عبرت مختلف دول العالم المهتمة بالشأن العراقي عن ترحيبها بإعلان حكومة العبادي الجديدة، مؤكدة رغبتها في العمل معه لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، ومعبّرة عن أملها في إنجازه لإصلاحات داخلية، وتوحيد جميع طوائف البلاد، من أجل عراق قوي موحد، وبناء مستقبل ينشده العراقيون جميعًا.


أسامة مهدي: خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، فقد تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما بمواصلة التعاون الوثيق مع العراق على محاربة تنظيم داعش. وهنأ أوباما العبادي على منح البرلمان الثقة لحكومته، التي وصفها بذات التمثيل العريض.. وشدد على ضرورة "مواصلة البلدين العمل بشكل وثيق مع المجتمع الدولي للبناء على الإجراءات الأخيرة من أجل مواجهة التهديد الذي يشكله تنظيم داعش".

من جهته اكد العبادي التزامه "بالعمل مع جميع الطوائف في العراق وكذلك الأطراف الإقليمية والدولية لتدعيم قدرات العراق على محاربة هذا العدو المشترك". وقال إن "العراق يواجه تحديات امنية متمثلة في عصابات داعش الإرهابية، وهو ما يتطلب التحرك بسرعة لطرد هذه التنظيمات الإجرامية من المناطق التي احتلتها، وهذا يحتاج دعمًا دوليًا للعراق"، كما نقل بيان صحافي لمكتبه الإعلامي حصلت "إيلاف" على نسخة منه.

واتفق اوباما والعبادي على ضرورة "اتخاذ الحكومة الجديدة خطوات ملموسة على وجه السرعة لتلبية تطلعات الشعب العراقي ومعالجة مظالمه المشروعة". وصوّت مجلس النواب العراقي الليلة الماضية بالغالبية على حكومة العبادي، بعد شهر واحد من تكليف الرئيس العراقي فؤاد معصوم له بتشكيلها، لكن التشكيلة الحكومية غاب عنها وزيرا الداخلية والدفاع، بسبب الخلافات والتنافس بين الكتل السياسية على الحصول على حقيبتيهما، ما دعا العبادي إلى إطلاق تطمينات ووعد بانهاء هذه المسألة خلال اسبوع واحد يقدم خلالها الى البرلمان مرشحين لتوليهما.

كيري: الحكومة مطالبة بتوحيد الطوائف
من جهته اعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري تشكيل الحكومة العراقية الجديدة مرحلة أساسية في معركة العراق ضد تنظيم داعش. وقال كيري في تصريحات للصحافيين إن تشكيل حكومة عراقية جديدة لا تقصي أحداً، حدث مهم كبير للبلاد في مواجهة تنظيم داعش. وأضاف أن الحكومة الجديدة لديها "القدرة على توحيد جميع طوائف العراق من أجل عراق قوي وعراق موحد وإعطاء هذه الطوائف فرصة لبناء مستقبل ينشده العراقيون جميعاً".

ودعا كيري قادة العراق الى العمل على تنفيذ خطتهم الوطنية في معالجة العديد مما اسماه المظالم السياسية والاقتصادية طويلة الأمد التي قسمت المجتمعات العراقية المتنوعة. واعتبر "إصلاح الأمن والسلطة وتقاسم العائدات وقضايا مهمة أخرى بموجب الدستور العراقي ستعزز نظاماً فيدرالياً وديمقراطياً في العراق، وستساعد على توحيد الشعب العراقي ومواجهة الإرهاب وهزيمة داعش".

واكد كيري وقوف واشنطن الى جانب العراق في تنفيذ هذه الخطة ونقل المعركة ضد تنظيم داعش وأيديولوجيته المفلسة. ووصف تنظيم داعش "بالعدو المشترك للولايات المتحدة وللعراق"، معربًا عن استعداد واشنطن لدعم العراق للقتال ضد داعش والاستمرار في إشراك المجتمع الدولي على أن تحذو حذو بلاده.
&
واشار كيري الى&أن الادارة الأميركية تتطلع إلى العمل مع الحكومة الجديدة لتوسيع التعاون في إطار اتفاقية الإطار الاستراتيجي، والسعي إلى تحقيق الهدف المشترك للبلدين في بناء علاقة متعددة الأبعاد وطويلة الأجل.

بان: لتسمية وزير الداخلية والدفاع بسرعة
اعتبرالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إعلان حكومة العبادي خطوة إيجابية باتجاه تحقيق الاستقرار السياسي والسلام في الدولة.. ودعا في بيان صدر من مكتبه الاعلامي جميع القادة السياسيين العراقيين الى البناء على الزخم الحالي للتعاون لضمان تسمية وزير الدفاع ووزير الداخلية في الحكومة الجديدة من دون تأخير.

