فيما دعا كيري والجعفري إلى مشاركة فاعلة في مؤتمر جدة للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية فقد أكدت الولايات المتحدة دعمها للحكومة العراقية الجديدة في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية وإعادة بناء الجيش وإجراء إصلاحات سياسية واسعة وتنفيذ الاتفاقات النفطية مع الأكراد.


لندن: خلال اجتماع في بغداد اليوم بحث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري جملة من الأمور التي تتعلق بالتطورات الأمنية والسياسية في العراق.. كما ناقشا الدعم الدولي المقدم للعراق في حربه ضد الإرهاب ومساعي الولايات المتحدة إلى بناء تحالف دولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" وطرده من العراق كما قال بيان صحافي رسمي عن الاجتماع.

وأكد كيري دعم خطط العبادي لإعادة بناء الجيش العراقي وتنفيذ إصلاحات سياسية واسعة.. وقال إنه "يرحّب بخطط رئيس الوزراء لإعادة بناء الجيش وبالتزامه بإصلاحات واسعة ضرورية في العراق لجلب كل شرائح المجتمع العراقي إلى الطاولة".

وأشار إلى استعداد العبادي للتحرك قدما بسرعة في تنفيذ الاتفاقات النفطية التي يحتاجها الأكراد وتمثيل السنة وإشراكهم في الحكومة. كما أكد الوزير الأميركي دعم بلاده للعراق والحكومة الجديدة وانها على استعداد لتقديم جميع انواع الدعم الذي يحتاجه العراق في حربه ضد داعش واستقرار أوضاعه الأمنية.

وفي وقت سابق اليوم بدأ كيري زيارة إلى بغداد لبحث علاقات البلدين مع المسؤولين العراقيين& خلال المرحلة المقبلة في ظل حكومة العراق الجديدة وتنسيق الجهود لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" ضمن الحلف الدولي الذي تشكل لهذا الغرض.

ويقوم كيري بزيارته هذه لبغداد وهي الاولى للعراق لمسؤول أجنبي اثر تشكيل الحكومة العراقية الجديدة وذلك ضمن جولته في عدد من دول المنطقة لحشد الجهود لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" حيث سيبحث ايضا مع الرئيس فؤاد معصوم ووزير الخارجية ابراهيم مساعداتها للحكومة العراقية لمواجهة خطر تنظيم "داعش" بتشكيل حكومة شراكة جامعة في العراق الامر الذي تحقق الاثنين.

واعتبرت مصادر عراقية تحدثت مع "ايلاف" زيارة كيري إلى العراق بعد يومين من تشكيل حكومته الجديدة بمثابة رسالة دعم لبرنامجها الرامي إلى تحقيق مصالحة وطنية وبدء مرحلة بناء واستقرار جديدة.. اضافة إلى أنّها تأتي بمثابة تأكيد أميركي للوقوف مع العراق في مواجهة خطر الجولة الإسلامية التي تحتل مساحات شاسعة من الاراضي العراقية.

والجعفري يبحث مع كيري مؤتمر جدة للتعاون العسكري والاستخباري

ومن جهته، بحث إبراهيم الجعفري وزير الخارجيّة مع كيري العلاقات بين العراق والولايات المتحدة وآليات التعاون المُشترَك في الجانب العسكريِّ والاستخباريِّ لمُواجَهة خطر التنظيمات الإرهابيّة في العراق ومُختلِف دول العالم.

كما تم خلال الاجتماع التأكيد على أهميّة الحضور الفاعل لدول الجوار في مُؤتمَر جدة المُزمَع عقده يوم غد الخميس لمُناقـَشة التنسيق بين العراق ودول جواره وأميركا لرسم استراتيجيّة شاملة للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الإرهابيّ".

وأكـَّد الجعفريّ "أنَّ العراق سيتجاوز كلَّ التحدِّيات التي تـُواجـِهه من خلال تشكيله حكومة تحظى بمقبوليّة واسعة، ويُساهِم فيها الجميع، وسيمضي في طريق إعادة الثقة بين الفرقاء السياسيِّين، وتطوير، وتنمية اقتصاده، وبسط أمنه، وتوفير الخدمات والانفتاح بعلاقاته على دول العالم كافة بشكل عام ودول الجوار خاصة لتعزيز التعاون السياسيِّ، والأمنيِّ، والاقتصاديِّ والمجالات الأخرى والإفادة من خبرات الدول المُتقدِّمة، والحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، مع مُراعَاة عدم التدخـُّل في الشؤون الداخليّة للبلدان" كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاعلامي تسلمت "إيلاف" نسخة منه.

