وافقت على أن تقوم كل منها بدورها في الحرب الشاملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية".

واعتبرت الدول أن ذلك يشمل "وقف تدفق المقاتلين الأجانب عبر الدول المجاورة ومواجهة تمويل الدولة الإسلامية وباقي المتطرفين، ومكافحة إيديولوجيتها التي تتسم بالكراهية، ووضع حد للإفلات من العقاب وجلب المرتكبين أمام العدالة والمساهمة في عمليات الإغاثة الإنسانية والمساعدة في إعادة بناء وتأهيل مناطق الجماعات التي تعرضت لبطش تنظيم الدولة الإسلامية ودعم الدول التي تواجه الخطر الأكبر من التنظيم".

وأشارت إلى "المشاركة، إذ كان ذلك مناسبًا، في الأوجه المتعددة للحملة العسكرية المنسقة ضد تنظيم الدولة الإسلامية".