استكمالًا لمقومات دولة الخلافة، أطلق داعش على الانترنت حملة لتجنيد النساء، مهمتهن الزواج من مقاتليه وانجاب الأطفال والتفرغ لشؤون البيت أو العمل ضمن صفوفه ممرضات أو مجندات في لواء الخنساء النسائي.
إعداد عبد الاله مجيد: بعد أشهر على اجتياح مناطق واسعة من سوريا والعراق، ثم اعلان دولة الخلافة الاسلامية، يسعى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) إلى توفير عنصر تحتاجه كل دولة تطمح في البقاء، هو النساء. لذا أطلق داعش على مواقع الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي حملة لتجنيد نساء، مهمتهن انجاب الأطفال بالزواج فورًا من مقاتليه، ثم التفرغ لشؤون البيت.
قيد الإنشاء
وقالت ريتا كاتز، مديرة منظمة "سابت" التي ترصد أنشطة الجماعات الارهابية، إن جهاديي داعش يعاملون الدولة الاسلامية كدولة تحتاج إلى نساء ورسالتهم هي الآتي: "أنتن آتيات للزواج فورًا وانجاب الأطفال والطهي". وأضافت: "انهم يبنون دولة".
وكانت أعداد صغيرة من النساء غالبيتهن اوروبيات بدأت بالتدفق على مناطق من سوريا بصفة زوجات مقاتلين أجانب، حتى قبل اعلان الدولة الاسلامية.
وقال الزميل الزائر في مركز بروكنز الدوحة للأبحاث تشارلس ليستر أن هذا شجع على ترويج صورة سوريا الأصلية بوصفها جهادًا خمسة نجوم. واضاف ليستر : "تدفق عائلات كاملة على شمال سوريا، منذ ما يربو على عام، عمل على تكريس الاعتقاد بأن دولة، أو على الأقل كيانًا اسلاميًا جديدًا له معالم محدَّدة، هو قيد الإنشاء.&
أعداد متزايدة
وأسهمت أدوات التواصل الاجتماعي في تجنيد آلاف من انحاء العالم، ويستخدمها داعش الآن لتشجيع النساء على المجيء إلى سوريا وتكوين العائلات. لاستدراج النساء، يقدم داعش اليهن صورة دولة ناشئة لها مؤسساتها ومناهجها المدرسية وقوانينها. ويطلق احيانًا اشارات إلى أن النساء اللواتي ينخرطن في صفوفه يمكن أن يعملن ممضرات أو معلمات أو طبيبات.
ونقلت صحيفة لوس انجيليس تايمز عن كاتز قولها إن الاستجابة إلى مثل هذه الدعوات كانت قبل ستة أو سبعة اشهر تقتصر على امرأة أو امرأتين، "لكن اعدادًا متزايدة من النساء تستجيب الآن لدعوة داعش". وكتب مقاتل في صفحته على موقع تمبلر: "نحو 10 أخوات إلى 20 اختًا، وأحيانًا أكثر، يصلن إلى الدولة الاسلامية كل يوم".
تعليمات للمسافرات
ويقول سوريون وعراقيون من سكان المناطق التي يسيطر عليها داعش إن المرأة في هذه المناطق لا يُسمح لها بمغادرة المنزل من دون رجل يرافقها، ومن تخالف تعرض نفسها للاعتقال أو حتى للجلد. كما أن تجنيد النساء من الخارج يتعارض مع موقف المتزمتين الاسلاميين في اشتراط حصول المرأة على موافقة ولي أمرها للسفر أو الزواج. لكن المسؤولين عن عملية التجنيد في داعش يؤكدن أن فريضة العيش في ارض الخلافة تعلو على شرط الموافقة.
وينشر داعش على مواقع التواصل الاجتماعي معلومات وتعليمات للنساء القادمات إلى دولة الخلافة لمساعدتهن في عبور الحدود التركية إلى سوريا. وتُنصح المرأة بشراء تذكرة ذهاب واياب والحصول على تأشيرة سياحية وتثقيف نفسها بالمعالم السياحية في حال سؤالها على نقاط التفتيش والجمارك عن هذه الأماكن. ومن النصائح ايضًا أن تأخذ المرأة معها عباءة اضافية، تحسبًا لتمزق الأولى اثناء الزحف تحت الأسلاك الشائكة على الحدود.
شرطة الآداب
إلى جانب الزواج من المقاتلين وانجاب الأطفال والتفرغ لتربيتهم وشؤون البيت، يوجه داعش رسائل أخرى إلى النساء المستهدفات بحملة التجنيد، بشأن دورهن في دولة الخلافة، بما في ذلك القيام بمهمات قضائية.
وشهدت الرقة في وقت سابق من هذا العام تشكيل "لواء الخنساء"، الذي يقوم بدور شرطة الآداب، مهمته الاعتقال والجلد بحسب ناشط في المعارضة السورية مناوئ لداعش. قال هذا الناشط لصحيفة لوس انجيليس تايمز، طالبًا عدم كشف اسمه، إن لواء الخنساء يضم العديد من النساء الأجنبيات، يطفن مسلحات بالمسدسات والبنادق بالرقة في سيارات بحثًا عن مخالفات لتعاليم دولة الخلافة وقواعدها في الملبس والمظهر عمومًا.
واعتقلت هذه الميليشيا النسائية في احدى عمليات الدهم تلميذات ومعلمات لارتداء نقاب شفاف والكشف عن الحاجبين، أو استخدام مشبك تحت الحجاب. وقال ناشط آخر في الرقة إن كل تلميذة ومعلمة من هؤلاء تلقت 30 جلدة.
التعليقات