كابول: هنأ الرئيس الافغاني المنتخب اشرف غني بلاده الاثنين بما وصفه باول انتقال ديموقراطي للسلطة، الا ان خصمه السابق في الانتخابات الرئاسية عبدالله عبدالله غاب عن الاحتفالات.
ووقع غني وعبدالله الاحد اتفاقا على تشكيل حكومة وحدة وطنية لانهاء الخلاف الانتخابي القائم بينهما منذ الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 14 حزيران/يونيو التي شابتها عمليات تزوير كثيفة.
وكاد الخلاف ان يدخل البلاد في ازمة سياسية، كما اضعف الاقتصاد المعتمد على المساعدات، وشجع مسلحي طالبان على شن مزيد من الهجمات، حيث نفذت الحركة المتشددة العديد من هذه الهجمات في الاشهر الاخيرة.
ويتعين على الرجلين الان ادارة افغانستان وسط انخفاض التمويل الدولي واقتراب انسحاب القوات القتالية التي تقودها الولايات المتحدة بنهاية هذا العام بعد الحرب التي شنتها على حركة طالبان منذ 2001.
وقال غني في كلمة امام انصاره في كابول "هذا نصر كبير للشعب الافغاني ولاول مرة في تاريخنا المشرق يتم نقل السلطة من رئيس منتخب الى اخر استنادا الى اصوات الشعب".
وفي "حكومة الوحدة الوطنية" سيصبح غني رئيسا للبلاد بينما سيتولى عبدالله منصب الرئيس التنفيذي وهو منصب جديد يشبه رئاسة الوزراء.
ويمكن ان يتحول الرئيس التنفيذي الى رئيس وزراء رسمي خلال عامين، وهو ما يعد تغييرا كبيرا في الحكومة التي ينص الدستور ان تدار بنظام رئاسي.
وقال غني امام انصاره في كلمة حماسية نقلها التلفزيون "الاجانب قالوا انه من غير الممكن ان تنتقل السلطة سلميا في افغانستان".
واضاف "الان ترون ان ذلك حدث بعد ان انتظر الشعب الافغاني بصبر كبير لمدة ستة اشهر ظهور النتائج" في اشارة الى الجولة الاولى من التصويت التي جرت في نيسان/ابريل.
وتابع "انتم صوتم لنا حتى نستطيع ان نجلب لكم السلام والاستقرار. ان الاستقرار في افغانستان اهم بالنسبة لنا من اي شيء اخر".
واكد ان "هدف حكومة الوحدة الوطنية هو تحقيق السلام. لقد تعبنا من الدم".
ووصفت حركة طالبان الاثنين اتفاق تقاسم السلطة بانه مؤامرة اميركية للسيطرة على افغانستان.
وذكرت الحركة المسلحة في بيان ان "تنصيب اشرف غني وتشكيل ادارة جديدة امر لا يقبله الافغان".
واضاف البيان "كانت النتائج شانها تماما شان الانتخابات مخزية ومزورة، والشعب الافغاني رفض دائما حكومات الدمى عبر التاريخ".
ولم يحضر عبدالله وانصاره كلمة غني، ولم يتسن الحصول على تصريح فوري منهم.
والاحد اعلنت اللجنة الانتخابية فوز غني، الا انها لم تكشف عن ارقام او هامش الفوز، ما اثار اتهامات بانعدام الشفافية.
ووسط مخاوف من ان تؤدي الازمة الى عودة العنف الاتني والحرب الاهلية في التسعينات، رحبت الامم المتحدة والولايات المتحدة وغيرها من الدول باعلان فوز غني.
ويمهد تشكيل حكومة وحدة وطنية الطريق لتوقيع الاتفاق الامني بشان القوات الاميركية التي ستتبقى في افغانستان بعد 2014& الذي رفض الرئيس السابق حميد كرزاي التوقيع عليه.
ولا يزال نحو 41 الف من جنود الحلف الاطلسي في افغانستان يقاتلون عناصر طالبان الى جانب القوات الافغانية. وتنتهي المهام القتالية للحلف الاطلسي في كانون الاول/ديسمبر المقبل، ومن المرجح ان يبقى نحو 12 الف جندي خلال العام 2015 لتدريب ودعم القوات الافغانية.
&
&
&
التعليقات