وأعرب كي مون عن أمله في تنفيذ البرنامج الوزاري في الوقت المناسب مع الأخذ في الحسبان احتياجات جميع الطوائف العراقية. واكد أن الأمم المتحدة تتطلع الى العمل مع الحكومة العراقية الجديدة في جهودها لخدمة كل الطوائف العراقية بينما تواجه التحديات الرئيسة.

من جانبه اعتبر الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي تشكيل الحكومة العراقية الجديدة فرصة للعراقيين لتوحيد قواهم والانطلاق نحو اصلاحات داخلية وتعزيز الوحدة الوطنية والإصلاح الاجتماعي والاقتصادي والتنمية.

وأضاف في بيان أنه وفي ضوء خطورة التحديات الأمنية والإنسانية والاقتصادية الراهنة التي تواجه العراق، أغتنم هذه الفرصة لأحث الحكومة على العمل بفاعلية من اليوم الأول لتنصيبها لمعالجة هذه التحديات، بما في ذلك مواجهة تهديد الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" بنحوٍ شامل وبناء مستقبل أفضل للعراقيين من الطوائف كافة".

وقال ميلادينوف "إنني أتطلع إلى العمل عن كثب مع رئيس الوزراء العبادي وحكومته، وإنني أشجع جميع الأطراف المعنية على العمل معاً لدعم جهوده". وشدد بالقول على "أن الأمم المتحدة تقف على أهبة الاستعداد لمساعدة الحكومة الجديدة على أي مسعى يرمي إلى تعزيز الدعم الواسع للعراق في الفترة المقبلة".

إيران تدعم القادة العراقيين ضد الفكر التكفيري
وفي طهران قال مساعد وزیر الخارجیة في الشؤون العربیة والافریقیة حسین امیر عبداللهیان أن تشكيل الحكومة العراقية يعتبر استكمالًا للمسیرة السیاسیة وتشفي العراق.. وقال ان ايران تدعم قرار مجلس النواب العراقي، الذي یرتكز&على الدستور في هذا البلد، مؤكدًا أن بلاده تدعم الحكومة العراقیة برئاسة حیدر العبادي.

واكد احترام ايران وحدة وسیادة واستقلال العراق. وقال "لقد حان الوقت ان تساعد دول المنطقة الحكومة العراقیة علی اجتثاث جذور الارهاب". واضاف ان "الشعب والقادة السیاسیین والدینیین في العراق قد برهنوا علی انهم لن یسمحوا لاعداء المنطقة وبقایا صدام والإرهاب التكفيري بتعریض أمن العراق والمنطقة للخطر".
&
تركيا تتمنى عدم تكرار اخطاء المالكي
اما وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو فقد عبّر عن الامل في عدم تكرار ما اسماه بأخطاء رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي. وأضاف في تصريح صحافي أن "حماية حدود العراق ووحدة أراضيه مهمة الحكومة الجديدة، وأن يستفيد جميع العراقيين من ثروات بلادهم، كما يجب أن لا يقصي الدستور العراقي أحدًا".

وحذر وزير الخارجية التركي "من إمكانية وقوع الأسلحة المقدمة للعراق لمساعدته على مكافحة تنظيم داعش في أيدي منظمات إرهابية"، مشيراً إلى أن" نحو غالبية من الجيش العراقي، تستند إلى مذهب معين". حسب تعبيره.

واكد اوغلو على "ضرورة تقديم الدعم العسكري مع مراعاة الوضع الجديد في العراق، بحيث لا تصل الأسلحة إلى منظمات إرهابية، مثل حزب العمال الكردستاني، في اشارة الى تسليح الغرب لقوات البيشمركة في اقليم كردستان في شمال العراق، والتي يتواجد فيه مسلحو حزب العمال المعارض لأنقرة. وأشار وزير الخارجية التركي إلى أن "حلف شمال الأطلسي الناتو ناقش فكرة انشاء قوة تدخل سريع لمواجهة التهديدات حيال دول الحلف، إلا أنه لم يتخذ قراراً بعد،&حول طبيعة تلك القوة ومهامها".

يذكر ان العلاقات التركية العراقية شهدت خلال السنوات الأخيرة توترًا كبيرًا نتيجة اتهامات وجّهها رئيس الوزراء التركي السابق رجب طيب اردوغان إلى المالكي بانتهاج سياسات طائفية وإقصائية لمكونات الشعب العراقي.

&