وأشار الجعفري إلى أنَّ تنظيم داعش اليوم يُهدِّد دول المنطقة وعلى الجميع الوقوف صفاً واحداً لمُواجَهة هذا الإرهاب العابر للدول والقارات "، مُوضِحاً أنَّ التنظيمات الإرهابيّة لا تستهدف دولة دون أخرى، ولا قوميّة دون أخرى ولا مذهباً دون آخر إنما تستهدف الإنسانيّة كلها؛ ما يتطلـَّب موقفاً عالميّاً لمُحارَبتها.

والجبوري وكيري

وخلال اجتماعه مع كيري فقد رفض رئيس مجلس النواب سليم الجبوري للضربات الجوية التي تستهدف المدنيين في المناطق التي تشهد عمليات عسكرية فيما اكد كيري ان الرئيس الاميركي باراك اوباما سيتحدث عن طبيعة الحملة العسكرية ضد تنظيم "داعش".

وقال الجبوري عقب اجتماعه مع كيري إن "على الطيران الجوي تحديد الاهداف في الضربات الجوية ضد الجماعات الارهابية" مشددا على رفضه استهداف المدنيين. ومن جانبه هنّأ كيري الجبوري بمناسبة تشكيل الحكومة مشيدا بـدور رئيس البرلمان في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين.

وقال إن الرئيس الاميركي باراك اوباما سيتحدث اليوم عن طبيعة بدء الحملة العسكرية ضد داعش وطبيعة الضربات الجوية معربا عن امله في تحقيق الأمن والاستقرار في العراق والمنطقة.

واشنطن تدعو لدعم حكومة العبادي

ومن جهتها، قالت نائبة المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الأميركية، ماري هارف، الليلة الماضية إن بلادها تدعو كل دولة لها تأثير داخل العراق على دعم تشكيل الحكومة العراقية الجديدة برئاسة حيدر العبادي.

جاء هذا في رد على سؤال صحافي اثناء موجز الوزارة اليومي من واشنطن حول الدور الذي تتوقع الولايات المتحدة من إيران لعبه في العراق "لقد حققنا معلماً كبيراً بالأمس يتعلق بتشكيل هذه الحكومة العراقية الجديدة، لذا فقد حثثنا كل بلد خارجي على دعم هذه العملية وكذلك إسناد القوات العراقية والقوات الكردية".

وأشارت إلى أنه من المتوقع أن يكون "أحد المواضيع الرئيسة للجلسة العامة للأمم المتحدة في مختلف الاجتماعات هو تنظيم الدول الإسلامية (داعش)". وأضافت هارف أن الإدارة الأميركية غير قلقة من عدم الاتفاق على وزيري الداخلية والدفاع "نحن لسنا قلقين من هذا، رئيس الوزراء العبادي قال إنه سيعين هذين الأثنين في الأيام القليلة المقبلة". وأكدت ضرورة أن يعكس وزراء الأمن إجماعاً عاماً مشيدة بعمل العبادي المستمر مع الكتل السياسية للحصول على هذا الإجماع.

وأوضحت هارف أن العراق يمثل حجر الزاوية في التحالف الذي تنوي الولايات المتحدة تشكيله في المنطقة. وأشارت إلى أن بلادها ستقوم بالدخول “"في محادثات واسعة مع القادة العراقيين بخصوص زيادة دعمنا لهم". وكشفت هارف أن هنالك بلدانا في الشرق الأوسط طلبت تدخل الولايات المتحدة في المنطقة ولعب دور قيادي بما في ذلك العراقيون.

وكانت الحكومة العراقية الجديدة أدت الإثنين الماضي اليمين الدستورية بعد نيلها ثقة مجلس النواب رغم شغور وزارتي الدفاع والداخلية، وسط ترحيب إقليمي ودولي. وجاء تشكيل الحكومة العراقية الجديدة في وقت تخوض فيه البلاد معارك ضارية لاستعادة الأراضي التي سيطر عليها مسلحو تنظيم "داعش" منذ حزيران (يونيو) الماضي.

وكان كيري اعتبر امس تشكيل الحكومة العراقية الجديدة مرحلة أساسية في معركة العراق ضد تنظيم داعش.. وقال في تصريحات للصحافيين في واشنطن إن تشكيل حكومة عراقية جديدة لا تقصي أحداً حدث هام كبير للبلاد في مواجهة تنظيم داعش. وأضاف أن الحكومة الجديدة لديها "القدرة على توحيد جميع طوائف العراق من أجل عراق قوي وعراق موحد وإعطاء هذه الطوائف فرصة لبناء مستقبل ينشده العراقيون جميعاً".

وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما قال الاسبوع الماضي "يجب ان تكون هناك حكومة عراقية جامعة ونحن مستمرون بالضغط لتحقيق ذلك وعندما تكون هذه الحكومة فان احتمال ان تكون القوات العراقية اكثر فاعلية".. واضاف ان "دراسة قوانين كاجتثاث البعث واعطاء الناس فرصا للانخراط بوظائف حكومية ومع استراتيجية حكومية صحيحة، يمكن ان نحقق تقدما على مستوى الأمن في العراق".